نتنياهو يدعو إلى إجراءات ضد «طغاة طهران»

  • 1/24/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم ينتظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الوصول إلى قاعة الاجتماعات في القدس، حيث تجمع عشرات المسؤولين من مختلف أنحاء العالم، لإحياء الذكرى الـ 75 لـ«الهولوكوست»، أمس، وبادر رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، بالقول «سنعزز العلاقات الثنائية»، قبل ان يدشّنا نصباً تذكارياً برونزياً في قلب المدينة المقدسة، تخليداً لذكرى حصار الجنود والسكان في مدينة لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية.وفي تصريح صحافي مشترك، قال نتنياهو «أود أن أرحب بصديقنا العظيم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. يسرنا أنا وسارة أن نستضيفك مرة أخرى في منزلنا في القدس، وأشكركم على العلاقة القوية التي تخدم شعوبنا وبلداننا والسلام والاستقرار في المنطقة». وشاركت في جانب من الاجتماع، يافا يسساخر، وهي والدة امرأة إسرائيلية - أميركية معتقلة في روسيا بتهمة تهريب المخدرات. وطمأنها بوتين بأن «كل شيء سيكون على ما يرام» لكنه لم يعلن عن إطلاقها.إلى ذلك، وخلال خطاب ألقاه في ذكرى تحرير معسكر أوشفيتز النازي، حض نتنياهو، المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات سريعة ضد «طغاة طهران» لتجنب «محرقة أخرى». وقال: «أدعو جميع الحكومات إلى الانضمام إلى الجهد المبذول لمواجهة إيران». وأضاف: «يساورني القلق لأننا لم نر بعد موقفاً موحداً وحازماً ضد النظام الأكثر معاداة للسامية على هذا الكوكب... نظام يسعى علنا إلى تطوير أسلحة نووية وإبادة الدولة اليهودية الواحدة والوحيدة».وفي حين حض نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، العالم على «الوقوف بحزم» ضد إيران، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه لا يمكن استخدام المحرقة لتبرير «الانقسام» أو «الكراهية المعاصرة».ودعا بوتين، إلى عقد قمة لأعضاء مجلس الأمن الدائمين - روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة والصين - من أجل «الدفاع عن السلام» في مواجهة انعدام الاستقرار في العالم.وأعلن خلال الحفل، أنّ «قمة للدول التي فعلت الكثير من أجل إلحاق الهزيمة بالمعتدي (النازي) وإنشاء نظام دولي لما بعد الحرب، ستلعب دورا كبيرا في البحث عن استجابات مشتركة للتحديات والأزمات المعاصرة».وخلال تدشين النصب التذكاري «شمعة الموت»، إلى جانب نتنياهو، قال الرئيس الروسي «لا يمكن مقارنة حصار لينينغراد (سانت بطرسبورغ حالياً) والمحرقة بأي شيء آخر».وشكر بوتين، الذي فقد شقيقه ابان حصار المدينة، إسرائيل على «الأهمية» التي توليها لتاريخ الحرب.وتطرق نتنياهو إلى التضحية التي وصفها بأنها «ضخمة» لنحو 27 مليون مدني وجندي سوفياتي قضوا خلال الحرب ضد النازيين، بينهم «قرابة المليون» في حصار لينينغراد وما تخلله من معارك. وفي إطار متصل، رأى رئيس تحرير صحيفة «هآرتس»، ألوف بِن، أن «ذكرى المحرقة» منحت فرصة لإعادة ضم غور الأردن إلى العناوين، لأن قادة إسرائيل، خصوصاً نتنياهو، يعلمون أن «القادة الذين حضروا من أجل إحياء ذكرى الملايين الستة، لن يُفسدوا الحدث بتوجيه انتقادات إلى متعطشي الأراضي الإسرائيليين». ولفت إلى أن توقيت التصريحات الإسرائيلية «شفاف»، لأن 2020 «سنة انتخابات رئاسية أميركية، ينافس فيها (الرئيس دونالد) ترامب على ولاية ثانية، وأذنه صاغية لطلبات إسرائيلية... الرئيس هاري ترومان اعترف بدولة اليهود، بعد دقائق من الإعلان عنها، عام 1948، خلافاً لموقف وزير الخارجية وكبار موظفي الإدارة، لأنه ترشح في الانتخابات من موقع ضعف واحتاج إلى تأييد الناخبين والمتبرعين اليهود».واعتبر أنه «إذا أعطى ترامب ومدراء حملته ضوءاً أخضر لنتنياهو، يصعب رؤية أحد يمنع إسرائيل من تمرير فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على غور الأردن». في المقابل، نظّمت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، وقفة احتجاجية أمام مقر المندوب السامي للأمم المتحدة، تزامناً مع منتدى «المحرقة»، تحت شعار «المحرقة الحقيقية ما يرتكبه الاحتلال من مجازر بحق شعبنا الفلسطيني». «ياد فاشيم» يقع نصب «ياد فاشيم» التذكاري قرب غابة غرب مدينة القدس على مساحة 200 دونم (20 هكتاراً)، وهو مؤسسة حكومية، تم إنشاؤه عام 1953 بهدف تخليد ذكرى الذين أبيدوا من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة ستة ملايين يهودي معظمهم في أوروبا. وتم اختيار اسم «ياد فاشيم» نسبة إلى تعبير في سفر أشعيا في التوراة «إني أعطيهم في بيتي وفي أسواري نصبا (ياد) واسما (شيم)».يمكن لزوار «ياد فاشيم» أن يتنقلوا في معرض يتتبع رواية تاريخية من بروز النازيين في أوائل الثلاثينات إلى عزل اليهود في غيتوهات عن عالمهم الخارجي الى الإبادة الجماعية التي ارتكبت في غرف الغاز في معسكرات الاعتقال.ويضمّ المعرض قاعة الأسماء الشهيرة، حيث تم توثيق هويات أكثر من 4.2 مليون من ضحايا المحرقة في ملفات ضخمة.في كهف منفصل تحت الأرض، يوجد موقع تذكاري لنحو 1.5 مليون طفل قتلوا خلال المحرقة. الإضاءة في الكهف المظلم خافتة جداً، ويمكن سماع صوت يتلو باستمرار أسماء الأطفال وأعمارهم والبلدان التي كانوا يتحدرون منها.وتضم القائمة المعروفة باسم «الصالحين بين الأمم» أكثر من 40 ألف اسم، وبينها أسماء شخصيات بارزة مثل الصناعي الألماني أوسكار شيندلر والديبلوماسي السويدي راؤول والنبرغ.وأمس، زار الأمير تشارلز، «ياد فاشيم» حيث تم تكريم جدته الأميرة أليس بعد وفاتها في 1993 لإيوائها عائلة يهودية في اليونان اختبأت من النازيين.كما زار تشارلز قبر جدته في القدس.

مشاركة :