خريجي الأزهر: أطفال ونساء داعش قنابل موقوتة

  • 1/28/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، أنه بات واضحًا لدى جميع المراقبين والمهتمين أن التنظيمات الإرهابية قد انكشفت أمام العالم كله، وأنها فقدت بريقها الخادع في التأثير على الشباب المسلم، واستدعاء الأنصار والمتعاطفين من شتى البقاع، بعد الهزائم المتتالية التي مُنيت بها في شتى المواقع، وأنها قد أفلست تمامًا فلم يعد عندها من الوسائل والآليات ما يُمَّكنها من الصمود في معركتها الخاسرة، مما جعلها  تستميت في محاولات بائسة من أجل البقاء، وتعمل على تجنيد الأنصار بأي وسيلة.وتابعت: بدأت تلك التنظيمات في اختراع الحيل والمبررات الجديدة، للتأثير بها على عقول الشباب والفتيات، من أجل اجتذاب عدد من المتعاطفين الجدد، وإقناع مزيد من الشباب حول العالم بالانضمام إليها، على أمل في بث الدم من جديد إلى عروقها بعد أن هزلت تلك التنظيمات وضعفت قواها، لكنها لم تفلح في جذب الأنصار والأعوان المطلوبين، مما دفعها إلى استغلال النساء والأطفال في أعمالها الإجرامية.وأضافت: لقد لجأت الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش إلى بث أفكار مسمومة تحول الأطفال إلى قنابل موقوتة، وآلات للقتل والتدمير، إذ راحت تلك الجماعات تبرز في خطابها ضرورة عملية تجنيد الأطفال، كما اعتمدت بنسبة كبيرة على الدعاية الإعلامية في عملية التجنيد، وإن كان بعضها كتنظيم القاعدة يعتمد على مبدأ التنشئة بصورة أكبر.وأشارت إلى أنه قد تم استغلال الأطفال في عمليات هذه الجماعات وإصداراتهم بنسبة كبيرة ربما تزيد على ١٥ ٪، وذلك من خلال استغلال الأطفال من أبناء المقاتلين أنفسهم، أو من خلال الاختطاف والأسر، أو الخداع الفكري والاستقطاب، معتمدين على تجهيزهم ذهنيا، وتدريبهم على حمل السلاح وفنون القتال، ثم توزيعهم على حسب مؤهلاتهم وقدراتهم، وكذلك الحال بالنسبة للنساء، فبعد أن كانت قضية مشاركة المرأة في العمليات القتالية محل خلاف لدى التنظيمين البارزين: القاعدة وطالبان، بدأ الحضور النسائي لدى الجماعات الإرهابية يتزايد، خصوصا بعد مراجعة القاعدة الشرعية التي وضعت المرأة سابقا في إطار ما أسموه: الجهاد المنزلي، إلى أن انتهى قرارهم بتأسيس ألوية قتالية نسوية، ثم الانتقال إلى مشاركة النساء في عمليات انتحارية وتفخيخية، ولعلنا جميعا نعرف عن كتيبة الخنساء.وبينت أنه اعتمدت تلك التنظيمات الإرهابية في تجنيد النساء على أدوات حققت في أغلبها نتائج إيجابية، حيث استطاعت تلك الجماعات توظيف قضايا الثأر والمظلومية والانتقام لدى نساء المقاتلين الذين قتل أزواجهن، كما استغلت عمليات التذمر المجتمعي من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أو التهميش المجتمعي للمرأة في بعض البلاد.ويرجع استغلال تلك التنظيمات للنساء في عملياتها الإرهابية إلى ما تتمتع به المرأة من حصانة مجتمعية تسهل أداء مهامها بطريقة سرية، كما يشكل وجود النساء في تلك التنظيمات هامش استقطاب واسع للشباب، بتحويل المرأة إلى مكافأة يسعى المقاتلون للحصول عليها.وأردفت: لقد شاهد العالم كثيرا من العمليات التي اعتمدت التنظيمات الإرهابية فيها على تنفيذ عناصر من النساء والأطفال، كان آخرها  تلك العملية التي وقعت في طاجيكستان في السادس من نوفمبر ٢٠١٩م.لقد كشفت هذه التنظيمات عن وجهها القبيح حين أظهرت موقفها من استغلال النساء والأطفال، مبتعدين كما هي عادتهم ونهجهم عما قرره الإسلام من حقوق المرأة والطفل، وصيانة كرامتهم.لقد بنت الشريعة الإسلامية أمر النساء على الصيانة والستر وعدم الامتهان، وجعلت الرجال قائمين على شئون النساء تكريمًا لهن واحتراما، فقال سبحانه: (الرجال قوامون على النساء) [النساء:٣٤]. وحين سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل الأعمال، أفلا نجاهد؟ قال: عليكن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة. [رواه ابن خزيمة]. كما بنت أمر الأطفال على حسن التنشئة، وغرس الأخلاق، ومناسبة الأعمال للأعمار والقدرات العقلية والجسمانية. وحين جاء ابن عمر رضي الله عنهما يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج للقتال، رده رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبله، فلما أتاه يوم الخندق يستأذنه أذن له. [رواه البخاري]. وهذا لأنه في العام الأول كان صغيرا لم يبلغ مبلغ الرجال، فلما بلغ، قبله وأذن له. كما جاءه رجل يستأذنه في الخروج للجهاد، فقال له: أحي والداك؟ قال نعم. قال: ففيهما فجاهد. [رواه البخاري]. على أن تجنيد النساء والأطفال مسألة لا سابقة لها في تاريخ المسلمين، فلم نسمع عن بلد مسلم، ولا عن خليفة ولا ملك ولا سلطان ولا أمير مسلم قد جند النساء أو استخدم الأطفال الذين لم يبلغوا مبلغ الرجال.واختتمت إن تنظيمات الإرهاب والتطرف لا ترعى حرمة دين أو وطن، ولا تهدف إلا إلى زعزعة استقرار البلاد، وإضرار العباد في كل مكان وزمان، وهو ما ينبغي أن يتكاتف في مواجهته صناع القرار في الشرق والغرب على السواء.

مشاركة :