الخطأ في تسمية هذا الجيل ليس خطأهم إذا كان أطلق عليهم هذا الاسم (Z) بصيغة التصغير وينبغي الرجوع إلى الذين سموا الجيل الأكبر الذي يسبقهم ب20 عاماً بصيغة التصغير الجيل X. ومع ذلك فاسم الجيل (Z) يناسبهم تماماً فالحرف Z نهاية الحروف الأبجدية ولكنه على ما يبدو بداية عصر الحديث عن نهاية التاريخ، وحافة التحول الكبير. ففي العام 1991، وفي كتابه الجيل X، صور الكاتب والقاص الكندي دوغلاس كوبلاند الشباب الذين ولدوا في ستينات وسبعينات القرن العشرين بالعاطفي والجاهل، والخارج رغم إرادته من ثلاثية الزواج - العمل -المال بعد الفترة التاريخية بين عامي 1946 و 1975 التي شهدت خلالها فرنسا ومعظم الاقتصادات الغربية نمواً استثنائياً وثابتاً والدخول في عصر المجتمع الاستهلاكي. وخلفه الجيل (Y ) أو جيل لماذا نسبة إلى كلمة ( why ) باللغة الإنجليزية، الذي تسلح بأداة الوب، وتعامل على نحو أفضل مع الأزمة، لكنه يشكك في هذا النظام ويتخذ إزاءه موقفاً متمرداً وفي بعض الأحيان عقيماً. الجدير بالذكر أن الجيل الرقمي أو ما يصطلح عليه في الأدبيات التربوية والاقتصادية ب Y أو Yers وجيل متصل بالشبكة الإلكترونية، ولا يقبل إلا ما قبله قلبه وصدقه عقله، ولهذا يسميه البعض ب why، لأنه يريد ترك بصمته في مستقبل العالم من دون إغفال الاهتمام بشخصه، في وقت تعمل فيه المدرسة التقليدية على محاربة ولوج الهواتف الخلوية والذكية إلى فضاءاتها. وللإشارة، فأول من أخرج للوجود عبارة الجيل Y المجلة الأمريكية " Ad Age"، لتصف بها مجموع مواليد الفترة الممتدة ما بين 1978 و 1994. هذا المصطلح نقل إلى الفرنسية على يد بنيامين شميناد Benjamin Chaminade الخبير الدولي في تدبير الكفاءات عند حديثه عن أجيال القرن العشرين جيل الناضجين la gnration des Matures 1900-1946 وجيل الانفجاريين 1964 la gnration des Boomers :1946- ثم جيل (X) 1965-1982). فضلاً عن ذلك فإن اختيار الحرف Y لم يأتِ بشكل عبثي، وإنما علمي، فالجيل السابق له أي مواليد 1965 و1980 - سمي بX من طرف الكاتب والقاص والاقتصادي الكندي دوغلاس كوبلاند. وفي مقال لمونيك روييه Monique Royer بعنوان الجيل Y و المدرسة x، تقول الكاتبة إن المدرسة اليوم تحس بنوع من الراحة في تعليمها الذي يأخد في الاعتبار التطورات وتطور الأجيال، فالجيل (y) أصبح مزوداً بيد ثالثة في شكل هاتف ذكي. ويشير كوبلاند إلى أن الجيل الذي ولد في فجر التسعينات، لم يعرف العالم من دون الشبكة العنكبوتية فالإنترنت بالنسبة له تمثل كل شيء. لأنها باتت أكثر من مجرد أداة، إنها عالمه، ومكان تبادل تجاربه وطريقته في استيعاب الحاضر. فالمرء بات في اتصال دائم، وفي إبداع متواصل وأعصابه مشدودة مع كل من حوله على حد وصف الفيلسوف الفرنسي ميشال سيريس الذي فك رموز هذا الجيل في كتابه PETITE POUCETTE المستعار عنوانه من رواية القاص الدنماركي هانس كريستيان أندرسن أي الفتاة الصغيرة التي تواجه عقبات أكبر بكثير من سنها وحجمها، وهو الجيل الذي غير فيه من طريقة