يسدل الستار الأحد على منافسات بطولة أستراليا المفتوحة للتنس عندما يلتقي حامل اللقب الصربي المخضرم نوفاك ديوكوفيتش مع النمساوي دومينيك ثيم في مواجهة بين جيلين في المباراة النهائية. فيما حسمت الأميركية صوفيا كينين لقب السيدات لأول مرة في مسيرتها الاحترافية بعد تغلبها السبت في المباراة النهائية على الإسبانية جاربيني موغوروسا. ويسعى “الملك” ديوكوفيتش، وهو المرشح البارز للفوز، إلى تعزيز رقمه القياسي العالمي بحصد اللقب الثامن في ملاعب ملبورن بارك، بعد أن شق طريقه حتى مباراة الحسم دون أيّ مفاجأة من أيّ شخص. لكن منافسه المقبل هو الذي أثار بعض التساؤلات والدهشة، وهو منافس يختلف تماما عن أولئك الذين واجههم الصربي حتى بلوغه المباراة النهائية. وخلال سبع مباريات نهائية في البطولة، لم يخسر فيها، واجه ديوكوفيتش 3 لاعبين فقط عندما هزم نادال في 2012 و2019 وعندما هزم أندي موراي 4 مرات في 2011 و2013 و2015 و2016 وعندما فاز على الفرنسي جو ويلفريد تسونجا في 2008 ليحصل على لقبه الأول في البطولات الأربع الكبرى.وعندما يقابل ثيم، فإن ديوكوفيتش سيلتقي مع منافس لم يسبق له مواجهته في ملاعب ملبورن بارك، وخسر أمامه في الآونة الأخيرة على الملاعب الصلبة في البطولة الختامية لموسم تنس الرجال، وعلى الملاعب الرملية خلال قبل نهائي فرنسا المفتوحة. ومقارنة مع نادال وموراي اللذين خسرا مرات عديدة أمام ديوكوفيتش في بطولات كبرى على الملاعب الصلبة، فإن ثيم (26 عاما) يدخل نهائي الأحد دون أيّ ذكريات مؤلمة تقريبا. كما أن ثيم يقدم أفضل أداء في مسيرته حاليا. وقال اللاعب للصحافيين، بعدما صعد لأول مرة في مسيرته إلى نهائي بطولة كبرى “بالطبع سأغامر كثيرا، يتعين عليّ القتال.. في آخر مباراة أمامه (ديوكوفيتش) قدمت عرضا جيّدا في لندن”. وأضاف “سأحاول تكرار ذلك في مباراة الأحد، لكن بالطبع هو المرشح الأبرز للفوز، فقد توج باللقب سبع مرات ولم يخسر أيّ نهائي، ويسعى للقب الثامن”. وعزز ثيم موقعه كمنافس قويّ على الملاعب الصلبة بفوز هائل في أربع مجموعات على نادال في دور الثمانية. ولم تكشف المباراة فقط عن قوة ثيم الهائلة وقدرته غير العادية على التحمل، بل أثبتت أيضا قدرته على التماسك تحت الضغط وشجاعته في اقتناص الفرصة عندما تأتي. وربما لا يملك ثيم الخبرة الكبيرة في البطولات الكبرى، مثل الثلاثة الكبار وهم نادال وديوكوفيتش والسويسري روجر فيدرر، لكنه بالتأكيد يملك ضربة خلفية هائلة بيد واحدة ساعدته على الفوز على صديقه الألماني الشاب ألكسندر زفيريف في ما قبل النهائي وفي الفوز على نادال في دور الثمانية أيضا. وعانى ديوكوفيتش في مواجهة الضربات الخلفية القوية قرب خط الملعب أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا الذي حصد 3 ألقاب كبرى، والذي فاز على اللاعب الصربي في طريقه إلى حصد اللقب في ملبورن بارك في 2014 وفي نهائي بطولتي