ينظم مجلس الجالية المغربية بالخارج غدًا (السبت) في مراكش على مدى يومين لقاء دوليًا حول موضوع «الإسلام في أوروبا وتحديات العيش المشترك»، ودور الأئمة في أوروبا. ويشارك في هذا اللقاء 60 إمامًا مغربيًا مقيمًا في أوروبا، من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا، وإيطاليا والدنمارك وألمانيا، سيناقشون سبل إنتاج خطاب ديني معتدل قصد مواجهة خطاب التطرف، الذي نجحت من خلاله الحركات الإرهابية في استقطاب الآلاف من الشباب المغربي والعربي المقيم في الدول الأوروبية للالتحاق بجبهات القتال، ضمن التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، وأبرزها تنظيم داعش. وكانت إحصائيات رسمية أعلن عنها وزير الداخلية المغربي محمد حصاد قد كشفت أن نحو 2000 مغربي مقيم في أوروبا التحقوا بالتنظيمات المتشددة، مؤكدا أن خطورة هؤلاء تكمن في أنهم يتوفرون على جوازات سفر أوروبية تسمح لهم بالتنقل بحرية بين عدة دول. وقال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف من تنظيم هذا اللقاء هو محاولة بحث الإشكاليات التي يواجهها الشباب في أوروبا عامة، والشباب المغربي على وجه الخصوص، وتحديدا الأسباب الحقيقية التي تقف وراء التحاق الشباب المغربي ببؤر النزاع في الشرق الأوسط، سواء بسوريا أو العراق، والقتال إلى جانب التنظيمات المتشددة مثل «داعش». وأوضح بوصوف أن اللقاء «سيركز على دراسة الخطاب الديني الذي تستعمله هذه الحركات لاستقطاب الشباب عبر الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، والعمل على دحضه، وتقديم خطاب بديل عن التعايش والسلم والعيش المشترك، واحترام الآخر حتى لا يقع شبابنا في فخ تجار الموت»، مشيرا إلى أن الأئمة المشاركين في اللقاء يملكون عشرين عامًا من الخبرة الممارسة، وعدد منهم يحملون جنسيات أوروبية، أو يقيمون بصفة دائمة في أوروبا، وبينهم أيضًا أئمة شباب ولدوا في أوروبا، مضيفا أن هؤلاء الأئمة لديهم مكانتهم ومنابرهم، وينتمون إلى مؤسسات معروفة في عدد من الدول الأوروبية، ومنخرطون في مكافحة التطرف والإرهاب. وقال بوصوف، إن الحركات المتطرفة تستعمل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل ناجح ومكثف لاستقطاب الشباب، لذلك لا بد من خطاب موازٍ يستعمل الوسائل نفسها، يكون له نفس التأثير والقوة حتى يجنب الشباب الوقوع في فخ التطرف والإرهاب.
مشاركة :