وزير البلدية والبيئة : مركز أبحاث الأحياء المائية ركيزة أساسية لتنمية الحياة البحرية والأمن الغذائي في قطر

  • 1/25/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - قنا : أكد سعادة المهندس عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية والبيئة أن مركز أبحاث الأحياء المائية الذي تم افتتاحه اليوم في منطقة رأس مطبخ بمنطقة الذخيرة، يعد ركيزة أساسية في استراتيجية تنمية الحياة البحرية والثروة السمكية بدولة قطر . وأوضح سعادة الوزير في تصريح للصحفيين على هامش الافتتاح أنه تم تجهيز المركز بأحدث التجهيزات والمختبرات ، وبمشاركة من جامعة قطر فيما يتعلق بالأبحاث، مشيرا إلى أن أهداف المركز البحثية تتعلق بإجراء البحوث على الأحياء البحرية والأسماك وتهيئة أفضل الظروف المحيطة بتنميتها ، فضلا عن أهدافه البيئية المتمثلة في الحفاظ على الأسماك المهددة بالانقراض ، والاقتصادية الأخرى فيما يتعلق بإنتاج أنواع عالية الجودة من الأسماك لرفد السوق المحلي، وهي عبارة عن يرقات وأسماك أصبعية يتم توفيرها للمزارع الصغيرة أو إطلاقها في المصائد البحرية القطرية بغرض إثرائها، ما يجعل المركز داعما أساسيا للأمن الغذائي في قطر . وأشار سعادته إلى وجود مشاريع مرتبطة بالمركز مثل مشاريع الاستزراع السمكي ومشاريع إثراء المصائد البحرية ومشاريع تتعلق بالطحالب التي تتغذي عليها الأسماك وذلك من حيث أنواعها وإنتاجها . من ناحيته أكد الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر اهتمام الجامعة بالبيئة والعلوم البحرية، مشيرا في هذا الصدد إلى تأسيسها منذ فترة طويلة برنامجا في علوم البحار وسفينتها "مختبر البحار" التي خدمت لمدة 20 عاما ، واستحداثها كذلك بدعم من الدولة سفينة أبحاث عالمية "جنان" مجهزة بمختبرات على أعلى مستوى . ونوه بأن جامعة قطر دعمت مركز أبحاث الأحياء المائية منذ بدايته ولديها شراكة مع وزارة البلدية والبيئة في هذا الصدد، وتكامل في الجانب البحثي والتطويري والإنتاجي، مبينا أن الجامعة تسعى لتعزيز هذه الشراكة المثمرة . أما الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وكيل الوزارة المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية بوزارة البلدية والبيئة، فقال إن لدى المركز أكثر من هدف منها إثراء البيئة البحرية بالأسماك التي عليها طلب في قطر مثل الهامور والصافي ، وكذا تزويد مزارع الأسماك بالصغار منها لاستزراعها وإجراء أبحاث على أنواع من الأسماك في البيئة البحرية للدولة ، باستخدام التقنية الحديثة . وأوضح أن موسم تبييض الأسماك يبدأ في فبراير ويستمر طوال شهري مارس وأبريل ما يوفر كميات كبيرة من الأسماك الصغيرة التي يتم تسمينها لعمر اقتصادي في 8 أحواض . وقال إن الطاقة الإنتاجية في الموسم تبلغ مليوني يرقة، لتزداد الطاقة التصميمية وتصل لـ 20 مليون يرقة في المراحل التالية . وبين أنه سيتم تزويد مشروع واحد بصغار الأسماك في الوقت الحالي ، ولاحقا هناك الجزء الخاص بتزويد مزارع الروبيان بهذا النوع من الأسماك. وقال إن المركز يوفر خدمات الإرشاد والتدريب لأصحاب المزارع. كما أشار إلى وجود آلية لاستزراع أسماك المياه الحلوة مثل البلطي والبوري، لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها، وقال إنه سيتم في