في الآونة الأخيرة انتشرت عروض خاصة بالمعسكرات الصيفية للأطفال والشباب في مختلف دول العالم، بعضها يقدم فعاليات ترفيهية وسياحية والبعض الآخر يجعلها ثقافية وتعليمية، أو أنماط أخرى من المعسكرات التي تهدف تدريب الأبناء على تقديم خدمات إنسانية تطوعية للمحتاجين حول العالم ، كثير من هذه المعسكرات تديرها شركات عالمية متخصصة أو مؤسسات تعليمية في أوروبا وأمريكا وفق معايير عالية من الإشراف والرقابة الاجتماعية والصحية، وبالتالي تجعل المغامرة محسوبة للطفل أو المراهق حينما يترك أسرته لأول مرة وينخرط في رحلة خارج حدود بلاده، الأمر الذي يساعد على تعزيز الفوائد الإيجابية من هذه المعسكرات كالاعتماد على النفس والثقة بالنفس والقدرة على تكوين صداقات والانخراط في مجتمعات جديدة مع تقليل السلبيات التي يمكن أن تحدث لأقصى درجة ممكنة. عن هذه المعسكرات الصيفية الخارجية أجرينا هذا التحقيق للتعرف إلى رأي الأسرة العربية وأبنائها في هذا التصور لخطة الإجازة الصيفية. وعن رأيه في إرسال ابنه الأكبر 8 سنوات إلى معسكر صيفي في دولة أوروبية يقول عامر محمد: "أوافق بكل ترحاب فالسفر بالفعل مفيد للغاية للأطفال حيث يجعلهم أكثر نضجاً وأكثر قدرة على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، وهذا بالطبع سيكسبه مهارات شخصية واجتماعية وثقة بالنفس في فترة قصيرة ربما يصعب منحه إياها في سنوات من التوجيه والتعليم، المهم أن يكون هذا المعسكر فيه إشراف جيد ومراعاة لعاداتنا وتقاليدنا ورعاية صحية حتى يطمئن الآباء إلى أبنائهم، وفي رأيي تجربة سفر الابن بمفرده وهو في سن صغيرة تعده وتفيده في مستقبله عندما يكبر حيث ستسهل عليه فكرة الدراسة بالخارج بمفرده. ولكن بالتأكيد سيكون عندي بعض الشروط مثل أن يكون هناك رقابة واهتمام ورعاية كاملة للأبناء من قبل مشرفين يهتمون بكل النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية". محمد النعيمي (موظف باتصالات دبي) يبدي تحفظه على الفكرة، ويقول: "بالنسبة إلي لا أوافق على إرسال بناتي إلى مثل هذه المعسكرات، لأنهن فتيات وأخشى عليهن كثيراً ولا أقبل إرسالهن إلى بلاد بعيدة من دون رقابة وإشراف مباشر من الأهل، ولكنني أجد أن الفكرة ربما تكون مقبولة بالنسبة إلى الأبناء من الذكور وفي سن أكبر قليلاً أما الفتيات فالحرص عليهن أكبر". ويضيف النعيمي: "أفضّل أن نسافر سوياً كأسرة ولهذا حجزت بالفعل للسفر مع عائلتي في رحلة سياحية خلال هذا الصيف إلى ثلاث دول أوروبية هي ألمانيا وسويسرا والنمسا لمدة أسبوعين في شهر أغسطس/آب المقبل، لأن التغيير مطلوب والأطفال يحبون السفر وتغيير الجو ومشاهدة العالم وأحرص على زيادة ثقافتهم وتجربتهم الحياتية من خلال التعرف إلى بلاد جديدة ونعقد مقارنة ببلادنا بعد العودة، ودائماً ما تكون هذه المقارنة في مصلحتنا، والحمد لله، فبلادنا بالفعل جميلة وفيها التقدم والحضارة والأصالة والطبيعة الساحرة المتنوعة". مازن علي (15 