عصام أبو القاسم (الشارقة) انطلقت صباح أمس «الأربعاء» بقصر الثقافة فعاليات ملتقى الشارقة الثاني عشر للسرد الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تحت شعار «القصة القصيرة.. سؤال الواقع والخيال»، بحضور عبد الله العويس رئيس الدائرة وحبيب الصايغ رئيس اتحاد أدباء وكتاب الإمارات، ومشاركة نحو 40 كاتباً وباحثاً من أقطار عربية عدة. واستهل حفل الافتتاح، الذي قدمته الإعلامية عائشة العاجل، بكلمة للعويس، أشار خلالها إلى المكانة العالية التي بات يشغلها الملتقى في مشهد السرد العربي، بفضل استمراريته ومواكبته لأسئلة الإبداع السردي. وقال العويس إن الدورة الجديدة من الملتقى تأتي ملبية لدعوة صاحب السمو حاكم الشارقة «للعناية بالأدباء والكتّاب العرب في المهجر.. ربطاً ودعماً للتواصل وإثراء للتفاعل المستدام مع خبرات مبدعي الوطن أينما كانوا». من جانبه، تحدث محمد أبو الفضل بدران، نيابة عن ضيوف الملتقى، معزياً الشعب الإماراتي بجنوده الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، ثم تحدث عن الدور التنويري الذي تقوم به الشارقة لنشر ثقافة التسامح والسلم في الوطن العربي. وتحت محور «القصة القصيرة: سؤال الواقع والخيال» بدأت أولى جلسات الملتقى التي أدارها القاص الإماراتي إبراهيم المبارك، بورقة تحت عنوان «الخيال في المحكي: حالة القصة القصيرة» قدمها الدكتور سعيد بوطاجين من الجزائر، وتحدث عبرها عن الاختلافات المفهومية حول مصطلح «الخيال»، مشيراً إلى أنها انعكست سلبا على ذاكرات الكتّاب والنقاد العرب على السواء. وأسهب بوطاجين في تبيان حقيقة أن العرب استلفوا القصة القصيرة وأنها لم تكن جزءً مما ورثته أجيال الأدب العربي على مر الأزمنة». من جانبه، اتفق الناقد المصري شريف الجيار مع العديد من النقاط التي أوردها بوطاجين، مشيراً إلى انه يرى أيضاً أن ثمة انقطاعة حصلت في مسار القصة العربية، حرمتها من ثراء ذاكرتها الأولى الغنية، ولكنه مضى إلى القول إن التعالق العربي الذي حدث مع القصة القصيرة الغربية كان مثمراً ومفيداً في وجوه عدة، شكلا وموضوعاً.
مشاركة :