حدد النادي الأدبي الثقافي بجدة، 4 فبراير المقبل موعدًا لعقد الدورة الـ16 من ملتقى «قراءة النص» بمقر النادي، حيث يتوقع حضور نخبة من المثقفين والأدباء لجلسات الملتقى، التي تناقش موضوع «تحولات الخطاب الأدبي السعودي في الألفية الثالثة»، عبر ثمانية محاور رئيسة، وحول هذا الملتقى وما قدمه في دوراته السابقة، والموضوع المطروح للنقاش في دورة هذا العام، تحدث عدد من الأدباء والمثقفين في سياق هذا التحقيق.. عراقة ورسوخ ففي البداية يقول الشاعر حسن محمد الزهراني، رئيس النادي الأدبي الثقافي بمنطقة الباحة: النادي الأدبي الثقافي بجدة مفخرة، لما يقدمه من نشاطات وملتقيات ومن دوريات وإصدارات مختلفة في شتى المجالات الثقافية، وبحق يعتز كل إنسان سعودي أن يكون هذا النادي علامة فارقة في ساحتنا ومسيرتنا الثقافية، منذ التأسيس وحتى الآن. ويتابع وعن هذا الملتقى يكفي أن نقول: إنه يقام للمرة السادسة عشرة، وهذا دليل العراقة والرسوخ، ودليل كفاح الزملاء في النادي، وتصميمهم على استمرار هذا الملتقى في كل الظروف، وأنا في غاية السعادة لذلك، وأتوقع أن يكون هذا الملتقى فارقا عن الملتقيات السابقة؛ بعنوانه وبالأسماء المشاركة، كما عودنا النادي بمشاركة أسماء كبيرة، وكذلك اختيار الوقت المناسب، مما ينتج عن هذا الحراك الثقافي من إصدارات، كما حصل في الملتقيات السابقة. ويختم الزهراني قائلًا: يحسب لنادي جدة الأدبي أنه على طول الشهر والأسبوع في نشاط متوالٍ، ومختلف ومتنوع، وجمع المثقفين من حوله، وأصبحنا نتابع كل ما يقدم بفخر واعتزاز. علامة بارزة ويؤكد الناقد أحمد الشدوي ما ذهب إليه الزهراني في ما يتصل بالإسهامات الكبيرة التي قدمها الملتقى للساحة الأدبية، مستهلًا حديثه بالقول: على طول الدورات السابقة ظل ملتقى قراءة النص علامة بارزة في تطور الدراسات الأدبية، وخاصة في مجال النقد وتطور مدارسه، وهو بحق يمثل مؤتمرًا علميًا في المجالات الثقافية واللغة والأدب عمومًا، ففيه تقدم خلاصة الفكر الثقافي في المملكة والعالم. ويضيف الشدوي: وينتظر الأدباء هذا الملتقى ويتنافسون على المشاركة والمساهمة في أعماله وإدارة ندواته وتبادل الأفكار داخل لقاءاته الرسمية المبرمجة وخارجها خلال أيام الملتقى، ولذا اعتبره ملتقى هامًا لكل المهتمين بالثقافة والأدب. ويستطرد الشدوي قائلًا: في هذا العام فإن موضوعات الملتقى تحظى بأهمية بالغة، يتصدرها ملامح الهوية الوطنية، وأهمية الخطاب الثقافي لتعزيزها، ثم إن الملتقى سيبحث تلك العلاقة الجدلية التي أرهقت الساحة الأدبية ليس على مستوى المحلي وإنما على المستوى العربي والعالمي، وهي جدلية القصيدة العمودية والأنواع الأخرى، بالإضافة إلى الخطاب السردي وموقع النقد الأدبي مقارنًا بالعربي وموضوعات أخرى، ولهذا فإن اللجنة التي قررت الموضوعات قد اختارت الأهم المطروح في الساحة الأدبية، وأتوقع أن يكون الملتقى هذا العام علامة بارزة من علامات الثقافة في المملكة، وننتظر أن يركز الملتقى في العام القادم وما يليه على علاقة الأدب بوسائل التقنية الحديثة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مساهمات الشباب في نمو الثقافة وإعادة تصورها، ليظل الوطن عنوان كل الملتقيات الثقافية. قوة طرح وحسن تنظيم ويذهب الدكتور سحمي الهاجري إلى القول بأن: ملتقى النص من أعرق الفعاليات الأدبية والثقافية في المملكة، ونتج عنه طيلة دوراته المديدة، مدونة ضخمة ومتنوعة وثرية من الدراسات والبحوث والمداخلات النوعية، وشارك فيه عدد كبير من الأدباء والنقاد، من الداخل والخارج. ويضيف الهاجري: ويحمد لإدارة نادي جدة الأدبي الثقافي وعلى رأسهم