العمل والسفر، والتعلم، والاستهلاك. وفهم ذلك صعب للغاية حسب رأيه لأن عالمنا آخذ في الانزلاق نحو عالمهم! وإذا أردنا العثور على هذا الجيل سنجده في الأعمال والسياسة والفن والفكاهة والأدب. سألناهم عن تطلعاتهم، وأحلامهم وطريقة عملهم والنتيجة هي أنهم يشتركون في مسألة تتمثل في أن لديهم وعياً حاداً بالمهمة المنوطة بهم ويرون أنفسهم في السنوات العشر المقبلة، ملوك العالم. فهم يفعلون كل شيء من البداية إلى النهاية من دون مساعدة. علماً بأن أعمارهم في الغالب تتجاوز بالكاد 20 عاماً، وسوف نجد أنفسنا نميل إلى أن نطلق عليهم جيل العجائب أو العباقرة. ومع ذلك فالعمر لا يمثل مشكلة حقيقية بالنسبة لهم على حد قول أحدهم. فكيف تمكنوا من التعامل مع هذه القضية التي أفسدت حياة جيل (X) على مدى ثلاثة عقود، ضد جيل الانفجاريين المتعلقين بالسلطة، وكذلك الجيل (Y) الذي يشتاط غضباً بين الجيلين السابقين؟ المسألة بسيطة، حيث يقال لهم دائماً بأنه لم يعد هناك أي عمل، ولم يعد هناك مواسم. ورغم ذلك، استطاعوا البحث والتمحيص والنسخ واللصق وزج أنوفهم في كل شيء إنهم حقاً كالجرافة. ومن شدة هوسهم يمكن للمرء مقارنتهم بعملية تحديث متطورة يجرى تثبيتها على أجهزة الكمبيوتر القديمة التي تعمل بنظام الويندوز 98 علماً بأن الكمبيوتر القديم الذي يمثل نظاماً اقتصادياً وقانونياً وتعليمياً، لا يتوافق معهم، وهذا الأمر لا يعني أنهم غير مدركين لرموزه ومفاتيحه، بل يمتلكون كل أركانه من خلال غوغل، حيث نجدهم يصرحون: (نحن في تعلم ذاتي دائم). وعندما كان جيل (y) يحلم بعملية التفافية للحد من نظام عفا عليه الزمن، كان جيل (z) يقول: إننا نترك لكم هذا العالم القديم الخاص بكم، لأننا سوف نكون عالماً آخر أفضل حقاً من هذا العالم. إنهم يقولون ذلك باطمئنان تام لأن ما يفعلونه هو مجرد غيض من فيض الأبجدية الجديدة ستبدأ بعدهم. تقول الكاتبة سيسيل كولون التي ولدت في العام 1990 والتي تعتبر نفسها منتمية لهذا الجيل: نحاول فهمهم ونطلق عليهم أوصافاً عدة ولكنني أعتقد أنه ليس هناك جيل (Z) بل ثمة جيل مفرط الاتصال، يعملون لإعادة تجديد عالم المؤسسات والأعمال، لا سيما في السنوات الخمس المقبلة. وتدعو كولون إلى النظر إلى هذه الفئة المكونة من الفتيان والفتيات والرجال والنساء بشيء من الجدية لأنهم أناس يتنفسون مثلنا ولا يمكننا حصرهم في قوقعة محددة كما يفعل الخبراء والاستبيانات والصور والدراسات، والتقارير الحكومية، لأن كل هذا يحدث من دون الأخذ في الاعتبار الطاقة الحيوية والقوة الأصلية لهذا الشباب. وتضيف كولون بأن كل جيل، مع حرفه الذي يميزه ورموزه الخاصة، ولغته، وتحدياته ومخاوفه ورغباته، لا ينبغي أن يكون مجرد مقال ينشر في صحيفة وحسب، بل علينا أن نتحدث عن جيل صاعد له تساؤلاته وإجاباته، وعلينا أن نتكلم عن لباسه، وشكل شعره وحتى طول اللحية التي يحملها أحدهم، ومساحة الشقة التي يقطنها وعمل والديه وإخوته وألا نحصره في نسب مئوية، ونخنقه في بيانات مجردة. لأن المشاعر واللمسة، والدموع، والرفض، والضحك، والتمرد يجب ألا يكون لها علاقة لها بكل ذلك، أليس كذلك؟ إننا نسمع في كل مكان أن هذه الظاهرة تدل على قوة الشباب. ولذا ينبغي لنا أن نقبل ذلك، إنها الحقيقة، المشكلة الحقيقية حسب رأي كولون هي أن نطلب دائماً من الشباب أن يفعل أكثر مما يستطيع، بغض النظر عن الحرف الذي نطبعه به ونمنحه له لأننا لا يمكن أن نصبغ جيلاً بحرف كبير بل ينبغي أن نعايش أحلامه، وربما أن نستخدم كل حروف الأبجدية الستة والعشرين للحديث عنه. يتميز الجيل (z) الذي تقل أعماره عن 25 سنة بالهوس تجاه الموضة والأزياء، وبالشعارات التي تشير إليه وهو مفتون بهاجس الصورة. ويصفهم البعض باللغز التسويقي الحقيقي. الشيء الغريب أنه جيل يعمل على اختيار شخصية له لتمثله أو كسفيرة عنه ومن الممكن تعيين كارا ديليفين كي تكون سفيرة الجيل Z. المعروف أن كارا ديليفين ولدت في 12 أغسطس 1992 وعارضة أزياء بريطانية وممثلة، ومغنية، وناشطة اجتماعية وهي مدمنة كجيلها على الشبكات الاجتماعية (بينتيريست، إنستغرام أو تويتر...). وكمواطنة Z، تضع ديليفين النكتة على رأس كل شيء، وتجعل من حياتها قصة ضحك متواصل (تكشيرات، تنكر، تخفي، احتفالات صاخبة). ومثل كل جيل Z الهزلي غير موقرة لكثير من المعتقدات مغالية في أمور كثيرة. وينطبق هذا أيضاً على علاقتها مع الموضة. فعندما ترتدي تي شيرت من ماركة هوميز فإنه تفعل ذلك مذكرة بشعار هيرميس، وحين ترتدي قميصاً عليه حرف C فإنها تفعل ذلك مذكرة بماركة شانيل. ومن هنا فإننا نلمح إلى أي مدى يتلاعب هذا الجيل الذي تجاوز سن المراهقة - بلطف - مع الرموز السائدة من خلال تحويل الشعارات الفاخرة، بطريقته الخاصة وكأنه يريد القول: إذا كنت لا أستطيع تغيير العالم، فيمكنني تحويل نفسي وكذلك الأشياء من حولي على حد قول ناتالي ضميري، رئيسة جمعية الرصد والاستهلاك (ObSoCo). وتضيف ضميري إنهم يفعلون كل شيء عن بعد، يتلاعبون بكل شيء، لأن كل شيء بالنسبة لهم مجرد متعة أو لعبة كبيرة في عالم سريع الزوال لأن عالمهم مصنوع من البرمجيات الحرة و اليمات (المحاكاة الساخرة لظواهر الإنترنت)، حيث يختفي كل شيء بسرعة الهايكو على السناب شات. وتقول جولي (19 عاماً): إن تحريف شعار، ليس بالتزييف، ولكنه فعل إبداعي لأنه يمنحني قيمة، وأصالة، ويجعلني فريدة لأنه لا يمكن العثور على نفس الشعار في السوق. ومن هنا يمكن القول إن هذا الشعار المجدد رمز للفجوة بين الجيل Z وسلفه. وفي الآونة الأخيرة، أصبح الجيل Z بمثابة الشريحة السكانية التي تهم العاملين في مجال الأزياء وكبار تجار التجزئة وكذلك الخبراء الاستشاريين، وبات الحديث عن (mania Z-) أي الهوس بالجيل Z، حيث يتم تفحص كل زاوية صغيرة وكبيرة في حياته لتحديد خصائصه وإصدار دراسات تجعل العملاء يسارعون نحو تقليده وربما يتساءلون عن هذا الجيل المستعد لتغيير كل شيء من دون خجل أو تقدير للمعايير. ولكن أيضاً وقبل كل شيء عن طريقتهم المفرطة في الاستهلاك باعتباره قيمة مهمة لهذا الجيل، حسبما تقول شيريل