يسعى الرئيس الإيراني حسن روحاني الى الدفاع عن صورة النظام الديني الحاكم في طهران على ضوء الاحتجاجات المتواصلة والتي فاقمت من الأزمات الاجتماعية للبلاد خاصة بعد ارتفاع منسوب الغضب الشعبي بسبب إسقاط الحرس الثوري لطائرة ركاب أوكرانية بالخطأ هذا الشهر. ويقحم الرئيس الإيراني حسن روحاني نظرية المؤامرة الأميركية في تصريحاته لحث الإيرانيين إلى المشاركة في الانتخابات، مهاجما بشدة متشددي النظام في بلاده لإبطالهم أوراق آلاف المرشحين. وقال روحاني في خطاب بثه موقعه الرسمي على الإنترنت مباشرة إنه يجب على الإيرانيين ألا يسمحوا لنهج "الضغوط القصوى" الذي يتبناه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالإضرار بالوحدة الوطنية قبل الانتخابات البرلمانية. ويواجه حكام البلاد من رجال الدين صعوبة في الحيلولة دون انهيار الاقتصاد في ظل العقوبات المشددة التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها في عام 2018 من اتفاق إيران النووي مع القوى العالمية. وتقلصت صادرات النفط الإيرانية الحيوية. وقال روحاني "يجب ألا ندع ترامب ينجح في خلق فجوات بين المؤسسة والناس... يجب أن نبقى متحدين... لا تديروا ظهوركم لانتخابات (21 فبراير). ليكن الإقبال كثيفا". وأضاف "يجب ألا ندع ترامب وأولئك الإرهابيين في البيت الأبيض يعزلون إيران". وأبطل مجلس صيانة الدستور المتشدد والذي يفحص أوراق المرشحين ترشح نحو تسعة آلاف من بين 14 ألفا تقدموا بطلباتهم. ويقول التيار المعتدل إنه ليس له مرشحون في معظم المدن. وقال روحاني "هذه الانتخابات البرلمانية انتخابات مهمة للغاية... لقد كتبت خطابات إلى السلطات المختصة لحل مسألة طلبات الترشح المرفوضة". وأضاف "أنتم (المتشددون) تزعمون أنكم ستكسبون الانتخابات. لا بأس، لكن لتتركوا الانتخابات لتكون انتخابات تنافسية". وتابع روحاني مخاطبا الجهات المشرفة على الانتخابات في إيران، ومنتقدا عدم مصادقة مجلس صيانة الدستور على إعادة ترشيح نواب إصلاحيين بارزين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال: "أكبر خطر على الديمقراطية ولأي نظام سياسي حاكم هو تحول الانتخابات الحقيقية إلى انتخابات شكلية. افسحوا المجال أمام مشاركة الجميع". ومنذ الثورة الإسلامية في عام 1979 تغلب حكام البلاد على جميع التحديات التي واجهت قبضتهم على السلطة. غير أن الهوة اتسعت بينهم وبين الشعب منذ العام الماضي عندما قُتل المئات في احتجاجات مناهضة للحكومة. ولم تعلن طهران إلى الآن عدد القتلى وترفض الأرقام التي نشرتها منظمات حقوقية، بل على العكس روجت لانتصارات واهية من خلال تصريحات المسؤولين في طهران الذين يعتبرون أنه باحتواء الاحتجاجات الأخيرة تم إحباط مؤامرة كبيرة دُبرت ضد النظام الإيراني. وتواجه طهران أزمة محتملة تتعلق بالشرعية في ظل غضب شعبي متزايد وانتقادات دولية بسبب تأخرها في الاعتراف بالمسؤولية عن إسقاط الحرس الثوري طائرة ركاب أوكرانية بالخطأ. وخرج إيرانيون غاضبون إلى الشوارع للاحتجاج على تأخر الحرس الثوري في الاعتراف بالمسؤولية. ودائما ما ينشد حكام إيران إقبالا كبيرا على التصويت لإظهار الشرعية، حتى رغم أن النتيجة لن تغير أي سياسات رئيسية. وقال روحاني "إنني أدعو أمتنا إلى التصويت... حتى إذا كانت لديكم انتقادات بشأن قضايا ومشكلات، رجاء ادلوا بأصواتكم".
مشاركة :