الدكتور عبدالله السلمي حرصهم الشديد على انتظام واستمرارية الملتقى بكل هذه القوة وحسن التنظيم المشهود، بما يتناسب مع قيمة نادي جدة الأدبي الثقافي باعتباره من أشهر المنابر في المملكة قديمًا وحديثًا، وشهادتي مجروحة في القائمين على النادي واللجنة المنظمة للملتقى، ولكن ما قدموه ويقدمونه للساحة الأدبية والثقافية، يشهد به القاصي والداني، وأتوقع أن يستمر انتظام هذا الملتقى وزخمه في المستقبل، ويحمل معه في كل دورة الجديد من المواضيع الحية والقيمة. أمل وتطلع وعلى ذات السياق المشيد بالملتقى وما حققه في دوراته السابقة، تقول الناقدة والأكاديمية بجامعة الطائف، الدكتورة مستورة العرابي: يعد ملتقى النص الأدبي من أبرز الفعاليات الثقافية الفاعلة في بلادنا حتى أصبح علامة فارقة، ومعلمًا مهمًا في مسيرة الثقافة السعودية بما يقدمه من موضوعات وقضايا متجددة تنسجم مع تطلعات الأدباء والمثقفين إلى حد كبير، ويهدف إلى دعم الحركة الأدبية والنقدية في المملكة، وتحفيز الباحثين من داخل المملكة وخارجها للمشاركة في جلساته وحواراته ونقاشاته، وكذلك دعم الأدباء والنقاد الشباب؛ لإبراز طاقاتهم وإبداعاتهم، ودعم إنجازاتهم، فالاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الشباب وبالشباب، والمساهمة في رفع مستوى ثقافتهم من خلال الاستفادة من هذا التجمع الثقافي بمجاورة نخبة من النقاد الكبار المتخصصين، وكذلك الاهتمام بنشر أبحاثهم. وتضيف مستورة: ونأمل من اللجنة العلمية في الملتقى هذا العام الذي جاء بعنوان «تحولات الخطاب الأدبي السعودي في الألفية الثالثة» بعد اطلاعهم على الأوراق البحثية الحرص على دعوة الأدباء في مجال الشعر والقصة والرواية والنقد الذين ستقدم حول نتاجهم قراءات نقدية؛ لإبداء شهاداتهم ووجهات نظرهم في الخطابات أو القضايا التي كانوا فاعلين في إثارتها، أو طرحها والدفاع عنها، ليحقق الحوار الثري البناء في تقويم هذه التحولات التي طرأت على الخطاب الأدبي في هذه الألفية بصورة شاملة. محاور للملتقى: ملامح الهوية الوطنية وتجلياتها في الخطاب الأدبي. القصيدة العمودية وسلطة البقاء. القصيدة الجديدة وأسئلة المرحلة الراهنة. تداخل الأنواع الأدبية من النوع إلى التماهي الآفاق الجديدة في السرد:الأنواع والتقنيات. الأدب السعودي في مقاربات النقد العربي. اتجاهات النقد السعودي بين المنهجية والتطبيق. خطاب النص الدرامي السعودي وقضايا العصر. دعوة 150 باحثا ومثقفا وأديبا للملتقى وجّه نادي جدة الأدبي الثقافي الدعوة لأكثر من 150 باحثًا ومثقفًا وأديبًا من جميع أنحاء المملكة للمشاركة في الملتقى، وعبر رئيس النادي والمشرف العام على الملتقى الدكتور عبد الله عويقل السلمي في خطابه الذي وجهه للأدباء والمثقفين عن تطلعه إلى إسهامهم في أعمال الملتقى بما عهده النادي عنهم من تميز في مجال البحث العلمي والطرح المعرفي الجاد، مشيرًا إلى أن بحوث الملتقى ستناقش العنوان من خلال مجموعة من المحاور. وبين السلمي أن الدعوات وجهت للجامعات والأندية الأدبية واللجان الثقافية بالمناطق للمشاركة في فعاليات هذه المناسبة الثقافية الكبيرة، مؤكدا حرص النادى على تنفيذ ملتقى النص لما له من أهمية وحضور في تضاريس الحركة الأدبية والنقدية، مبينًا أنه في كل عام يتم اختيار عنوان للملتقى ينبثق من أهمية المرحلة وما يتطلبه واقع الحركة الأدبية والنقدية. من جانبه، أشار رئيس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور سعيد بن مسفر المالكي، إلى أن النادي عكف منذ وقت مبكر على الإعداد لهذا الملتقى ليكون عنوانه ومحاوره وفق تطلعات الأدباء والمثقفين.
مشاركة :