كونيلي، المسؤولة عن إجراء دراسة حول الجيل Z في الولايات المتحدة لدى شركة فورد للسيارات. ولحسن الحظ أيضاً لمصانع الغزل والنسيج لأن الملابس تحتل مكاناً كبيراً في حياتهم باعتبارهم مهووسين بالجمال، وبالصور الجميلة، ويقومون بتأملها طوال اليوم على الشبكات الاجتماعية أو ينتجونها بأنفسهم. وتقول فريال القروي،من مكتب الاتجاهات Promostyl. أنه وفقاً لدراسة حديثة أجراها المعهد الفرنسي للموضة، فإن الميزانية السنوية للملابس عند هذا الجيل تبلغ 720 يورو أي أكثر من ميزانية آبائهم، ومن صفات هذا الجيل أنهم يخترعون ثقافة أزياء متينة خاصة بهم من خلال الكم الهائل من المعلومات التي يصلون إليها. فهم يجرون استفتاء عاماً عن المدونين (بلوغرز)، والحصول على مشورة الأصدقاء. وبالتالي يمتلكون العلامات التجارية المفضلة لديهم، ويحددون ملامح الصورة الجمالية بالنسبة لهم لتحديد شكل خزانة الملابس المثالية الخاصة بهم. فعلى سبيل المثال نجد أن حقيبة إحداهن هي Eastpak، وقبعاتهم من Carhartt، والهوديي (تي شيرت ثقيل) أمريكي وأحذيتهم من نايك واديداس وفانس، وتشير فابيان بينيدكت المتخصصة في الموضة أن هذا الجيل رضع مفهوم الموضة السريعة ولا يتحمل الشعور بالملل لعدم العثور على ما يحتاج إليه في المحل نفسه وذلك على غرار ما يفعله حين يقوم أحدهم بتحميل ملف ما من الإنترنت ويكون التحميل بطيئاً وحينها نجده يتذمر ويلعن لأنه يعيش الحياة بمبدأ سريع، ويريد التغيير، طوال الوقت، الشيء المثير أن الكثير من تجار التجزئة باتوا يتقنون هذه الخطى السريعة مثل: H M و forever 21، ونيو لوك، وبريمارك وبراندي ميلفيل طالما أنها تحقق لهم أرباحاً طائلة مع هذا الجيل لا سيما أن القطع الأساسية في الملابس رخيصة، وتنفذ بسرعة وتسير على ما يرام مع ثقافة جيل أل Z. أما بالنسبة لجذب الأفراد الأصغر سناً، فالعلامات التجارية التي تستثمر على الويب هي من تتمكن من التواصل مع الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً، وفي هذا الصدد تشير فريال القروي إلى أن العلامات التجارية أصبحت مجرد وسائل للإعلام لأنها باتت تنتج صحيفتها على شبكة الإنترنت، وتعمل على إنتاج محتوى مثير للاهتمام. والفكرة الرئيسية إرسال المحفزات، للتذكير بإمكانات الزبون. وتبث المحتويات على قنوات متعددة، مثل التلفزيون، الفيس بوك، والتطبيقات والشبكات. وهنا يجب أن تكون في تفاعل مستمر مع الجماهير والجائزة في النهاية تذهب إلى أولئك الذين يمكنهم استيعاب شبكات الجيل Z، والتحدث بلغتهم. وترى فريال القروي أن مصمم الأزياء مارك جاكوبس يفعل ذلك بشكل جيد، مع سياسته بعرض الأشياء الجيدة، وكل ما يتعلق بالاكسسوارات. وتقول جيرالدين بوشو، من مكتب كارلن الدولية. إن الشيء المهم هو أن تكون مبتكراً ومرحاً لكسب أصوات جيل اليوتيوب. وتشير بوشو إلى أن دور الأزياء الكبيرة، مثل ديور، شانيل، فويتون أو سان لوران باريس، تعتمد على الأفلام القصيرة الترويجية لبعض الفنانين (ديور مع ماريون كوتيار أو شانيل مع فاريل