المرحلة القادمة طرح مثل هذه المشاريع للمستثمرين . من ناحيته أشار الدكتور إبراهيم عبداللطيف المسلماني مسئول المختبرات في مركز الأحياء المائية براس مطبخ إلى أهمية أبحاث الاستزراع السمكي ودور المركز في هذا الخصوص ، وقال إن المعامل المتوفرة تغطي علوم البحار بشكل عام ، كما أن الشراكة بين جامعة قطر ووزارة البلدية والبيئة تغطي معظم الأبحاث المتعلقة بالأمراض التي تخص الاستزراع السمكي لا سيما أمراض وجينات الأسماك وبخاصة تلك المعرضة للانقراض . ونوه بمشروع يعمل عليه الجانبان يعنى بتقييم المخزون السمكي لما له من دور في حماية الأسماك والبيئة البحرية . وقال السيد عبدالعزيز الدهيمي، مدير إدارة الثروة السمكية بوزارة البلدية والبيئة إن للمركز أهدافا بحثية وبيئية تخدم التنوع البيولوجي إضافة إلى تدريب الكوادر القطرية للقيام بعملها فيه . ولفت إلى أن نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك الطازجة تصل حاليا إلى 75 بالمائة ، وتوقع أن تبلغ مائة بالمائة مع مشاريع الاستزراع السمكي ، مؤكدا أن المخزون السمكي في قطر مطمئن . أما السيد محمد محمود العبدالله مدير مركز أبحاث الأحياء المائية فقال إن المشروع يركز على إنتاج صغار الأسماك وله شقان أحدهما بحثي بالشراكة مع جامعة قطر والآخر إنتاجي للأسماك ذات الجودة الاقتصادية في أسرع وقت . واستعرض أنواع الأسماك وموسم إنتاج كل منها والأنظمة الحديثة المتبعة في ذلك والظروف المناسبة لتنميتها والظروف الحرارية والضوئية ذات الصلة ، مشيرا إلى أن كل الأسماك تنتج مرة واحدة في العام غير أن المركز سيعمل على تغيير ذلك ليكون التبييض والإنتاج مرتين أو ثلاث مرات في السنة ، لافتا إلى أنه سيتم خلال هذا العام إنتاج مليون ونصف مليون من الأسماك وقدر ذلك من نوع الروبيان منها، موضحا أن المركز سيركز حاليا على إنتاج صغار الأسماك للمستثمرين، وإطلاق كميات منها في البيئة البحرية لدعم المخزون السمكي . يعد مركز أبحاث الأحياء المائية برأس مطبخ أحد أكبر المشاريع الأساسية في برامج الاستراتيجية الوطنية لتنمية وتطوير قطاع الثروة السمكية والاستزراع السمكي وتربية الأحياء المائية والبحوث المتعلقة بالبيئة البحريّة حيث سيكون للمركز مهام بحثيّة وأخرى بيئية علاوة عن الأهداف التنموية والاقتصادية . ويهدف المركز إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، من منتجات الأسماك والروبيان عالية الجودة وتكوين مخزون استراتيجي منها، من خلال تحقيق أعلى معدلات الإنتاج وفق أفضل الممارسات والتكنولوجيا العالمية المتاحة بما يضمن له تحقيق جدوى اقتصادية تشجع على الاستمرار في الإنتاج والتطوير، الأمر الذي سينعكس على معدلات نمو الاقتصاد في مجال الثروة السمكية في الدولة بالإيجاب، حيث يعد كل من الاستزراع السمكي ونظام تربية الأحياء المائية من أهم الأنظمة الإنتاجية الفاعلة التي تساهم في زيادة الإنتاج المحلي من الأسماك. كما يتميز بالقدرة على التحكم في العوامل المناخية لتوفير الظروف المثلى للاستزراع بهدف الوصول إلى إنتاج كميات كبيرة من الأصناف المفضلة في الدولة وبجودة عالية على مدار السنة ، مع تحسين نوعية الإنتاج وتقليل الفاقد منه. ويستهدف المشروع إجراء البحوث العلمية والدراسات المتعلقة بالأحياء المائية والعلوم البحرية وتجربة