باشر متحف الموسيقى في «دار فيلارموني» في باريس «استنساخ» آلات موسيقية قديمة لحفظها بطريقة أفضل من خلال الاستعانة بالطباعة الثلاثية الأبعاد في عملية أشبه بآلة موسيقية تعود بنا في الزمن. وتلقى تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد رواجاً متزايداً في مجالات عدة منذ مطلع الألفية، وباتت الآن تنتشر في أوساط صنع الآلات الموسيقية وتثير اهتمام الحرفيين. ويضم متحف الموسيقى مجموعة لافتة من نحو سبعة آلاف آلة وقطعة فنية قديمة من بينها «ناي» مصنوع من عظام طائر العقاب يعود إلى 2500 سنة وبيانو عائد لشوبان وغيتار للمغني براسينس. وقد اختبر المتحف قبل فترة قصيرة استنساخ «ناي» مستعرض يعود لمطلع القرن الثامن عشر. وفي مختبر المتحف قامت مينا جانغ، الباحثة في الموسيقى وعازفة الناي المحترفة، بتجربة أمام الصحافيين، من خلال عزف المقطوعة نفسها مع نسخة عن الناي الأصلي والناي المستنسخ بالأبعاد الثلاثة. والناي الأصلي، فمحفوظ وراء واجهة زجاجية وهو من صنع صانع الآلات الموسيقية الشهير «جاك-مارتان أوتير»، في القرن الثامن عشر. وقبل الطباعة أجري مسح للآلة بالأشعة السينية بفضل مركز الأبحاث والترميم في متاحف فرنسا لتحديد خصائص هذا الناي. وتستغرق الطباعة 24 ساعة، أما الحرفي فيحتاج إلى شهر على الأقل لصنع الآلة. ويضاف إلى ذلك أن الطباعة الثلاثية الأبعاد أقل تكلفة بكثير فهي تكلف مئات اليوروهات في مقابل بضعة آلاف لدى الحرفي.
مشاركة :