«كتارا» للرواية العربية - مهـا محمد الشريف

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

إن المبدأ الثقافي الذي يقرر تنقية الإبداع من الشوائب، إنما هو محاولة لإعادة بناء أقسام كبيرة من الآداب يدعو إلى معيار ذي معنى جعل الرواية العربية تظفر بقارئ أخذته إلى فضائها الفسيح، ونقلته من واقع يعيش فيه إلى ذهن الروائي الذي سكب الطقوس والناس، في ساحات تتسع لكل الشخوص في الرواية، وصاغ مكون الزمان والمكان بشكل مستقل حسب أبعاد خياله، آراء كثيرة خلقت أنماطاً مختلفة حول نشأة الرواية، رغم الجدل حولها وتضارب الآراء، فقد استطاعت الرواية العربية أن تثبت انتشارها الفني والثقافي، ماجعلها تتفوق على الشعر ديوان العرب. وفي ضوء ماذكرنا كان لجائزة كتارا للرواية العربية أثر بالغ في الأوساط الثقافية وتعتبر جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي في بداية العام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة، التي عايشت وتفاعلت مع متغيرات العالم الجديد في بداية القرن العشرين، ودونت صروف هذا الزمن بكل أحزانه وأفراحه، وحظيت باهتمام كبير في الأدب العربي الحديث. وذكرت إدارة الجائزة "أن الروائي العربي كان ومازال مصدراً للإبداعات الثقافية والفنية، وساهم في إثراء الموروث الثقافي العربي والعالمي من خلال ترجمة كثير من الأعمال إلى لغات عدة. فالنصوص الروائية هي مبانٍ من القيم والمبادئ الإنسانية يتم تشييدها بواسطة اللغة، فهي منتج حضاري يثري الثقافة الإنسانية بتنوع مخزونه وتعزيز تراثه الثقافي من أجل تطوير المجتمع العربي وتقدمه". ومنحت الجائزة لعدد من الرواة ومنهم واسيني الأعرج الذي قال: "نعم نكتب لأننا نريدُ من الجرح ان يظل حيًا ومفتوحا، نكتبُ لأن الكائن الذي نحب ترك العتبة وخرج ونحن لم نقل له بعد ما كنّا نشتهي قوله نكتبُ بكل بساطة لأننا لا نعرفُ كيفَ نكره الآخرين، ولربما لأننا لا نعرفُ ان نقولَ شيئاً آخر" ويحظى "واسيني" بمكانة مميزة في المشهد الروائي العربي، واعتبر أن فوزه مؤخرا بجائزة "كتارا" للرواية العربية، يعد بمثابة نجاح للرواية الجزائرية المتألقة بشهادة وزير الثقافة الجزائري.     وحاز "واسيني" على مكانة مميزة في الفضاء الروائي العربي، واعتبر أن جائزة "كتارا" التي حصل عليها مؤخراً، تعدّ من بين أهم الجوائز التي تقدّم للمبدعين العرب ولا تقل أهمية عن جائزة بوكر العربية. وكشف وزير الثقافة الجزائري عن تكفّله بإرسال رواية "مملكة الفراشة" للمشاركة في الجائزة، وقال "إن الكاتب يكتب في عزلة، وهي مكانه الطبيعي، مضيفاً: ان أي جائزة أدبية، هي عبارة عن "حادث عرض ينتهي، لتبقى الكتابة الإبداعية". بينما يرى صاحب رواية "مملكة الفراشة" أن الكتّاب يحملون رسائل، معتبراً أن روايته التي فازت بجائزة ثانية هي جائزة النص المؤهل للإخراج السينمائي، وكالعديد من مؤلفات الأدب تظهر أن مؤلفها يشعر بما يدور في زواياها القريبة والبعيدة وتناول بالتفصيل "الحرب الصامتة التي تدور رحاها في الذات الجزائرية". يذكر أن رواية "مملكة الفراشة" صدرت منها بالجزائر إلى حد الآن خمس عشرة طبعة، وتعد من بين الروايات الأكثر مقروئية خلال السنوات الأخيرة.

مشاركة :