وتطبيق أنظمة تربية الأحياء المائية الحديثة ذات الكفاءة العالية والأكثر ملاءمة للاستخدام في الظروف البيئة والمناخية الخاصة بمنطقة الخليج العربي. أما من الناحية البيئية فيهدف المركز إلى المساهمة في دعم المخزون السمكي والمحافظة على التنوع البيولوجي في البيئة البحرية من خلال إطلاق كميات من صغار الأسماك المستزرعة في البحر ورعاية وحماية بعض الأحياء البحرية التي قد تكون مهددة بالانقراض. وفي الجانب التنموي والاقتصادي يهدف المركز إلى المساهمة في إكثار وتفريخ الأحياء المائية ذات الأهمية الاقتصادية ومواكبة التطورات في هذا المجال والمساهمة في زيادة الإنتاج السمكي المحلي وتحقيق الأمن الغذائي من خلال توفير كميات تجارية من صغار الأسماك لرفد مزارع التربية والتسمين التابعة للقطاع الخاص في الدولة. يأتي تنفيذ مشروع مركز أبحاث الأحياء المائية برأس مطبخ، في إطار رؤية دولة قطر الوطنية لتوفير الأمن الغذائي وتعزيز العمل نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي . وهو كمركز وطني متخصص في الدراسات والأبحاث التطبيقية البحرية ومجهز بأحدث التجهيزات والتقنيات، سيسهم في القيام بالأبحاث والدراسات المتعلقة بالكائنات البحرية الحية وتجربة ودراسة تقنيات وطرق الاستزراع السمكي لأنواع الأحياء البحرية المحلية من أسماك وقشريات ذات جدوى اقتصادية وملائمة للظروف البيئية الخاصة بدولة قطر يضم المركز عددا من المختبرات منها ما يعنى بالقياسات الفيزيائية والكيميائية لقياس نسبة المعادن وتلوث المياه وتلوث البيئة البحرية والتربة وتلوث الأحياء وهيدرولوجيا المياه البحرية، إضافة لمختبر دراسة فسيولوجيا الأسماك وتقدير أعمار الأسماك، وبيولوجيا القشريات والمحاريات، ودراسة العوالق النباتية والحيوانية، ودراسة اللافقاريات البحرية وتشريح الأحياء. كما يضم أيضا مختبر دراسة طفيليات وبكتيريا الأسماك، وتحليل مكونات الأعلاف السمكية وغيره. يشتمل المركز على مجموعة من الأحواض منها أحواض للإنتاج السمكي وتعمل على إنتاج صغار الأسماك المحلية كالربيان والهامور والشعم والسبطي، سيخصص جزء منها لدعم مشاريع القطاع الخاص لتربية الأحياء المائية والجزء الآخر سيتم إطلاقه في البيئة البحرية لدعم المخازن السمكية. كما يشتمل المركز على أحواض خاصة بالتجارب البحثية يتم فيها اختيار الأمهات لإنتاج أفضل السلالات من الأسماك. وتستهدف الخطط من هذه المنشآت الخاصة بالاستزراع السمكي تربية الأحياء المائية وتفريخ الأسماك بقدرة استيعابية تصل لمليونين من صغار الأسماك خلال مواسم التفريخ في السنة، وبإمكان المركز رفع طاقته الإنتاجية إلى 10 ملايين سمكة صغيرة خلال العام، كما يشتمل المركز على وحدة حضانة الأسماك بطاقة إنتاجية قدرها 2 مليون سمكة وزن 2 جرام سنوياً، إضافة إلى وحدة التسمين الأولى بطاقة إنتاجية قدرها 1.5 مليون سمكة وزن 10 جرامات سنوياً، ووحدة التسمين النهائي بطاقة 8 أطنان سنوياً ومنشآت استزراع الروبيان، بالإضافة إلى وحدة مفرخ الروبيان، تنتج نحو 2 مليوني يرقة في السنة من خلال حساب أربعة مواسم تفريخ في السنة، ووحدة حضانة الروبيان بطاقة إنتاجية قدرها 1.6 مليون صغار الروبيان وزن 2 جرام سنوياً، ووحدة التسمين النهائي، ومن المتوقع أن تنتج نحو 6 أطنان روبيان سنوياً للموسم الواحد.

مشاركة :