شن التحالف العربي بقيادة السعودية، أمس، أكثر من 25 غارة جوية على تعزيرات ومواقع لميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية نهم المتاخمة لصنعاء وفي محافظة الجوف شمال شرق اليمن. وتواصلت، أمس الأحد ولليوم العاشر على التوالي، المعارك العنيفة بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي الانقلابية في عدد من المناطق بمديرية نهم التي تبعد 50 كيلومتراً عن شمال شرق العاصمة اليمنية الخاضعة لهيمنة الميليشيات منذ أواخر العام 2014. كما دارت مواجهات شرسة بين الطرفين في العديد من جبهات القتال الداخلية بمحافظة الجوف التي تسيطر القوات الحكومية على معظم أجزائها بينما يتركز الوجود الحوثي على بعض المديريات غرب وجنوب المحافظة الحدودية مع السعودية. وذكرت مصادر ميدانية في نهم لـ«الاتحاد» أن مقاتلات التحالف العربي شنت أكثر من تسع غارات على مواقع وتحركات لميليشيات الحوثي التي تحاول التقدم من المحور الجنوبي باتجاه المناطق الحدودية مع محافظة مأرب المجاورة (شرق)، ومن المحور الشمالي باتجاه الطريق الاستراتيجي الذي يربط نهم بمحافظتي الجوف ومأرب. وكان الجيش اليمني استعاد، السبت، عدداً من المواقع الاستراتيجية التي خسرها في مديرية نهم أواخر الأسبوع المنصرم، وبدأ هجوماً واسعاً لاستعادة كامل أجزاء سلسلة جبال هيلان الاستراتيجية في مديرية صرواح الواقعة غرب محافظة مأرب والمحاذية لمديرية نهم المضطربة منذ نوفمبر 2015. واتهمت السلطات اليمنية، أمس، ميليشيات الحوثي بتعمد استهداف التجمعات السكنية القريبة من مناطق الاشتباكات في نهم، وقصف مخيم الخانق للنازحين الذي يضم نحو 1500 أسرة ويبعد 50 كيلومتراً عن مناطق الصراع في المديرية. ووجه المجلس المحلي لمحافظة صنعاء، في اجتماع ترأسه محافظ صنعاء اللواء عبدالقوي شريف، نداءً إنسانياً لكافة المنظمات الإنسانية والإقليمية والمحلية للتدخل السريع للاستجابة الإنسانية السريعة للنازحين في مخيم الخانق، مؤكداً الحاجة العاجلة للأسر النازحة لخيم الإيواء والمساعدات الغذائية والدوائية لتخفيف معاناتهم في النزوح. وأفاد سكان ومصادر إعلامية يمنية، مساء أمس الأحد، باشتداد المعارك بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي على المناطق الحدودية بين نهم ومحافظة الجوف، وفي المرتفعات الجبلية بالجوف والمطلة على مديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب التي تعد المقر المؤقت لقيادة الجيش اليمني وحررتها قوات التحالف العربي في أكتوبر 2015. ونفذت مقاتلات التحالف 16 غارة على تعزيزات لميليشيات الحوثي في منطقة العقبة بمديرية خب والشعف شمال الجوف، كانت في طريقها إلى جنوب المحافظة لإسناد المتمردين الانقلابيين. كما شنت المقاتلات العربية خمس غارات على أهداف تابعة للميليشيات الحوثية في منطقة البُقع بمديرية كتاف التابعة لمحافظة صعدة والمتاخمة للجوف. وخلفت الضربات الجوية خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف ميليشيا الحوثي التي تكبدت خلال الأيام الماضية أكثر من 200 قتيل، بحسب تقديرات مصادر طبية ومحلية ومراقبين. إلى ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس الأحد، خروقاتها النارية لاتفاق السلام في محافظة الحديدة الساحلية (غرب) والذي يسري منذ 18 ديسمبر 2018. وقالت مصادر ميدانية في الحديدة لـ«الاتحاد»، إن ميليشيات الحوثي كثفت قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع تابعة للقوات اليمنية المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، في شارع الخمسين شمال شرق المدينة الميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر. وأشارت إلى أن الميليشيات جددت أيضاً هجماتها بالمدفعية الثقيلة وقذائف آر بي جي الصاروخية على مواقع القوات المشتركة شرق مديرية الدريهمي القريبة، وفي منطقتي الجاح الساحلية والجبلية بمديريتي بيت الفقيه والتحيتا. كما استهدفت ميليشيا الحوثي بالمدفعية والرشاشات المتوسطة، وبشكل عشوائي، منازل المواطنين في شمال مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة. وكانت القوات المشتركة دمرت، أمس الأول، دبابة تابعة للميليشيات شرق مديرية الدريهمي، بحسب متحدث باسم القوات المشتركة ذكر أنه تم تدمير «الدبابة المتمركزة في منطقة الشجن لحظة استهدافها قرية الدخن» صباح السبت، مؤكداً أن القوات المشتركة «ملتزمة بوقف إطلاق النار، لكنها لن تتوانى في تدمير آليات الميليشيات الحوثية وإسكات مصادر النيران التي تستهدف الأماكن المدنية».
مشاركة :