كتب- إبراهيم صلاح وقنا: افتتح معالي الشّيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة صباح أمس مركزَ أبحاث الأحياء المائية التابع لوزارة البلدية والبيئة في منطقة رأس مطبخ بمنطقة الذخيرة، حضر الافتتاحَ عددٌ من أصحاب السعادة الوزراء. وقد قام معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة بجولة في أقسام ووحدات المركز شملت المبنى الإداري والمختبرات العلمية والمائية والجزء الخاص بالاستزراع السمكي ووحدات الحضانة وتسمين الأسماك. واستمع خلالها إلى شرح عن مهامّ المركز ودوره في مجال الأبحاث المائية وتطوير قطاع الثروة السمكية وتقديم الدعم الفني والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي والطاقة الإنتاجية السنوية من الموارد البحرية. كما استمع معاليه لشرحٍ حول المركز وما يحتويه من برامجَ إستراتيجيّة لتنمية وتطوير قطاع الثروة السمكية والاستزراع السمكيّ وتربية الأحياء المائية وإجراء البحوث المُتعلقة بالبيئة البحرية، وحماية الموارد الطبيعية في إطار رؤية دولة قطر الوطنيّة 2030، وخطط الدولة للنهوض بقطاع الثروة السمكيّة. مشروع إستراتيجيّ يعدّ مركز أبحاث الأحياء المائية براس مطبخ أحد أكبر المشاريع الأساسية في برامج الإستراتيجية الوطنية لتنمية وتطوير قطاع الثروة السمكية والاستزراع السمكي وتربية الأحياء المائية والبحوث المتعلقة بالبيئة البحريّة، حيث سيكون للمركز مهامّ بحثيّة وأخرى بيئيّة، فضلًا عن الأهداف التنموية والاقتصاديّة. الاكتفاء الذاتي ويهدف المركزُ إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، من منتجات الأسماك والروبيان عالية الجودة وتكوين مخزون إستراتيجي منها، من خلال تحقيق أعلى معدلات الإنتاج وَفق أفضل المُمارسات والتكنولوجيا العالمية المتاحة، بما يضمن له تحقيق جدوى اقتصادية تشجّع على الاستمرار في الإنتاج والتطوير، الأمر الذي سينعكس على معدلات نموّ الاقتصاد في مجال الثروة السمكية في الدولة بالإيجاب. زيادة الإنتاج ويُعدّ كلٌّ من الاستزراع السمكي ونظام تربية الأحياء المائية من أهم الأنظمة الإنتاجية الفاعلة التي تساهم في زيادة الإنتاج المحلي من الأسماك، ويتميز بالقدرة على التحكم في العوامل المناخية لتوفير الظروف المثلى للاستزراع بهدف الوصول إلى إنتاج كَميات كبيرة من الأصناف المفضلة في الدولة وبجودة عالية على مدار السنة، مع تحسين نوعية الإنتاج وتقليل الفاقد منه. البحوث والدراسات ويستهدف المشروع إجراء البحوث العلمية والدراسات المتعلقة بالأحياء المائية والعلوم البحرية وتجربة وتطبيق أنظمة تربية الأحياء المائية الحديثة ذات الكفاءة العالية والأكثر ملاءمة للاستخدام في الظروف البيئية والمُناخية الخاصة بمنطقة الخليج العربي. دعم المخزون أما من الناحية البيئية، فيهدف المركز إلى المُساهمة في دعم المخزون السمكي والمُحافظة على التنوّع البيولوجي في البيئة البحرية من خلال إطلاق كَميات من صغار الأسماك المستزرعة في البحر، ورعاية وحماية بعض الأحياء البحرية التي قد تكون مهددةً بالانقراض. وفي الجانب التنموي والاقتصادي، يهدف المركز إلى المساهمة في إكثار وتفريخ الأحياء المائية ذات الأهمية الاقتصادية ومواكبة التطوّرات في هذا المجال والمساهمة في زيادة الإنتاج السمكي المحلي