قوات الأسد على أبواب ثاني أكبر مدن إدلب

  • 1/27/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريبا من النازحين، منذ كانون الأول/ديسمبر تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق. ومع تصاعد المعارك في الأسابيع الماضية فر مئات الآلاف من إدلب معقل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا الأخير في الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يقرب من تسع سنوات. ومنذ سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا. وقال مراقبون إن التقدم الذي أحرزته قوات الأسد يأتي بموافقة تركية ضمنية، حيث اكتفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي عرف بتصريحاته الهجومية على الأسد في تدخل صحفي له اليوم الأحد بالقول إنه "يأسف لمواصلة انتهاك النظام للتفاهمات بخصوص إدلب". وهو ما يؤكد محتوى الزيارة التي أداها وفد تركي رفيع المستوى إلى موسكو في ديسمبر الماضي، تم الاتفاق خلالها على ما سيحصل في إدلب بين الجانب التركي والروسي. وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية آب/أغسطس على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة أيضاً على الطريق الدولي. وكتبت صحيفة الوطن المقربة من الحكومة السورية، في عددها الأحد أن الجيش بات "قاب قوسين من معرة النعمان" التي "غدت أبوابها مشرعة" لدخوله وللتقدم إلى أجزاء من الطريق الدولي. وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب ومحيطها رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً. وبالتوازي مع التقدم باتجاه معرة النعمان، تخوض قوات النظام اشتباكات عنيفة في مواجهة هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى غرب مدينة حلب. ولا تزال الاشتباكات مستمرة على الجبهتين يرافقها قصف جوي روسي وسوري، وقد أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من الطرفين. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري تأكيده أن أعمال الجيش في إدلب وغرب حلب "ستشمل عمليات ميدانية كاسحة لا تتوقف قبل اجتثاث ما تبقى من الإرهاب المسلح بكل مسمياته وأشكاله". ودفع التصعيد منذ كانون الأول/ديسمبر بنحو 350 ألف شخص إلى النزوح من جنوب إدلب باتجاه مناطق شمالاً أكثر أمناً، وفق الأمم المتحدة. وباتت مدينة معرة النعمان شبه خالية من السكان.

مشاركة :