قالت حركة طالبان إنها أسقطت طائرة عسكرية أميركية في غزنة بوسط أفغانستان، الاثنين، ممّا أدى إلى مقتل جميع العسكريين الذين كانوا على متنها، فيما أعلن الجيش الأميركي أنه بدأ فورا في تقصّي التقارير المتعلقة بتحطم الطائرة. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان “الطائرة التي كانت في مهمة تجسس، جرى إسقاطها في منطقة ده ياك بإقليم غزنة” مضيفا أن كل من كانوا على متنها وبينهم ضباط كبار لقوا حتفهم. ولم تعلق حتى (الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش) القوات الأميركية أو قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الحادث. وكانت حركة طالبان قد زعمت في الماضي أنها أسقطت بنجاح طائرات مروحية عسكرية أفغانية أو أميركية، لكن هذه الادعاءات لم يتم التحقق منها دائمًا. وتُظهر مقاطع فيديو وصور نقلها حساب على تويتر مقّرب من حركة طالبان، حطام الطائرة متوسّطة الحجم بعد أن تحطّمت في حقل تغطّيه الثلوج. وبدا ذيل الطائرة سليماً وكان يحمل شعار سلاح الجو الأميركي. وبحسب طالبان، كانت الطائرة “تحلّق في مهمّة مراقبة”. وهذا النوع من الطائرات هو نفسه الذي يستخدمه سلاح الجو الأميركي في البلاد للمراقبة الإلكترونية. وأعلن الجيش الأميركي، الإثنين، أنه بدأ التقصي في التقارير المتعلقة بتحطم طائرة في غزني، وسط أفغانستان، وقالت حركة طالبان الأفغانية إنها كانت تحمل جنودا أميركيين. وقالت المتحدثة باسم القيادة المركزية الأميركية (سانتكوم)، بيث ريوردان، إنّ الحادثة “ما زالت غير واضحة ولا نعرف إلى أي شركة تتبع الطائرة (حتى الساعة 14:57 ت.غ)”. ويأتي الحادث غداة تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي دعا فيها الحركة المتمردة الى الإحجام عن العنف قبل أن تكون هناك مفاوضات سلام مجدية. وقال ترامب لنظيره الأفغاني أشرف غني في دافوس الأربعاء، إنّه يطالب بخفض “كبير” في أعمال العنف المنسوبة إلى حركة طالبان بغية إجراء محادثات “جادة” حول مستقبل البلاد، وفق بيان للبيت الأبيض. وخلال لقائهما على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في سويسرا، “شدد الرئيس ترامب مجدداً على الحاجة إلى خفض كبير ومستدام لأعمال العنف التي تنفذها طالبان، ما سيسهل مفاوضات جادة من أجل مستقبل أفغانستان”، وفقا للبيان. ومنذ أسابيع، تشترط واشنطن الحد من أعمال العنف لاستئناف المفاوضات الرسمية حول اتفاق ينص على خروج القوات الأميركية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية بهدف إيجاد حل لنزاع مستمر منذ نحو عقدين. وتسعى حركة طالبان إلى التوصل بنهاية يناير لاتفاق يضمن إخراج القوات الأميركية من البلاد، وتبدي استعدادها لـ”خفض” عملياتها العسكرية من أجل توقيع اتفاق، وفق ما قال متحدث باسمها هذا الأسبوع. وبدأت المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وطالبان قبل نحو عام. وفي سبتمبر، أوشك الطرفان على الإعلان عن التوصل لاتفاق حين ألغى ترامب بشكل مفاجئ المفاوضات بسبب أعمال العنف التي تنفذها طالبان. واستؤنفت المفاوضات في ديسمبر، لكنها عُلّقت مجددا بعد هجوم استهدف قاعد باغرام العسكرية التي تستخدمها القوات الأميركية في أفغانستان. ويتوقّع المراقبون أن يستند الاتفاق مع طالبان إلى ركيزتين أساسيتين هما الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتعهّد المتمرّدين بعدم توفير ملاذ للجهاديين، علما أن أي اتفاق يحتاج إلى موافقة الرئيس الأميركي.
مشاركة :