أعلن مركز بروكسل الدولي للبحوث، اليوم الجمعة، عن مؤتمرا دراسيا متخصصا تحت عنوان “تدهور عميق لحقوق الإنسان في تركيا: من حالة الطوارئ إلى استمرارية في القمع الجسدي”، وذلك يوم الإثنين المقبل، في مقر نادي الصحافة الأوروبي في بروكسل . وقال المركز، الذي يتخذ من العاصمة البلجيكية مقرا له، في ورقة تأطيريه وتقديمية لهذا اللقاء إن “هذا المؤتمر يأتي قبيل إعلان المراجعة الدورية الشاملة لهيئة الأمم المتحدة بشأن تركيا، حيث أن تركيا لا تزال رائدة على مستوى العالم في اعتقال وسجن الصحافيين، وفي انتهاكات حقوق الإنسان بشكل عام”. وتضيف الورقة التقديمية : “كان هناك ما يقرب من 180 من الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام في تركيا رهن الاحتجاز دون محاكمة، أو يقضون عقوبات بتهم الإرهاب دون أي دليل دامغ على وتورطهم في أي نشاط إجرامي، ويخضع مئات آخرون للمحاكمة، بمن فيهم الموظفون المدنيون والمدرسون والسياسيون، فضلاً عن ضباط الشرطة والعسكريين”. كما تشير التقارير الواردة من “مصادر المجتمع المدني والمفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى استمرار عمليات التعذيب وسوء المعاملة والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة في مقرات الشرطة والسجون التركية، فضلاً عن عدم وجود أي تحقيق ذي معنى”، يوضح مركز بروكسل الدولي للبحوث الذي يشرف على إدارته الباحث والمحلل السياسي رمضان أبو جزر. وكل “هذه القضايا أثارتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عدة مناسبات، وكذلك المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، ولكن دون أي إجراء عملي ضد السلطات التركية”، يشير المركز الذي أصدر عشرات الدراسات الإستراتيجية المتخصصة والأبحاث التركيبة حول القضايا العربية والإقليمية والدولية الشائكة والمعقدة التي تهم الأمن ومحاربة الإرهاب والتطرف الديني والهجرة والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من القضايا والملفات الساخنة في أكثر من مكان جيوسياسي عبر العالم. وبحسب برنامج هذا المؤتمر، سيكون من بين المتحدثين كل من عضو البرلمان الأوروبي ونائبة رئيس البرلمان الأوروبي في اللجنة الفرعية للأمن والدفاع والوفد إلى اللجنة البرلمانية المشتركة بين الإتحاد الأوروبي وتركيا، اوزليم ديميريل التي ستلقيالكلمة الافتتاحية للمؤتمر، ودوغان أوزجودن، صحافي وناشر تركي، رئيس تحرير في مجلة (Info Turk) وحاصل على جائزة (Ayse Zarakolu) لحرية الفكر، وسيبيل جيوي، محامية حقوق الإنسان الدولية، المراقبة الدولية للمحامين الأتراك، وإحسان جيبليك، الناشط السياسي والموسيقي التركي في فرقة (Yorum) التركية الشهيرة.فرقة Yorum ويحضر المؤتمر كذلك منظمات حقوق إنسان ذات مصداقية في مجال عملها، ودبلوماسيون وخبراء دوليون، وعدد من أهالي الضحايا الذين تعرضوا لانتهاكات خطيرة وجسيمة هزت المجتمع المدني التركي والدولي كأعضاء فرقة (Yorum) المعروفة بأغانيها السياسية القوية منذ عقود طويلة، حيث أصدرت ثلاثة وعشرين ألبوما وفيلما واحدا منذ عام 1985. وكانت الصحافة التركية والأوروبية والأمريكية قد كتبت كثيرا عن المحن التي تعرضت لها فرقة (Yorum)، ومن بين هذه المحن الحظر التعسفي للعديد من حفلات الفرقة وألبوماتها على مر السنين، وقيام السلطات الأمنية القمعية التركية باستهداف أعضائها من خلال اعتقالهم وتعذيبهم بشكل ممنهج ومستمر. وسيقدم إحسان جيبيليك أحد أعضاء الفرقة الذي عانى من ويلات السجن التعسفي والتعذيب غير المبرر إسوة بباقي أعضاء (Yorum)، كل التفاصيل والمعطيات حول هذه الانتهاكات المسجلة والتي ازدادت شراسة وعدوانية في عهد الرئيس رجب طيب إردوغان. وخلال هذا المؤتمر، “سيتم تقييم الوضع الحالي لحقوق الإنسان في تركيا” التي يحكمها إردوغان بقبضة حديدية تطحن كل معارضيه، واقتراح توصيات إستراتيجية قائمة على الأدلة لمختلف أصحاب المصلحة والاهتمام كجزء من خطة العمل لتحسين وضعية حقوق الانسان في تركيا”، تشدد الورقة التقديمية لهذا المؤتمر. ومباشرة بعد اختتام أشغال المؤتمر، “سيغادر وفد عن المؤتمر لتقديم هذه المجموعة من التوصيات رئيسة اللجنة الفرعية للبرلمان الأوروبي لحقوق الإنسان ،ماريا أرينا كما سيرسل وفد الى جنيف لتسليم التوصيات المقترحة إلى رئيسة مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة، إليزابيث تيشي فيسبيرغر، يوم الثلاثاء 28 يناير 2020″. ماريا ارينا رئيسة اللجنة الفرعية للبرلمان الأوروبي لحقوق الإنسان
مشاركة :