وليامز). وتتساءل القروي: من يدري، ربما يكون هؤلاء المراهقون، أو أبناء الأزمة الاقتصادية والعالم الرقمي الجهات الفاعلة لثورة غير مسبوقة في صناعة الأزياء (وغيرها) فالحياة لا تنتظر مرور العاصفة، بل التعلم كيفية الرقص تحت المطر، وربما تكون هذه العبارة نشيد الجيل z. رسالة من أم إلى أولادها أولادي الأحباء من الجيل ( Z ) مضى أكثر من عشرين عاماً، على مجيئكم إلى الدنيا وبفضلكم اكتسبت صفة الأم ومثل جميع الآباء والأمهات، شاهدتكم تكبرون بشيء من الرعب تارة (وهو ما مر بسرعة كبيرة جداً) والسلوى تارة أخرى (ومن حسن الحظ أن الأمور كانت تسير بشكل جيد)، الآن وعندما أنظر إليكم أنتم الثلاثة أراكم أطول مني (حتى أنت يا طفلي الصغير عندما أريد أن أوجه لك صفعة صغيرة، لا بد لي أن أطلب منك أن تنزل إلى مستوى طولي )، ولكن إياكم أن تتصرفوا وكأنكم كبار لأنكم ستبقون أطفالي إلى الأبد. الشيء الذي تغير فيكم هو أنكم أصبحتم من فئة عمرية، مختومة بخاتم Z. اليوم نعيش مرحلة صدام الأجيال الشهير، فتاريخياً اعتادت الأجيال الأقدم أن تنظر إلى الأجيال الأحدث بشيء من الدونية، أليس كذلك؟ أما أنا التي أنتمي إلى الجيل (x )، لا أجدكم بلداء على الإطلاق. ولكن أستطيع أن أرى الفرق. نحن، أجيال ال (X) عشنا زمن ظهور التكنولوجيات الجديدة، واحدة تلو الآخرى، وفي كل مرة كان لا بد لنا من الفهم والتكيف فعندما أحدثكم عن فرحتي للمرة الأولى حين حجزت تذكرة إلى برشلونة بواسطة ال (Minitel) الذي ظهر في بداية الثمانينات في فرنسا ستضحكون حتى تذرفون الدموع. أما بالنسبة لكم يا جيل (Z) فالسفر إلى مسافة بعيدة، وبنقرة واحدة أمر شائع ولا يخص ذلك فقط أطفال الأغنياء. وقبل يومين طلب مني فيلكيس الذي ذهب ليدرس في كندا، أن أرسل له عبر ال WhatsApp، فيديو عن طريقة طهي اللحم على نار خفيفة والتي كنت أحضرها في باريس. بالنسبة لنا نحن جيل (X ) لم نكن كلنا نحمل شهادة الثانوية العامة ولكن الجميع في النهاية كانوا يجدون وظيفة. أما بالنسبة لكم أنتم جيل ( Z ) فالعكس تماماً، ولا يبدو أن ذلك يصيبكم بالهلع لأن الخوف يهابكم لأنكم أنتم من يخترعه ما هذه الجرأة، إنه أمر رائع. بالتأكيد، أنا لا أحب تحرككم واستعدادكم الدائم نحو الانطلاق ولا أطيق انحناء رؤوسكم الدائم على لوحات المفاتيح ( كمبيوتر أو هاتف ذكي ) أو استغراقكم في السهر ففي ذلك مرح قليل، ولا أحب عملكم المتواصل وكأنكم وقعتم على عقود لا نهائية وأنا أسألكم هل هذه هي المتعة في الحياة؟ ولكن رغم ذلك أعشق خيالكم، وفضولكم وحريتكم. وأشعر برغبة أقل لإزعاجكم فما أن يبلغ أحدكم 12 عاماً، حتى يدير شؤونه بيده. أه نعم، كدت أنسى وصفة الحساء، فبينما تفرشون أسنانكم أكون سجلتها لكم على السكايب، وسوف أمررها لكم وهي مكتوبة بخط اليد على الورق، كما تلقيتها من جدتي. وأرجو منكم وبهذه الطريقة أن تعلموها لأطفالكم يوماً ما عندما يبلغون ال 20 عاماً لأن كل شيء في هذه الأيام يمر بسرعة أما الحب فثابت، رغم مرور الزمن بسرعة مذهلة.
مشاركة :