أصبح تسعير الطاقة الشمسية في دولة الإمارات مكافئاً لتسعير نماذج الطاقة المعتمدة على النفط والغاز، ما يُكسبها للمرة الأولى في تاريخ البلد جاذبية اقتصادية وجدوى تجارية. وأشار تقرير «ريماب 2030» الصادر عن «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» (إرينا)، بالتعاون مع «معهد مصدر في أبو ظبي» وإدارة شؤون الطاقة والتغير المناخي في وزارة الخارجية الإماراتية، إلى أن الشمس هي المصدر الأهم للطاقة المتجددة في الإمارات، مشيراً الى أن الأشكال المتنوعة للطاقة الشمسية ستشكّل 90 في المئة من استخدامات الطاقة المتجددة. وأضاف التقرير، الذي يشكل خريطة طريق الطاقة المتجددة، أن «أبرز عوامل تمكين الإمارات من الإمساك بزمام الطاقة المتجددة، يكمن في منح السلطات الحكومية المعنية صلاحية إجراء مقارنات شاملة لتقويم تكاليف الطاقة واتخاذ الخطوات اللازمة بناء على ذلك»، مؤكداً أن توافر الطاقة الشمسية مع غيرها من مصادر الطاقة المتجددة يوفر على الدولة البلايين من الدراهم، إلى جانب المنافع الصحية والبيئية، كما يحافظ أيضاً على الموارد الثمينة القائمة والمتمثلة في النفط والغاز. وتراجعت أسعار وحدات الألواح الكهرضوئية المنتِجة للكهرباء من الطاقة الشمسية، والتي قد تكون أفضل مثال على المستويات الجديدة المعقولة لتكاليف الطاقة المتجددة في مقابل النفط والغاز، نحو 75 في المئة منذ العام 2008. وأشار مدير معرض «القمة العالمية لطاقة المستقبل» ناجي الحداد، والتي تستضيفها «مصدر» ضمن أسبوع أبو ظبي للاستدامة، إلى أن «الطاقة الشمسية قد تصبح أهم مصادر الطاقة المنشودة في المستقبل في الإمارات ودول الخليج العربي»، لافتاً إلى أنها تنطوي على إمكانات كبيرة مثل إيجاد فرص عمل والحفاظ على الاحتياطات الحالية من الطاقة. وقال: «هذا السبب دفعنا إلى إنشاء منطقة عرض مكرّسة لتقنيات الطاقة الشمسية التي باتت الأكثر رواجاً ولطالما استقطب الحدث أكبر الأسماء العالمية في قطاع الطاقة الشمسية، ولكن سنجمعها خلال الدورة المرتقبة في منطقة عرض واحدة». ومن المقرر أن تشهد «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2016» إطلاق «معرض الطاقة الشمسية» كحدث ضمن منطقة متخصصة تعرض التقنيات والابتكارات في هذا المجال وتجمع الخبراء وأصحاب الإبداع والموردين والمشترين. وأكد أكثر من 150 جهة عارضة مشاركتها في المعرض والمؤتمر المتخصص المصاحب له. ودعا الحداد إلى «عدم التقليل من إمكانات الطاقة الشمسية وقدرتها على إحداث تحوّل سريع ودائم في قطاع الطاقة»، لافتاً إلى أن «التقنيات والحلول ذات الصلة باتت تحرز تقدّماً سريعاً في العالم إلى درجة تَنادى عندها المعنيون في القطاع إلى الالتقاء في مكان واحد لمناقشة القضايا المتعلقة بالطاقة الشمسية بطريقة بنّاءة». وستعقد «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2016» في «مركز أبو ظبي الوطني للمعارض» بين 18 و21 كانون الثاني (يناير) 2016، وستشكل الحدث الأبرز في فعاليات «أسبوع أبو ظبي للاستدامة 2016»، بمشاركة 650 شركة من أكثر من 40 بلداً، وحضور أكثر من 32 ألف شخص من 170 بلداً. ومن المقرر أن تستضيف «القمة العالمية لطاقة المستقبل» فعاليات «القمة العالمية للمياه» ومعرضي «إيكو ويست» و «الطاقة الشمسية».
مشاركة :