فرنسا وأميركا المفتوحتين. وللفوز على ديوكوفيتش، الذي يتميز بسرعة فريدة على أرض الملعب وبقدرة غير عادية على الدفاع، يتوجب على ثيم استحضار شجاعته التي لعب بها في مواجهة نادال وزفيريف. وقال ثيم “بالطبع سأحصل على وقت أقل للراحة والتعافي، لكن الأمور ستسير على ما يرام.. لعبت مباراتين قويتين أمام نادال وزفيريف، وسأشعر بالطبع بتأثيرهما”. ويدخل ديوكوفيتش المباراة النهائية بكل نشاط وحيوية بعد حصوله على يوم راحة إضافي بعد فوزه بثلاث مجموعات متتالية في ما قبل النهائي على السويسري روجر فيدرر، الخميس الماضي. وبالتأكيد يسعى الصربي، وهو الوحيد من الثلاثة الكبار المستمر في البطولة، إلى تعزيز هيمنة هذا الثلاثي على الألقاب الكبرى إلى 13 لقبا على التوالي الأحد. لكن هذه السيطرة ربما لا تستمر طويلا بعد ذلك، في ظل وجود وإصرار الجيل المنتمي إليه ثيم. ولدى السيدات توجت الأميركية الصاعدة كينين ظهورها الأول في نهائي البطولة بحصد أول لقب لها بعد فوزها الصعب السبت على موغوروسا حاملة لقب بطولتي غراند سلام بنتيجة 4 – 6، 6 – 2 و6 – 2. ولم يسبق لكينين المصنفة 14 في البطولة أن بلغت أبعد من الدور الرابع في البطولات الكبرى، حيث حققت تلك النتيجة في رولان غاروس الفرنسية العام الماضي، إلا أنها خالفت كل التوقعات في ملبورن وأقصت لاعبة تلو الأخرى، آخرها المصنفة الأولى الأسترالية أشلي بارتي من نصف النهائي. وقالت كينن بعد الفوز “حلمي أصبح حقيقة. لا يمكنني أن أصف هذا الشعور.إذا لديكم أحلام، اسعوا وراءها، بإمكانها أن تتحقق”. وباتت كينين (21 سنة و80 يوما) أصغر لاعبة تتوج بالبطولة منذ الروسية ماريا شارابوفا التي رفعت الكأس عام 2008 عن عمر 20 عاما. وتأخرت الأميركية المصنفة 15 عالميا في النتيجة بخسارتها المجموعة الأولى أمام المصنفة أولى عالميا سابقا وحاملة لقب رولان غاروس 2016 وويمبلدون 2017، إلا أنها رفعت مستواها وحققت فوزها الثاني على الإسبانية في ثاني لقاء بينهما بعد أن تفوقت عليها أيضا في دورة بيكين الصينية العام الماضي. وبهذا الفوز، سترتقي كينين إلى المركز السابع في التصنيف العالمي وتصبح أول أميركية في التصنيف متقدمة على الأسطورة سيرينا وليامس. وبدأت موغوروسا المباراة بشكل قوي كاسرة إرسال منافستها في الشوط الثالث من المجموعة الأولى لتتقدم 2 – 1 قبل أن ترد كينين التحية في الشوط الثامن معادلة الأرقام بأربعة أشواط لكل كنهما. إلا أن الأميركية لم تهنأ بالكسر إذ ردت الإسبانية سريعا في الشوط التالي قبل أن تحسم المجموعة على إرسالها 6 – 4، حيث لجأت إلى الشبكة محققة النقاط في 10 مناسبات من أصل 14 محاولة. إلا أن كينين ظهرت بمستوى مختلف كليا في المجموعة الثانية معتمدة على الضربات الطويلة و”الشراسة” كاسرة إرسال موغوروسا في الشوطين الرابع والثامن مستفيدة من أخطاء الأخيرة التي بلغ عددها 11 مقابل أربعة فقط للأميركية.
مشاركة :