علي أبوالريش: «جلفاري على ضفاف النيل» ثمرة من شجرة شغفي بمصر

  • 1/27/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وصف المبدع الإماراتي علي أبوالريش روايته «جلفاري على ضفاف النيل»، التي صدرت حديثاً، بأنها مجرد ثمرة من شجرة عملاقة في شغفه بمصر، مؤكداً أنه يجهز نفسه لكتابة أكثر من عمل عن ذلك البلد. وأوضح أبوالريش، خلال ندوة وحفل توقيع «جلفاري على ضفاف النيل»، أول من أمس، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن علاقته بمصر بدأت قبل أن يسافر لدراسة الفلسفة في جامعاتها: «وقد تكون هذه الرواية ثمرة من ثمرات شجرة عملاقة في علاقتي بمصر، وهي العلاقة التي لم تبدأ في زمن دراستي بها فحسب، وإنما منذ الخمسينات والستينات، عندما كنا نرتشف كل ما تجيش به مشاعر مصر والمصريين، كان في كل مفاصل الحياة لدينا يوجد مصري، بسبب حاجة الخليج في ذلك الزمن لكل ما هو عربي، ليكون المضاد الحيوي أمام أي هجوم يأتي من اتجاه الشرق». علاقة مبكرة تابع المبدع الإماراتي، خلال الندوة التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وأدارها الروائي المصري ناصر عراق: «ما زادني شغفاً بمصر قبل أن آتي إليها ثلاثة أهرامات عظيمة نعتز بها جميعاً؛ الأول جمال عبدالناصر، إذ كنا ونحن طلبة نتداول قراءة ميثاق وفلسفة الثورة، لنجد فيهما كل ما يروي ظمأنا، والهرم الثاني هو الروائي الكبير نجيب محفوظ، الذي قرأنا له وشاهدنا ما قدمته السينما من أعمال له، وجئنا إلى مصر ونحن مازلنا متعطشين لقراءة ومشاهدة المزيد، وفي تلك الفترة كنا نجد الكتاب في كل شارع ومحل وكشك في مصر، على خلاف غيرها من الدول». أما الهرم الثالث - حسب أبوالريش - فهو أم كلثوم: «أذكر أنني عملت في إجازة الصيف وأنا في الثانوية العامة في دائرة الكهرباء بدبي، وكنا نذهب كل يوم من رأس الخيمة إلى دبي ونعود في حافلة صغيرة، وكانت إذاعة دبي تذيع أغنية لأم كلثوم في الفترة من الساعة الواحدة إلى الثانية ظهراً، وكانت هذه الساعة هي الزمن كله بالنسبة لنا في ذلك الوقت». قاهرة السبعينات من ناحيته، قدم ناصر عراق قراءة في الرواية، مشيراً إلى ما يمتلكه صاحبها من قدرة على ترويض اللغة العربية ترويضاً مدهشاً، إذ يتكئ على ثقافتين، الأولى الإماراتية العميقة في تراث البحر والصحراء والكرم، والثانية ثقافة عربية مستمدة من قراءاته للرواية العربية، بما جعله يمتلك ناصية اللغة بشكل مدهش، ويقدم تشبيهات عميقة في أعماله، بينما منحت دراسته للفلسفة وشغفه بها الرواية العمق. وأضاف عراق أن الرواية التي تضم ثلاثة فصول، تتكئ على فكرة الراوي العليم، وتتميز بانسياب الهواجس الداخلية وتيار الوعي الداخلي بكثافة، إلى جانب ما ترسمه من ملامح للحياة في القاهرة، بحيث استطاع الكاتب أن يسترد قاهرة السبعينات ويسكبها على الورق، وهو ما يجعل القارئ يحتاج إلى قراءتها أكثر من مرة، لما تثيره من أسئلة، وما تتضمنه من جهد فكري في بنائها، وقدرة على الحركة عبر الزمان والمكان بسلاسة. ذاكرة مسكونة بالحب قال الكاتب الإماراتي علي أبوالريش إنه حاول في رواية «جلفاري على ضفاف النيل» أن يتلمس بعض الكل، إذ لايزال يجهز نفسه لكتابة أكثر من رواية عن علاقته بمصر، التي لم تكن علاقة شخص ببلد، بل علاقة أمة وشعور ووجدان عربي سكنته مصر، ولذلك لا يجد غرابة في أن يستدعي هذه الذاكرة، مؤكداً الحاجة الملحّة في هذه المرحلة من تمزق الوجدان العربي إلى عمل أدبي يعيد إليه تماسكه من الشتات، أو على الأقل ترقيع هذه القماشة التي أصابها ما أصابها، مشدداً على أهمية الحب والشفافية، وتخليص العقل من الشوائب والنفايات التاريخية التي جثمت على الصدور. الروائي الإماراتي: «ما زادني شغفاً بمصر قبل أن آتي إليها ثلاثة أهرامات نعتز بها جميعاً؛ عبدالناصر ونجيب محفوظ وأم كلثوم». ناصر عراق: «علي أبوالريش يمتلك قدرة على ترويض اللغة العربية ترويضاً مدهشاً، إذ يتكئ على ثقافتين الأولى الإماراتية، والثانية ثقافة عربية شاملة».ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :