القمة العربية تبحث حلولا للأزمات - مها محمد الشريف

  • 3/30/2017
  • 00:00
  • 45
  • 0
  • 0
news-picture

قبل تسوية التحالفات والتحالفات المضادة في منطقة الشرق الأوسط لسنوات قادمة، إزدادت وتيرة الصراعات الأكثر شراسة، وتفاقمت العلاقات المتنافرة، ولم يأخذ العمل السياسي نحو إلغاء التقسيم - تقسيم المجتمعات وانشطار الإنسان في بيئته ووطنه - وبذلك تم إقالة الدولة عن مهماتها السيادية. تم البيع لأطراف خارجية حتى ضاعت الأرواح ولم تحصل على شيء آخر إلا ويلات الحرب ودخول المليشيات الإرهابية إلى قلب الوطن العربي، ولن يبقى سراً ما نفذته أجندة إيران في العراق وسوريا واليمن، إلى جانب القتل والدمار والتعذيب والمقابر الجماعية التي التقطتها كاميرات الأفراد والمجرمين كبراهين حاقدة جرى لملمتها من حلب والموصل . صور لصدع كبير في كيان الإنسانية. وبعد هذا الإنهيار تتطلع الأمة العربية إلى القمة العربية المقرر أن تعقد في الأردن، ومدى قدرتها على حل الأزمات المستحكمة في المنطقة. وقد عبر بعض الكتاب عن شكوكهم إزاء قدرة القمة على معالجة الأزمات في الأراضي العربية، وأعرب عدد آخر عن أملهم في أن تشكل هذه القمة «نقطة انطلاق إيجابية» نحو حل تلك الأزمات. إن التأكيد على قدرة قادة الوطن العربي كبيرة وهذا المطلب يجري تهيئته إلى مصاف المهام العظيمة والآمال العربية حتى لو عقدت هذه القمة بعد فترة طويلة من الأحداث المأساوية والأزمات السياسية، لا أحد يجادل أو يعارض جهود القادة العرب على الجهود التي تدور حول كيفية تعامل القمة مع الملف السوري في ظل تعليقه عضوية سوريا في الجامعة العربية، والتي لم تكن قادرة على إنقاذ سورية، وفي الحقيقة أنّ القرار يمثل بحدّ ذاته خطوة مهمّة في العمل العربيّ المشترك، الذي لم يكن قادرا على التعامل مع الأزمة السوريّة بطريقة مجدية. ولكن هناك إجماع عربي ما زال يؤمن بضرورة مغادرة الأسد موقعه، ولهذا فإن قمة عمان توجد ساحة فسيحة لإيجاد حلول للإنتهاك الواضح من النظام ضد شعبه، ورغم كل التغيرات التي تمت على الملف السوري ميدانيا وإقليميا ودوليا، سيبقى هذا الملف على طاولة القمة، مع توقعات بخطاب مختلف أقرب إلى الانحياز من بعض الدول القريبة من النظام السوري. إن قوى الشرق الأوسط : تركيا وإيران والعرب وإسرائيل لم تعد فرضية، بل واقع رغم صراعاته وأحداثه الكبيرة، فقد أحدث جرحاً عميقاً في جسد المجتمعات الحديثة، وانتشرت في عروقها خلايا العنف والتحزب. ففي واقع الحال، لم يعد هناك من يدعو إلى آمال كبيرة باستثناء عملية السلام في الدول التي مزقتها الحرب، ونشير إلى توقعات مبشرة بإجماع عربي حول الملف اليمني، كما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مساعي القمة العربية الحالية المنعقدة في الأردن على إيجاد حل للملفات العالقة، وعلى رأسها سوريا والعراق واليمن، مؤكدا خلال جلسة وزراء الخارجية التحضيرية على أهمية التوافق. فالسؤال الذي يجب طرحه متى تتوقف إيران عن تغذيتها للأزمات العربية، وإلى متى تكسب إيران وإسرائيل دون حرب..؟ كل هذه الأسئلة لا نعلم متى نقرأ أو نسمع إجابات لها، علما أن كثيراً من الأسئلة قيد منطق ضيق للغاية إجاباتها تفتقد للوضوح «غامضة». هناك أخطار أكثر أهمية، كملف الإرهاب وعلاقته بإيران، وقدم وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني، محمد المومني، أهم الملفات التي تم بحثها مع المندوبين الدائمين في الجامعة العربية، مشيراً إلى مشاركة عدد من الشخصيات السياسية الدولية لأعمال القمة، من بينهم أيضاً المبعوث الخاص للرئيس الروسي والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، في اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب. وكشف المسؤول الأردني عن تناول ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة ليكون ضمن جدول أعمال القمة العربية، قائلاً في رد على استفسارات صحفية حول احتمالات طرح مشروع قرار إدانة التدخلات الإيرانية في المنطقة ودعم إيران لتنظيمات إرهابية. في الوقت نفسه تُطرح عدة احتمالات لعقد مصالحة بين عدد من الدول العربية، وحول ذلك قال: «المومني إن الأردن لن يدخر جهداً في تسيير أي لقاءات مشتركة». ما تزال جهود المملكة هي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط المواجهة للإرهاب رغم حربها مع حلفائها على جهتين متناقضتين في حلف دولي ضد داعش وفي حلف عربي ضد الحوثيين.

مشاركة :