وتحقيق الأمن الغذائي من خلال توفير كَميات تجارية من صغار الأسماك لرفد مزارع التربية والتسمين التابعة للقطاع الخاص في الدولة. مركز مُتخصص ويأتي تنفيذ مشروع مركز أبحاث الأحياء المائية برأس مطبخ، في إطار رؤية دولة قطر الوطنيّة بهدف تأمين حاجة سكّان البلاد من الغذاء وتعزيز العمل نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي. وهو أوّل مركز وطني متخصص في الدراسات والأبحاث التطبيقية البحرية ومجهز بأحدث التجهيزات والتقنيات، وسيُسهم في القيام بالأبحاث والدراسات المتعلقة بالكائنات البحرية الحية وتجرِبة ودراسة تقنيات وطرق الاستزراع السمكي لأنواع الأحياء البحرية المحلية من أسماك وقشريات ذات جدوى اقتصادية وملائمة للظروف البيئيّة الخاصّة بدولة قطر. مختبرات ويضمّ المركز الذي يمتد على مساحة 110 آلاف متر مربع عددًا من المختبرات، منها مختبرات القياسات الفيزيائية والكيميائية لقياس نسبة المعادن وتلوث المياه والبيئة البحرية والتربة والأحياء وهيدرولوجيا المياه البحرية، ومختبر دراسة فسيولوجيا الأسماك وتقدير أعمار الأسماك، وبيولوجيا القشريات والمحاريات، ودراسة العوالق النباتية والحيوانية، ودراسة اللافقاريات البحرية وتشريح الأحياء. كما يضمّ أيضًا مختبر دراسة طفيليات وبكتيريا الأسماك، وتحليل مكوّنات الأعلاف السمكية وغيره. ويتضمّن المركز مجموعة من الأحواض منها أحواض للإنتاج السمكي وتعمل على إنتاج صغار الأسماك المحلية كالروبيان والهامور والشعم والسبطي، وسوف يُخصص جزءٌ منها لدعم مشاريع القطاع الخاص لتربية الأحياء المائية والجزء الآخر سيتم إطلاقُه في البيئة البحرية لدعم المخزون السمكيّ. كما يشتمل المركز على أحواض خاصة بالتجارب البحثية يتمّ فيها اختيار الأمهات لإنتاج أفضل السلالات من الأسماك. ويشتمل المركز على وحدة سحب ومعالجة المياه وتضمّ مرشحات مختلفة الأنواع والأحجام تمرّ فيها المياه لغرض ترشيح وتصفية المياه ليتم ضخها لوحدة الإنتاج السمكي بشكل آمن بعد أن يتم تعقيمها بواسطة الأشعة الفوق بنفسجية (UV)، ومعادلة درجات حرارتها بواسطة أنظمة لديها القابلية على تبريد أو تسخين المياه. طاقة إنتاجيّة كما يضمّ المركز 28 مكتبًا إداريًا وقاعتَي اجتماعات وقاعة للمحاضرات وقاعة للعرض (مسرح) مجهزة بأحدث التقنيات، ومكتبة ومصلى وكافتيريا، وملحقات أخرى. وتستهدف الخططُ من هذه المنشآت الخاصة بالاستزراع السمكيّ، تربية الأحياء المائية ووحدة تفريخ الأسماك بقدرة استيعابية قدرها 2 مليون من صغار الأسماك خلال مواسم التفريخ في السنة، وبإمكان المركز رفع طاقته الإنتاجية إلى 10 ملايين سمكة صغيرة خلال العام، كما يشتمل المركز على وحدة حضانة الأسماك بطاقة إنتاجية قدرها 2 مليون سمكة وزن 2 جرام سنويًا، إضافة إلى وحدة التّسمين الأولى بطاقة إنتاجية قدرها 1.5 مليون سمكة وزن 10 جرامات سنويًّا، ووحدة التسمين النهائي بطاقة 8 أطنان سنويًا ومنشآت استزراع الروبيان، بالإضافة إلى وحدة مفرّخ الروبيان التي تنتج نحو 2 مليون يرقة في السنة من خلال حساب أربعة مواسم تفريخ في السنة، ووحدة حضانة الروبيان بطاقة إنتاجية قدرها 1.6 مليون من صغار الروبيان وزن 2 جرام سنويًا، ووحدة التسمين النهائي، ومن المتوقّع أن تنتج نحو 6 أطنان روبيان سنويًّا للموسم الواحد.
مشاركة :