سارة شهيل: التدريس مسؤولية كبيرة قدوة ومثل

  • 5/29/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتمتع سارة إبراهيم شهيل مدير عام مراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر بمسيرة علمية مهنية حافلة بالعطاء، إذ عملت في حقل التربية والتعليم 31 عاماً حتى وصلت إلى مديرة مدرسة قبل توليها منصبها الحالي، لتحقق إنجازات مشهودة لها في جميع المجالات التعليمية والاجتماعية كونها ناشطة في مجال حقوق الإنسان. حازت شهيل العديد من الجوائز، منها جائزة خليفة التربوية لعام 1999 لدعم التعليم وتحفيز المتميزين، وجائزة المرأة الملهمة عام 2012 لإنجازاتها في مراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر ضمن جوائز لوفيسيال للمرأة العربية. كما أنها عضو لجنة التحكيم في جائزة المرأة العربية أبوظبي 2013، وعضو لجنة التحكيم في مبادرة نستلة نساء متميزات من نفس العام. كما كرمت في كثير من المناسبات، منها حفل إطلاق التقرير السنوي 2013 للمساعدات الخارجية الإماراتية، كونها أكبر دولة مانحة حسب تصنيف لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 2013 والذي أقيم برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في فندق قصر الإمارات 2015. وإلى نص الحوار: } ماذا يعني لك التدريس؟ - العمل في مجال التدريس مسؤولية كبيرة كونك تكون أستاذاً مربياً لأجيال وللأسر، لكن هذه المسؤولية كمواطنة إماراتية أعتز بها كثيراً، و خلال تلك الفترة عشت حياتي مع أشخاص من الجيل المخضرم، حيث شملت مراحل حياتي مرحلتين، ما قبل قيام الاتحاد وما بعده، و أرى أن فترة ما بعد الاتحاد مرت سريعاً بالنسبة لي كالضوء، حيث أصبحت دولتنا في مصاف الدول التي نعتز بها دائماً في كل المجالات وعلى مستوى العالم. } كيف كان التوفيق بين المدرسة والمنزل ؟ - عملت في التدريس في مدرسة أم عمار الثانوية للبنات في أبوظبي لفترة امتدت نحو 16 عاماً وتدرجت في الحقل التعليمي والإداري حتى وصلت إلى مديرة مدرسة، وكانت مسؤولية كبيرة، وكنت أماً مربية لبناتي في المنزل وفي المدرسة والحمد لله نجحت في إدارة الأسرة والمدرسة معاً، وهذا العمل أفتخر به كثيراً ولم أخرج من بيتي إلى المدرسة إلا وراودني الإحساس أنني ذاهبة لتربية بناتي، وكنت أقضي كل وقتي من أجل تكريس جهدي في خدمة الطالبات، حتى بعد تركي العمل في التدريس بعد مضي 31 عاماً كان الشعور ينتابني بين الحين والآخر أني في المدرسة، حيث أقوم بتأدية واجبي. بعد فترة وجيزة من التقاعد تم اختياري لإدارة العمل في مشروع مراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر، في البداية كنت لا أعرف شيئاً عن طبيعة هذا العمل كونها أول تجربها بالنسبة لي، ولكن استعنت بعدد من الخبراء واستفدت منهم والحمد لله. } صعوبات واجهتك في التدريس؟ - كانت تواجهني مشاكل في المدرسة عندما أقوم بدعوة أولياء أمور الطالبات خاصة الأمهات إلى اجتماع والكثير منهن لا يحضرن، ولكني كنت أتحايل عليهن بعدة طرق واستدرجهن للاجتماع، أحياناً أقوم بدعوتهن بخصوص حفل في المدرسة وعندما يحضرن اجتمع بهن ونتناقش معهن في الأمور التعليمية والتربوية التي تخص المدرسة والطالبات و ألتزم بإقامة الحفل. } أمنية تحققت وأخرى لم تتحقق؟ - تحققت أمنيتي في تعليم أبنائي وبناتي، منهم من صارت طبيبة، ومنهم من هو في المجلس الوطني، وجميع أبنائي يحتلون مواقع مرموقة في المجتمع. أشكر زوجي الذي أدى دوراً كبيراً في تحقيق أمنيتي في استكمال تعليمي وتربية الأبناء، حيث يقوم بمساعدتي في كل متطلبات الحياة اليومية، حيث شجعني على مواصلة تعليمي بعد زواجي في سن مبكرة، و تغلبت على الصعاب، وهذه التجربة أعطتني قوة ودافعاً لتحقيق أمنيتي، الرجل له دور كبير ومهم في مساعدة المرأة في تربية الأبناء ومجال العمل حتى تتخطى كثيراً من العقبات، والحمد لله بمساعدة زوجي استطعت التوفيق بين عملي في مجال التدريس كمعلمة وتربية الأبناء في المنزل وتدرجت في المناصب الإدارية حتى أصبحت مديرة مدرسة. } معلمون تركوا أثراً في نفسك ؟ - معلمة اللغة العربية من مصر، لم تزل في ذاكرتي وتركت أثراً كبيراً في نفسي فهي التي جذبتني إلى حب مادة اللغة العربية، خاصة عندما تقرأ أبياتاً من الشعر أو تشرح قصيدة، المعلم له دور كبير وفعال في كسب الطالب وفي توصيل المادة وبطريقة سلسة ومشوقة وسهلة. } كيف كان تعاملك مع الطالبات؟ - كنت حازمة وصارمة في التعامل مع الطالبات، ولكن في نفس الوقت لا أميل إلى العقاب الشديد الذي يجعل الطالب ينفر ويهرب من المادة والمعلم. } ما الأسلوب الذي كان يتبعه والداك في التربية؟ - والدتي كانت حازمة في تربيتنا، رغم أنها ووالدي لم يحصلا على فرصة في التعليم، لكنهما كانا يحافظان على المبادىء الاجتماعية والقيم الدينية، حيث غرسا فينا الجانب الأخلاقي والكرم الفياض والصبر والشجاعة وحب الناس والوطن. } أيهما تجذبك أكثر، حياة البداوة أم الحضر؟ - البداوة أحلى لأن فيها الكرم والنبل والبساطة وعندما أتجول في البادية أشعر بالراحة النفسية، حيث لا ترى في البدو عمراناً بل كل الأجواء والمناظر طبيعية، وأعتبرها مكاناً للعناصر الطبيعة الجاذبة الخلابة. } دولة زرتها في الذاكرة؟ - زرت كثيراً من دول العالم، وأتمنى أن أزور مدينة إسطنبول مرة أخرى لم تزل راسخة في ذهني من جمالها وعمق حضارتها التاريخية الأصيلة وبها خليط بين الماضي والحاضر. } هل تمارسين الرياضة؟ - أعشق الرياضة وأمارسها و هذا شيء بالنسبة لي طبيعي ومهم كما أن الأسرة جميعها تمارسها، ولدينا مكان مخصص في المنزل لممارسة الرياضة يومياً. } كيف تتعاملين مع المطبخ؟ - أحب الطبخ وأدخل المطبخ كل يوم وأقوم بإعداد الوجبات وأستمتع بها وأصنع الطعام الجميل والأكلات الشهية، في المناسبات عندما أقوم بطبخ أنواع من المأكولات المختلفة أجد تعليقات كثيرة من الناس تشيد بها، ومن حبي للمطبخ لدي 300 كتاب من بلدان مختلفة أطلع عليها دائما للإلمام بثقافة تلك الشعوب في مجال الطعام، وما زلت أدخل المطبخ وأقوم بطبخ ما لذّ وطاب. } ماذا يعني لك رمضان؟ - أجمل وأروع الشهور وله طعم خاص عندي، حيث أنتظره بفارغ الصبر منذ انتهائه في آخر أيامه حتى قدومه مجدداً، تلك القيمة الدينية النبيلة الجميلة لحب رمضان غرسها فينا آباؤنا وأجدادنا، وكل الأسرة تفرح بقدوم الشهر الفضيل لأنه شهر التسامح والمحبة. في أيام الصغر كنت أحمل أطباق الأكل إلى بيت الجيران وأجد في ذلك نوعاً من السعادة والمحبة والألفة، وهذه قيمة طيبة و إحساس جميل يؤكد ترابط المجتمع الإماراتي مع بعضه بعضا. } كيف كان شعورك يوم إعلان الاتحاد؟ - أحس بعظمة هذا اليوم التاريخي، وقيام الاتحاد كان شعلة رائدة وعظيمة في دواخلنا، إن الاستقرار الذي تنعم به دولتنا الغالية ثمرة الإرادة القوية لأبناء شعبنا وقيادته الذين اتخذوا من روح الاتحاد مصدر إلهام لمشروع وطني كبير و تجربة حضارية جوهرها هوية وطنية و قيم و أعراف و تقاليد أصيلة لم يغيرها الزمن. وفي الثاني من ديسمبر/كانون الاول الذي يحتفل به أبناء الإمارات يوم تأكيد الحب العميق لهذا الوطن وولائنا الدائم له و لقيادته الرشيدة، حيث نستحضر فيه الثناء و الوفاء والعرفان لمسيرة مؤسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي وضع سيادة القانون وصون الكرامة الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة أساسات وثوابت راسخة ينعم بها شعب دولتنا الحبيب والمقيمون على أرضها فانعكس ذلك عشقاً وعطاءً للإمارات. قدوة ومثل قالت سارة شهيل إن سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الأعلى لمجلس الأمومة والطفولة، مثلها الأعلى وقدوتها، نظراً لما قدمته للوطن، وتكريماً لعطائها اللامحدود الذي كان ولا يزال له أثر اجتماعي وإنساني كبير، والدور الذي ارتقى بواقع المرأة والأسرة والطفل في الإمارات، بل تعدى حدود الدولة، ليصل إلى الكثير من الدول الشقيقة والصديقة، وأصبحت سموّها، نظراً لإسهاماتها الجليلة في المجالات الإنسانية والخيرية والتعليمية، نموذجاً للمرأة، ليس على الصعيد العربي فحسب، بل على كل الصعد. وأضافت: تتّسم شخصية سموّها بالتواضع ورحابة الصدر، وقبول الآخر، إلى جانب تمتعها بعزيمة ثابتة وقوية وحب لا محدود للعمل الخيري، داخل الإمارات وخارجها؛ سموّ الشيخة فاطمة مثال للمرأة في حسن تربيتها لأبنائها وتمسكها بدينها وتقاليدها. وهي كذلك مثال للمرأة في رجاحة العقل وسداد البصيرة، وفي التفاعل مع كل مستجدات العصر وانتقاء الأصلح والأجدر والأنسب لبيئتنا ومجتمعنا. والمرأة على أرض الإمارات دائماً حريصة على تحقيق التوازن بين الأخذ بكل مقومات التطور العصرية، والحفاظ على تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وتقاليدنا العربية الأصيلة والوفاء بالمسؤولية الأولى للمرأة، مسؤوليتها تجاه أسرتها و أبنائها. اهتمّت أم الإمارات بقضية تعليم البنات ووضعتها في درجة متقدمة من أولوياتها، وطافت البلاد طولاً وعرضاً لدفع الأسر إلى مساعدة الفتيات على تحصيل العلم، كما أشرفت على استراتيجية طموحة للقضاء على الأمّية في الإمارات، ونجحت خطتها بصورة مذهلة استحقت عليها تقدير المنظمات الدولية وعرفانها. كما اهتمّت سموّ الشيخة فاطمة اهتماماً كبيراً بتعليم المرأة، انطلاقاً من إيمانها بأن التعليم هو النافذة التي تطل منها المرأة على حضارة الأمم، وهو وسيلتنا لمواكبة مسيرة التطور والتقدم، واستمرار النهوض بمجتمعنا، فهي أم ومعلمة ومربية وقدوة.

مشاركة :