«زهور فان غوخ»..لعبة السرد بين الواقع والخيال

  • 1/26/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمدو لحبيب في روايته «زهور فان غوخ» يأخذنا الكاتب السعودي مقبول موسى العلوي في لعبة سردية متشابكة بين الحقيقة القائمة على حادثة سرقة اللوحة الشهيرة للفنان الهولندي العالمي فان غوخ والمسماة «زهرة الخشخاش»، والبناء السردي الدرامي المشوق القائم على فكرة بسيطة ويمكن أن تحدث لأي منا، وهي عثور بطل الرواية على لوحة أثناء عملية شرائه لبعض الأثاث المستعمل، ثم اكتشافه بعد شرائها بثمن بخس، وعبر تحققه من ذلك، أنها هي تلك اللوحة التي يقدر ثمنها بالملايين. وبعد أن يُحكم العلوي بداية لعبته السردية من ذلك الحدث البسيط، ينتقل بالقارئ بسلاسة عبر شخصيات عديدة امتدت على مساحة أزمنة مختلفة، من عام 1853 وهي السنة التي وُلد فيها فان غوخ في بلدة زونديرت الهولندية حتى سنة 2017 التي أنهى فيها الكاتب روايته، لتنشرها دار الساقي اللبنانية سنة 2018. الرواية بزخمها التاريخي والفني استدعت مراجعات عديدة على موقع الكتب «جود ريدز»، وتباينت آراء القراء حولها، وإن اعتبرها أكثرهم رواية متميزة السرد، ومشوقة، وتجمع ما بين الحقيقة والخيال بطريقة فنية جيدة. أحد القراء قال في معرض مراجعته للرواية: «رواية ممتعة أحببت فكرتها وأحببت الدمج ما بين الخيال والواقع، فالكاتب يجعلنا نعيش مغامرة لوحة فان غوخ المسروقة (زهرة الخشخاش)، وهي أشهر لوحاته والتي تزين أيضاً غلاف الرواية». قارئة أخرى تؤكد ما ذهب إليه القارئ الأول وتضيف متحدثة عن البعد الفني الذي تضيفه الرواية لقارئها قائلة: «يتطرق الكاتب لأهم سرقات اللوحات الفنية في العالم، وأهميّة الفن، بل يعطي معلومات مهمة حول الفن وتاريخه، وحول حياة فان غوخ المملوءة بالإحباط والتي انتهت بانتحاره». إلا أن إحدى القارئات لم يعجبها ذلك المزج بين القصة الحقيقية للفنان غوخ وأحداث الرواية وعلقت قائلة: «تناقض مرعب بين عمق حياة وفن غوخ، وبين التفاصيل (الساذجة) للرواية نفسها» وأضافت مستعرضة مآخذها على الرواية: «كان من الممكن أن تكون رواية رائعة، لولا بعض التفاصيل غير المبررة، والتي لا تضيف للرواية ولا للقارئ، أي شيء». وتأتي قارئة أخرى لتضيف إلى ذلك الانطباع الذي تركته الرواية عند بعض قرائها بأنها رواية تثقيفية مهمة في مجال الفن وتاريخ اللوحات العالمية المسروقة، وتعلق على أسلوب الكاتب في تقديم ذلك فتقول: «أحببت أسلوب الكاتب، وسرده الجميل والبسيط في آن، وأحببت الطريقة المقسمة للفصول، وتداخل الأحداث، وذكره لحال ومصير كثير من اللوحات العالمية الشهيرة والمسروقة في العالم مثل (أوفير سور واز) لبول سيزان، ولوحة (تشير توتي) لإدوار مانيه، ولوحة (الحفلة الموسيقية) ليوهانس فيرمر، و(منظر من البحر في شيفينينجن) لفنسنت فان غوخ». لكن تلك المعلومات الكثيرة لا تعجب قارئة أخرى وترى أنها أثرت في السرد الروائي نفسه وتقول: «بالمجمل هي رواية متخمة بالمعلومات الأدبية والفنية، التي قُدمتْ من خلال شخوص الرواية، سواء بالأدوار الرئيسية لهم أم الهامشية، لكنها تحمل إطالة تبعث على الملل، والكثير من الأفكار التي تضمنها العمل، ضاعت بين حبكة وسرد وتفاصيل كثيرة أكثر مما يلزم».

مشاركة :