الدكتور عيسى الغيث رجل فاضل له مكانته واحترامه، نجلّه لعلمه ونقدر له موضوعيته ونحسبه من أهل العلم والفكر، ولا نزكي على الله أحداً، فإن قال رأياً كان من حقه علينا أن نسمع له وإذا أشكل علينا فهم شيء مما قال كان من حقنا عليه أن نستوضحه ونستزيده. قال الدكتور عيسى الغيث في تغريدة له إنه لا يؤيد قيادة المرأة للسيارة وطرح لذلك أسباباً ثلاثة، هي أن قيادة المرأة للسيارة ممنوعة، وأن الشروط ليست مهيأة لذلك، وأن الطريقة فيها مغالبة، ولقد مهد الدكتور الغيث لرأيه هذا بأن قيده بقيدين، أولهما أنه يتحدث عن قيادة المرأة للسيارة في المملكة العربية السعودية وبالتالي فهو لا يقصد غيرها من دول العالم، وأنه يتحدث عن قيادة المرأة حالياً وبالتالي فهو لا يعمم رأيه على كل الأوقات. ونحن نقدر بداية للدكتور الغيث أنه لم يسع إلى الاستناد على مانع شرعي ليس له وجود، أو مانع طبي مثل ضرر المبايض الذي يبدو أنه من خصوصيات المرأة السعودية، كما نقدر له ما نستنتجه من حديثه من أن قيادة المرأة السعودية لسيارتها في أمريكا أو في البحرين أو دبي لا تدخل ضمن نطاق عدم التأييد الذي تمسك به الدكتور، وأنه منفتح على إمكانية قيادة المرأة في وقت لاحق قد يكون بعد يوم أو شهر أو سنة. إذاً فالدكتور يقول إنه لا يؤيد قيادة المرأة للسيارة في المملكة حالياً لأنها ممنوعة، وفي هذا فإننا نؤيده ونتفق معه إذ ينبغي ألا تكون الدعوة إلى القيادة دعوة إلى مخالفة الأنظمة بل أن تكون دعوة إلى إصدار التوجيهات الصريحة التي تنص على السماح لمن أرادت ذلك من النساء بالقيادة بعد اجتياز الاختبارات اللازمة والحصول على رخصة القيادة النظامية وبذلك ينتفي السبب الأول. السبب الثاني مما ذكره الدكتور الغيث هو أن الشروط ليست مهيأة، وهو سبب مطاط فضفاض، ولا أدري كيف يفسر لنا فضيلته أن الشروط مهيأة للمرأة السعودية أن تقود سيارتها في باكستان أو اليمن أو في الكويت ولا تكون كذلك في بلادنا، إن كان الأمر كذلك فإن معناه أن فينا عيوباً أخلاقية تفوق غيرنا من شعوب الأرض، أو أن شوارعنا وطرقنا وسياراتنا فيها من المثالب ما يجعل قيادة المرأة للسيارة أمراً غير مستحب ولا بأس بقيادة مئات الآلاف من إخواننا الضيوف الذين يكاد كثير منهم لا يتقن أبجديات القيادة ولا أعرافها، فأفصح لنا يا فضيلة الدكتور عن الشروط التي لم تتهيأ في بلادنا لقيادة المرأة وتهيأت في بلاد الأرض قاطبة!! أما السبب الثالث الذي أورده الدكتور الغيث فلعله أغرب الأسباب إذ يقول إن الطريقة فيها مغالبة، أي أن قيادة المرأة ، للسيارة سوف تصبح نصراً لفريق على آخر، وسؤالي لفضيلة الدكتور من هو الطرف الذي حول القضية إلى مغالبة؟ هل هو الطرف الذي يدعو ولاة الأمر إلى اتخاذ قرارهم الواضح في هذا الشأن أم هم الذين لم يدركوا أن المعارك الخاسرة لا ينبغي خوضها من البداية، وهم الذين انتقلوا من التحريم إلى الاستنكار إلى ربط القضية بالتغريب ثم محاولة الاستشهاد بالطب حتى انتهوا إلى أن يقولوا إننا إن قبلنا فلقد غلبنا!!؟ أطرح هذه التساؤلات على شيخنا الفاضل من باب الاحترام له والرغبة في الاستفادة من علمه ولعله يراجع موقفه ويعطينا رأياً سديداً منصفاً لا مغالبة فيه فالحق أحق أن يتبع. للتواصل: afcar2005@yahoo.com فاكس : 02/6901502 afcar2005@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :