ناجي والسياب والأبنودي وإسماعيل على مائدة ملتقى القاهرة للشعر العربي

  • 1/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ويرى الكردي أن منابع الأسطورة عند السياب أكثر اتساعا إذ انفتحت على الأساطير العالمية والتاريخية، بخلاف محمود حسن إسماعيل الذي استغرقته الثقافة الأسطورية الشعبية، كما أن الصورة في شعر السياب مؤدلجة، لذلك كانت الأسطورة في صور محمود حسن إسماعيل أكثر فطرية وتلقائية، وكانت في شعر السياب أكثر دقة وعمقًا. الناقد التونسي الدكتور عبدالسلام المسدي تحدث في تلك الجلسة البحثية عن "الشعر وتحديات الزمن الجديد" متطرقا إلى علاقة الشاعر بالسياسة – بحكم أنه معنيٌّ بالحرية – ليتحدد مدى انخراط الشاعر في ميثاق المثقف العضوي ما دام ناطقا باسم الضمائر في لحظة سعادتها وفي لحظات شقائها. وتناول بحث د. المسدي العلاقة الجدلية بين الشاعر ورجل السياسة محللا إشكالية المعادلة في مدى احتياج كل واحد منهما للآخر سواء بحكم الاختيار أو بحكم الاضطرار. ويذكر البحث بعد ذلك بما يتسرَّب إلى ثقافتنا الراهنة من الإرث الذي حدد الفن القولي في الحضارة العربية انطلاقا من أن المدح هو أبو الأغراض الشعرية، ليخلص بعد ذلك إلى استخلاص القيم التي تجمع أطراف ملتقيات الشعر العربي في صياغتها الدولية على أساس مقاييس النقد الحديث وفقا لثنائية بنية الشعر ووظيفته. أما الناقد العراقي ياسين النصير فقد كانت ورقته تحمل عنوان "نحو حركة ثانية لقصيدة الحداثة" قائلا: لم تبق الحركة الشعرية التي انبثقت في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي ضمن أشكالها التعبيرية الأولى، فقد جرت عليها تغييرات جديدة، من بينها البنية الدرامية كما في شعرية صلاح عبدالصبور، ومنها الشكل المدوّر للقصيدة الحديثة كما في شعرية حسب الشيخ جعفر، ومن الأشكال الجديدة استثمار البعد الأسطوري والمثيولوجي كما عند الشاعر محمد عفيفي مطر وشعراء آخرين، ومن الأشكال الجديدة قصيدة غير اليومي والمألوف كما عند سعدي يوسف، ومنها قصيدة النثر بأشكالها كما عند أدونيس ومحمد الماغوط. وأضاف النصير: هناك أشكال شعرية عديدة رصدتها في كتابي "شعرية الحداثة" كقصيدة الكولاج، والقصيدة الكونكريتية، وقصيدة الصرخة، وغيرها من الأشكال الشعرية التي طورت قصيدة الحركة الأولى للحداثة ونقلتها من الموضوع المباشر إلى الموضوع الإنساني بأبعاده الثقافية والفلسفية التنويرية والإنسانية. ثم تناول الناقد العراقي ياسين النصير مجموعة من شعراء الحداثة في لبنان ومصر والعراق وسوريا وغيرها، حين وطَّنوا قصائدهم تجارب شعرية جديدة نقلت الحداثة الشعرية من ميدانها الأول إلى ميادين قول وإنتاج جديدين.

مشاركة :