عززت الصين، القيود على حركة السير والرحلات الجوية، وحظرت تربية أو نقل أو بيع كل أنواع الحيوانات البرية، سعياً منها لكبح انتشار فيروس كورونا المستجدّ، وأعلنت أن قدرته على الانتقال تزداد قوة. وفي حين أعلنت وسائل إعلام رسمية، توصل العلماء لعلاج جديد، اختبر بنجاح على 7 مصابين، توقع زو زيانوانغ رئيس بلدية ووهان، حيث يتفشى وباء الالتهاب الرئوي الناجم، إنه يتوقع تسجيل نحو ألف إصابة أخرى، بناء على عدد مرضى المستشفيات الذين لم يخضعوا بعد لاختبار التثبت من الفيروس. وفي حال تأكيد الرقم، سيزداد عدد الإصابات بمقدار النصف عن آخر حصيلة أعلنت أمس، في عموم الصين وبلغت 2000 حالة أدت 56 منها إلى الوفاة.في المقابل، نقلت «وكالة شينخوا للأنباء» الرسمية، عن رئيس المعهد الوطني لمكافحة الأمراض الفيروسية والوقاية منها، شيوي ون بو، إن المركز تمكّن من عزل الفيروس، ويقوم حالياً بتحديد سلالته.وتخضع ووهان (وسط)، التي ظهر فيها الوباء في ديسمبر الماضي، ومنطقتها بحكم الأمر الواقع إلى الحجر الصحي منذ الخميس بهدف الوقاية من انتشار المرض. وفي المجمل، ثمة 56 مليون شخص مقطوعون عن العالم.وكان الرئيس شي جينبينغ، دعا السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات «أكثر صرامةً» لمكافحة الوباء ووضع كل المرضى في «حجر صحي مركزي». وأعلن وزير لجنة الصحة الوطنية ما شياوي، أن معرفة السلطات بالفيروس الجديد محدودة، كما أن المخاطر الناجمة عن تحولاته غير واضحة بالنسبة لها. وأضاف أن فترة حضانة كورونا الجديد يمكن أن تراوح بين يوم و14 يوماً، وأنه يصبح معدياً خلال فترة حضانته بعكس متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الناجمة عن فيروس كورونا الذي ظهر في الصين وأودى بحياة نحو 800 شخص على مستوى العالم في عامي 2002 و2003. وأعلنت وزارة الصناعة، أن البلاد باتت تشكو من نقص كبير في الأقنعة وبدلات الحماية. وفي ووهان، التي أصبحت مدينة أشباح، تذيع مكبرات الصوت رسالةً تدعو السكان للذهاب إلى المستشفى من دون تأخير إذا كانوا يشعرون أنهم ليسوا على ما يرام.وجاء في الرسالة: «ووهان لا تخاف من مواجهة المحن. لا تسمعوا الإشاعات، لا تنشروا الإشاعات»، في حين يشكك البعض في الحصيلة التي تعطيها السلطات.وفرضت مقاطعة غوانغدونغ (جنوب) وهي الأكثر اكتظاظاً بالسكان (110 ملايين نسمة) ارتداء الأقنعة الواقية لمنع تفشي الفيروس. وارتداء الأقنعة إلزامي في ووهان ومقاطعة جيانغشي (وسط) وكذلك في مدن كبيرة عدة.وأُعلن عن أول حالة وفاة في شنغهاي لرجل يبلغ 88 عاماً.لكن ورغم الأجواء المشنّجة والفوضى العارمة التي تشهدها مستشفيات منطقة ووهان، حيث سُجلت 53 حالة وفاة من أصل 56، يحافظ بعض السكان على الهدوء.وتقول إيريكا دايفس، وهي مدرّسة بريطانية تعيش في ووهان منذ عامين، «لا أرى الحاجة للإجلاء»، مضيفةً «لنبقَ في المنزل ولننتظر أن يمرّ الأمر».ومع اكتظاظ المستشفيات، بوشر في ووهان ببناء مستشفى ثان يُفترض أن يستقبل أكثر من ألف مريض ويُتوقع أن تنتهي أعمال بنائه في غضون 15 يوماً.في الانتظار، تبدو الصين تزيد أكثر فأكثر القيود الداخلية.فقد أعلنت عدة مدن كبيرة - بكين وتيانجين وشيان وشنغهاي - تعليق رحلات الحافلات الطويلة التي تربطها بسائر أنحاء البلاد. في الشرق، قامت مقاطعة شاندونغ التي تعدّ 100 مليون نسمة، بالأمر نفسه.وقد تعقّد هذه الاجراءات المواصلات للسكان الذي سافروا داخل البلاد في إطار عطلة رأس السنة الصينية التي تستمرّ سبعة أيام.وألغيت احتفالات العام القمريّ الجديد - عام الجرذ - خصوصاً في بكين. وبدت العاصمة ومطاعمها خالية تماماً.وأُغلق عدد كبير من المواقع السياحية التي تلقى إقبالاً على غرار المدينة المحرّمة، وهي القصر الإمبراطوري القديم، وأقسام من سور الصين العظيم، بغية تقليص مخاطر العدوى.وتراجعت أخيراً مدينة شانتو (جنوب) عن اجراءات منع وصول السيارات والأشخاص، في قرار كانت اتخذته بهدف حماية سكانها من الفيروس. هذه المدينة التي تعدّ 5.6 مليون نسمة وتبعد أكثر من ألف كيلومتر عن ووهان، كانت أول مدينة اتخذت مثل هذا الاجراء في البلاد.وكثّفت الصين المبادرات لمنع تفشي فيروس كورونا الذي بلغ أربع قارات حتى الآن. وأعلنت تعليق تجارة الحيوانات البرّية، بعدما نشأ الوباء في سوق في ووهان حيث كان يُباع هذا النوع من الحيوانات.وقررت الحكومة تعليق الرحلات المنظمة من وإلى الصين اعتباراً من اليوم، في قرار قد يوجّه ضربة للتجارة في مدن على غرار باريس، وهي وجهة سياحية مهمة للصينيين. وفي هونغ كونغ، أعلنت مدينة ملاهي «ديزني لاند» إغلاق أبوابها حتى إشعار آخر، في قرار اتُخذ غداة إعلان حال الانذار القصوى في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.وكانت «ديزني لاند» شنغهاي اتخذت القرار نفسه.
مشاركة :