كان والدي الفريق يحيى المعلمي، يرحمه الله، يحتفظ لنفسه بقائمة ذهنية يطلق عليها اسم "اللسته"، وكان إذا شاهد سلوكاً مؤذياً أو استمع إلى متحدث ركيك فكرياً أو لغوياً، يعطيني إشارة بيده أو يهمس في أذني بما معناه "أضف إلى اللسته!".. فما هي تلك القائمة يا ترى؟ إنها قائمة "الأخسرين أعمالاً"، وهي التي تضم أولئك الذين أشار إليهم الله عز وجل في قوله: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً" ونماذج المرشحين للانضمام إلى القائمة كثيرة متنوعة. يأتي في مقدمة أعضاء القائمة "راقصو وناسة" وهم رجال تراهم جالسين ينصتون إلى من يطربهم ثم فجأة وإذا بهم قد دخلوا حلبة الجلسة وقاموا يتلوون ويتمايلون وبعضهم لم يحترم شيخوخته ومنهم من لم يحترم رجولته وتجدهم يتبادلون الابتسامات واللمزات ولم يبق ليكتمل المنظر إلا أن تقوم الفتيات الحاضرات ليرششن عليهم دراهم "النقطة" أو يحزمن لهم على خصورهم.. إنهم والعياذ بالله من أعضاء القائمة لأن من شروط العضوية في القائمة أن يكون العضو غير مدرك لمدى بطلان ما يفعل، بل إنه يحسب أنه يحسن صنعاً بفعله. من أعضاء القائمة الممثل الذي يخرج يوماً ما في مقابلة تلفزيونية وقد غاب عنه وعيه ثم لا يتوانى أن يعود بعد فترة ليتقمص في دور تمثيلي شخصية أحد رجال الدعوة ويعمل على السخرية منه في مشهد تافه بعيد عن أي مفهوم للكوميديا الذكية، هل لرجال الدعوة قدسية تحرم انتقادهم؟ أبدا.. ولكن القدسية هي لاحترام عقول المشاهدين وأذواقهم وذاكرتهم. من أفراد القائمة المتثاقفون المتفلسفون الذين يتصدون للسيطرة على حديث المجالس وينثرون بين كلماتهم مقتطفات مما قاله "كنت" أو" نتشه" أو يستشهدون بما كتبه شكسبير أو سارتر أو ربما كونفوشيوس ويحسبون أنهم بذلك قد أكسبوا حديثهم حرمة لا ينبغي لأحد أن يخترقها، ولعل بعض الحضور يستنكف أن يقول إنه لم يفهم مما قاله البروفيسور شيئاً حتى لا يوصف بالجهل أو الغباء ولكن ما إن يجرؤ غيره على ذلك حتى تتعالى صيحات التأييد من هنا وهناك، أما صاحبنا الفقيه فهو ينظر متأففاً لأنه كان يظن أنه يحسن صنعاً بتثقيف هؤلاء المساكين ولكنهم لا يعقلون. وغير هؤلاء كثر.. انظروا في حياتكم اليومية فستشاهدون نماذج متعددة من أعضاء قائمة "الأخسرين أعمالاً". للتواصل: afcar2005@yahoo.com فاكس : 02/6901502 afcar2005@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :