ستكون القارة الآسيوية على موعد مع بطل جديد عندما يلتقي منتخبا السعودية وكوريا الجنوبية الأحد، يراودهما حلم التتويج باللقب الأول في نهائي النسخة الرابعة من كأس آسيا (تحت 23 سنة) على ملعب رامانجالا بالعاصمة التايلاندية بانكوك. بانكوك - بعد ضمانه بطاقة الأولمبياد، يركّز المنتخب السعودي على حصد أول لقب له في كأس آسيا لأقل من 23 عاما في كرة القدم، عندما يلاقي منتخب كوريا الجنوبية “العنيد” الأحد في اللقاء النهائي في بانكوك. وضمن المنتخب الأسترالي السبت تأهله إلى دورة الألعاب الأولمبية بعدما أحرز المركز الثالث إثر تغلبه على منتخب أوزبكستان 1 – 0 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. وسجل نيكولاس داغوستينو هدف الفوز للمنتخب الأسترالي بعد دقيقة واحدة من بداية الشوط الثاني ليهدي بلاده بطاقة التأهل إلى الأولمبياد. وكانت السعودية ضمنت بدورها بطاقة نهائيات كرة القدم في الألعاب الأولمبية للمرة الثانية في تاريخها بعد 1996، بتأهلها إلى النهائي إثر فوزها على أوزبكستان حاملة اللقب 1 – 0 الأربعاء الماضي في نصف النهائي. وحول قيمة التأهل إلى أولمبياد طوكيو، قال مدرب السعودية سعد الشهري لموقع الاتحاد الآسيوي “يعني الكثير بالنسبة إلينا، لأننا نعمل على هذا الفريق منذ أكثر من عام ونصف، والجميع في السعودية كان ينتظر تأهلنا إلى دورة الألعاب الأولمبية بعد غياب استمر منذ عام 1996”. ويصر الشهري على أهمية الإبقاء على التركيز في النهائي برغم ضمان بطاقة طوكيو “أعتقد أن اللاعبين يشعرون بذلك. بعد مباراة أوزبكستان ذهبنا مباشرة إلى مشاهدة مباراة كوريا الجنوبية. كنا نفكر في النهائي”. ويشارك في البطولة 16 منتخبا تم توزيعها على أربع مجموعات، فتأهل متصدر ووصيف كل مجموعة إلى ربع النهائي، ثم يحجز بطل ووصيف وثالث النهائيات بطاقات التأهل إلى طوكيو، فيما تشارك اليابان، التي ودعت من دور المجموعات، تلقائيا كونها مضيفة الأولمبياد. وتابع الشهري “يملك اللاعبون هذه الخبرة. بعضهم خاض نهائي بطولة آسيا تحت 19 عاما عام 2018 ضد كوريا الجنوبية (2 – 1). فريقنا كله جاهز، للاستمتاع بالنهائي ولعب كرة القدم”. وتصدر الأخضر السعودي مجموعته في الدور الأول بسبع نقاط بعد فوزه على اليابان 2 – 1 بهدفي أيمن الخليف وعبدالرحمن الغريب، وتعادله سلبا مع قطر، ثم فاز على سوريا بهدف متأخر بالكعب من مهاجمه فراس البريكان. مع زوال ضغط التأهل إلى الأولمبياد، يؤكد مدرب المنتخب السعودي على أهمية الإبقاء على التركيز للظفر باللقب الآسيوي وفي ربع النهائي، انتظر السعوديون حتى الدقيقة الـ78 لحسم المواجهة مع تايلاند المضيفة، بهدف من ركلة جزاء حمل توقيع المتألق الحمدان. ونجح الحمدان أيضا في حسم نتيجة نصف النهائي عندما ارتدت كرة ناصر العمران من جسمه داخل الشباك قبل 3 دقائق من نهاية الوقت الأصلي. وقال الحمدان بعد تحقيق حلم التأهل “لم يتأهل منتخبنا منذ 1996. هدفنا كان واضحا وهو التأهل إلى الأولمبياد. يجب الآن أن نحرز اللقب”. أما ناصر العمران صاحب الفضل في تسجيل هدف الفوز، فقال “نطمع بتحقيق الكأس.. أنا حاليا بحالة صدمة”. أما الآن ومع زوال ضغط التأهل إلى الأولمبياد، يرى الشهري “سنرى منتخبا سعوديا مختلفا في النهائي.. أعتقد أن الأحد سيكون ممتعا. سنقوم بكل ما في وسعنا لجلب الكأس إلى السعودية”. ونجحت السعودية في التأهل مرة ثانية إلى الأولمبياد بعد الوحيدة في أتلانتا 1996، حيث ودعت بثلاث هزائم أمام إسبانيا 0 – 1 وأستراليا 1 – 2 وفرنسا 1 – 2. وفي المقابل، حقق منتخب كوريا الجنوبية مشوارا كاملا بثلاثة انتصارات في الدور الأول على الصين في اللحظات الأخيرة 1 – 0، إيران 2 – 1 وأوزبكستان 2 – 1. وفي ربع النهائي، احتاج منتخب “النمور” إلى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع ليقصي الأردن 2 – 1، ثم تغلب على أستراليا 2 – 0 بهدفين ليعبر إلى النهائي الثاني له بعد 2016. وكان المنتخب الكوري الجنوبي مثّل آسيا بأفضل طريقة في أولمبياد لندن 2012 عندما أحرز الميدالية البرونزية، كما بلغ ربع نهائي ألعاب ريو 2016. وعن المنتخب الكوري الجنوبي، تحدث الشهري في مؤتمر صحافي “فريقهم جيد ليس فقط هجوميا بل دفاعيا. كل خطوطه جيدة على غرار السعودية. لن تكون مباراة سهلة.. فزنا عليهم في نهائي تحت 19 عاما، بعض لاعبيهم يشاركون في النهائي ونحن نمتلك خبرة التعامل مع هذه المباراة”. وشارك “النمور” في النهائيات الأولمبية دون انقطاع منذ نسخة سيول 1988 على أرضهم، علما وأنه الفريق الوحيد في النهائيات الحالية الذي يفوز في كل مبارياته والوحيد الذي يبلغ نصف نهائي النسخ الأربع دون أن يحظى بشرف التتويج. ويعتمد المدرب الكوري الجنوبي كيم هوم بوم على سرعة لاعبيه خاصة في التحول من المواقف الدفاعية إلى الهجومية. ويبرز من نجوم الأولمبي الكوري كل من لي دونغ جون، تشو جو سونغ، أوه سي هون، لي دونغ جيونغ، الذين يمتلكون قدرات تهديفية عالية، حيث سجل كل منهم هدفين بالبطولة، بالإضافة إلى اللاعب كيم داي وون. وقال قائده لي سانغ-مين “كل لاعب في منتخب كوريا الجنوبية يريد إحراز اللقب.. قمنا بتضحيات كبيرة قبل البطولة. قلت للاعبين إنه يجب أن نكون أكثر نشاطا وهدوءا وتركيزا”. وتابع مدافع نادي أولسان هيونداي “لم يتغير هذا الأمر، وقبل المباراة ضد السعودية، سأقول لفريقي إنه يجب تقديم 100 بالمئة كي نحقق هدفنا”. وأقيمت النسخة الأولى عام 2014 وتوج بها المنتخب العراقي على حساب السعودية 1 – 0، والثانية في قطر عام 2016 وأحرزتها اليابان أمام كوريا الجنوبية 3 – 2، فيما حسمت أوزبكستان النسخة الأخيرة أمام فيتنام 2 – 1 بعد التمديد في الصين. وحل الأولمبي السعودي وصيفا في النسخة الأولى بعدما خسر ضد العراق ولم يستطع بعد ذلك تجاوز دور المجموعات في البطولتين الماضيتين.
مشاركة :