السياسة السعودية أنها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، كما ترفض التدخل في شؤونها، هذا مبدأ ثابت دائماً ما تؤكد عليه، كما العلاقات مع دول الجوار تمثل أهمية للمملكة، وتحرص على توثيقها بما يكفل المصالح المشتركة. وفي حالة إيران حاولت المملكة أن تبني علاقات حسن جوار قائمة على الاحترام المتبادل، ولكن الأجندة الإيرانية كان لها أهداف أخرى، تتمثل في أهداف توسعية تؤدي إلى عدم استقرار المنطقة، ما يخدم المصالح الإيرانية من خلال نشر أذرعها التخريبية، وإحداث الانقسامات في الشارع العربي، ولا يؤدي إلا إلى المزيد من عدم الاستقرار. النظام الإيراني يجد بقاءه في تصدير ثورته إلى الإقليم من أجل تمديد نفوذه، والظهور بمظهر المتحكم في شؤونها، فإذا تخلى عن تصدير ثورته التي لم تجلب سوى الخراب والدمار للمنطقة وللداخل الإيراني الذي لم يعد قادراً على السكوت عن الثورة التي بددت ثرواته على أحلام استعادة إمبراطورية بائدة عفى عليها الزمن، فما أن يعود النظام الإيراني عن التخلي عن ذلك الوهم فإنه لن يلبث أن يسقط، فهو يقتات على أوهام وشعارات فارغة، أعادت إيران عشرات السنين إلى الوراء، وجعلت منها دولة متخلفة لا تتساوى إمكاناتها مع واقعها بتبديد الثروات على أحلام التوسع والتمدد والهيمنة. كان من الممكن أن تكون إيران دولة عصرية متقدمة بالإمكانات التي تملك، ولكن نظامها اختار طريقاً لم ولن يحقق مبتغاه، بل إن ذلك الطريق جعل من إيران دولة مارقة منبوذة، وضعتها تصرفات نظامها تحت مجهر الحقيقة، فكان أن انكشف كل ما حاول النظام الإيراني أن يخفيه عبر سنوات مضت من رعاية للإرهاب وتهديد الأمن والسلم الدوليين. إعادة العلاقات الطبيعية مع إيران ليست معادلة صعبة، ولا تحتاج إلا أن يتخلى النظام الإيراني عن أجندته التوسعية التخريبية والتدخل في شؤون دول المنطقة، وأن يعود نظاماً طبيعياً وعضواً نافعاً في المجتمع الدولي.
مشاركة :