عاماً) يشارك هذا العام في أحد المعسكرات الصيفية بإنجلترا ويتحدث عن تجربته بقدر كبير من السعادة ويقول: "أحلم بالالتحاق بأحد هذه المعسكرات الصيفية منذ العام الماضي ولكن أسرتي أجلت الموافقة عليها لهذا العام حتى يتقدم عمري عاماً وأستطيع التصرف بمفردي وتدبير أموري، وبالفعل حجز لي والدي مكاناً بمعسكر صيفي يقام بالقرب من مدينة مانشستر بإنجلترا في نهاية شهر يوليو/تموز، وأخترت هذا المعسكر بالتحديد بعد إجراء بحث طويل على الإنترنت والمفاضلة بين عدد كبير من هذه المعسكرات التي تقام في دول مختلفة في أوروبا وآسيا وأمريكا، وكنت أفاضل بين معسكرين أحدهما في فرنسا والآخر في إنجلترا واستقر رأيي في النهاية على المعسكر الإنجليزي لأنه يتضمن زيارة لاستاد أولد ترافورد الشهير ملعب نادي مانشستر يونايتد الذي أشجعه بحرارة، ويتضمن جدول المعسكر أيضاً العديد من الأنشطة والفعاليات الترفيهية والتعليمية والثقافية والرياضية، فهناك ورش للأشغال اليدوية ومسابقات ثقافية وأنشطة جماعية وتدريبات رياضية، إضافة إلى زيارة حرة لمدينة لندن وبعض متاحفها الشهيرة مثل متحف الشمع لمدام توسو، ورغم أنني زرت لندن من قبل مع عائلتي إلا أنني كنت صغير السن وقتها ولذلك أنا في غاية الشوق لخوض هذه المغامرة الخاصة التي أتوقع أن أستفيد منها كثيراً فهي أول مرة أسافر فيها من دون أسرتي وأعتمد على نفسي، وأتمنى أن أكون أهلاً لهذه الثقة التي وضعها فيّ والداي وأنجح في أن أكون عند حسن ظنهما وألا أجعلهما يقلقان عليّ أثناء مشاركتي في المعسكر. كريم موسى (16 عاماً) يقول: "كثير من أصدقائي في المدرسة التحقوا بهذه المعسكرات الصيفية من قبل سواء من خلال معسكرات تشارك فيها المدرسة أو عبر شركات السياحة التي تطرح عروضها عبر شبكة الإنترنت، وحديثهم عن مدى استمتاعهم واستفادتهم من هذه المعسكرات حفزني كثيراً على التفكير في الالتحاق بمثل هذه الفعاليات ولكنني لم أقدم على هذه الخطوة بعد وأنتظر حتى الانتهاء من امتحان الشهادة الإنجليزية الذي أخوضه هذا العام وعادة تطرح المدرسة عروضاً مثل هذه كل عام وآخرها كانت رحلة سياحية لزيارة وكالة "ناسا" تتضمن جولة فيها ولولا انشغالي بالامتحان لشاركت في هذه الرحلة على الفور". فرصة ذهبية عمر ناصر (14 سنة) يرحب بالمشاركة في هذه المعسكرات الصيفية ويقول: فرصة ذهبية لتنمية عقول الشباب وتقوية ثقتهم بأنفسهم، واستغلال جيد لوقت الفراغ خلال الإجازة وقهر الملل، فالمخيمات الصيفية تجمع بين الأطفال في بيئة مختلفة عن منازلهم أو المدارس، و تنضج ثقافتهم حول مجتمعات وبيئة مختلفة عما اعتادوه، أيضاً تساعد المخيمات على تكوين صداقات مع أناس مختلفين. ومن المهم أن يتوافر في هذه المعسكرات الرعاية و الأمان، أتمنى زيارة كل بلدان العالم، ولكن هدفي الذهاب إلى بلدان أستطيع فيها تقديم المساعدة إلى من يحتاجها، ولكن أيضاً أريد الذهاب للترفيه والقيام بنشاطات مختلفة والتطلع لرؤية حضارات مختلفة.
مشاركة :