باريس – قنا : أصيبت حركة وسائل النقل العام في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم، بالشلل في وقت تستعد فيه حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون للتوقيع بشكل رسمي على مجموعة إصلاحات خاصة بنظام التقاعد كانت أثارت جدلا كبيرا في البلاد. ودعت النقابات المتشددة، في بيانات عدة، أعضاءها إلى الخروج للشوارع للاحتجاج على المضي قدما في تنفيذ مشروع اصلاح أنظمة التقاعد في البلاد، محذرة من تبعات توقيع الحكومة على مشروع القانون واحالته إلى الجمعية الوطنية (البرلمان) للمصادقة. وانطلقت صافرات الإنذار في أنحاء باريس مع بدء تحرك عربات صغيرة لنقل أفراد شرطة مكافحة الشغب إلى مواقعهم، فضلا عن نشر المزيد من عربات الشرطة وضباط بملابس مدنية فوق جسور على نهر "السين"، كما تم إغلاق "برج إيفل" السياحي أمام الزوار بسبب إضراب الموظفين عن العمل، فضلا عن تسيير رحلات قطار بطاقة تشغيل منخفضة على أغلب خطوط مترو باريس. يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصر على موقفه بشأن الإصلاحات في مواجهة الاحتجاجات المتواصلة التي تخللتها أعمال تخريب وعنف، ويقول إن نظام التقاعد الوطني الموحد المقرر، سيكون أكثر عدلا من أنظمة التقاعد الحالية المتعددة للنقابات المهنية، وسيكون أيضا أكثر ملاءمة للمهن الحديثة المستقلة، فيما تخشى النقابات المتشددة أن يضر النظام الجديد بالعاملين الذين لديهم تاريخ مهني بدرجات متفاوتة، وأن يجبر الجميع تقريبا على العمل لساعات دوام أطول، مثل سائقي القطارات الذين يمكنهم التقاعد الآن عند سن 52، وهو ما يعني العمل لسنوات أخرى بالنسبة لهم. وسعت الحكومة الفرنسية إلى تهدئة النقابات المعتدلة، والتي لم تعارض الإصلاح من حيث المبدأ، وذلك سحب مؤقت لمقترح برفع السن الاعتيادي للتقاعد من 62 إلى64 في مقابل الحصول على راتب تقاعدي كامل.
مشاركة :