المعارضة تطرد قوات الأسد من ريف إدلب وتقترب من الساحل

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

سيطر جيش الفتح على بلدة أورم الجوز وبلدة كفرنجد قرب مدينة أريحا في ريف ادلب شمال سوريا، تزامنا مع اشتباكات عنيفة في محيطها وسط قصف جوي على جبل الأربعين، بعد ساعات من إعلانه السيطرة الكاملة على المدينة التي تعد آخر معاقل النظام في ريف إدلب، ما يجعل المعارضة على أبواب الساحل السوري، وكانت بلدة أورم الجوز وجهة قوات النظام المدعومة بمسلحي حزب الله اللبناني الذين فروا من أريحا بعد سيطرة المعارضة السورية عليها، وسيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها مساء الخميس على أريحا آخر المدن في محافظة إدلب، وشوهدت عشرات الآليات التابعة لقوات النظام السوري تنسحب من المدينة، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأخلت قوات نظام بشار الأسد خلال اليومين الماضيين مطار السين (السقال) الحربي الواقع على طريق دمشق - تدمر الصحراوي من بعض المعدات عبر الشاحنات الكبيرة التي تم رصدها ليلاً وهي تخرج من مطار السين إلى مطار الضمير الحربي المجاور، حاملة سلاحاً كيميائياً كان مخزنا في المطار. من جهتها، رسمت فاليري آموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في آخر كلماتها الرسمية أمام مجلس الأمن الدولي صورة مروعة لوحشية الحرب السورية ودعت إلى عمل جماعي لإنهائها. دمشق: انسحاب الجيش وفي التفاصيل، أعلن التليفزيون السوري الرسمي انسحاب الجيش من مدينة اريحا شمال غرب سوريا، بعد معارك مع أعداد كبيرة من مقاتلي جبهة النصرة، كما قال. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: سيطر جيش الفتح «جبهة النصرة وفصائل أخرى في المعارضة المسلحة» بشكل كامل على مدينة أريحا، بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائها من حزب الله عبر الجهة الغربية للمدينة. وأضاف عبدالرحمن: كان الهجوم خاطفا، ولم يستغرق إلا بضع ساعات. إن سقوط المدينة بهذه السرعة أمر مفاجئ ومستغرب، فقد تجمعت فيها كل القوات التي انسحبت خلال الأسابيع الأخيرة من مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة. وتابع عبدالرحمن: كان في المدينة أيضا عناصر من حزب الله، لذلك كان المتوقع أن تكون المعركة قاسية، مشيرا إلى أن عشرات الآليات المحملة بالعناصر شوهدت تنسحب من المدينة في اتجاه بلدة محمبل الواقعة إلى جنوب غرب أريحا. وواصل جيش الفتح تقدمه في أريحا بعد سيطرته على أكثر من 23 حاجزاً على أطراف المدينة، فضلا عن المنطقة الصناعية وجسر أريحا داخل المدينة. انهيار الجيش ويقول الناشط الميداني خالد العيسى: إن حالة الانهيار التي أصابت جنود النظام وضباطه هي السبب الرئيسي لسقوط الحواجز بهذه السرعة، حيث تم رصد عدة مكالمات بين الضباط وهم يحمّلون قيادة النظام مسؤولية تركهم يواجهون مصيرهم، ما دفع بعضهم للفرار من أريحا قبل اقتحامها. ويضيف: إن أكثر من عشرة جنود وضباط انشقوا قبل بدء المعركة بأيام وأخبروا المعارضة بأن قوات النظام تتخذ من عشرات المدنيين دروعا بشرية، خوفا من سيطرة المعارضة المسلحة على المدينة، وللحصول على فرصة انسحاب آمن لهم. ويؤكد العيسى أنه بعد السيطرة على أريحا لم يتبق لقوات النظام في محافظة إدلب سوى حاجز القياسات وبلدتي بسنقول ومحمبل ومطار أبو الظهور العسكري. جبل الأربعين من جهته، قال القائد الميداني محمد عبداللطيف: إن الثوار سيطروا أولا على حاجزي الصناعة وجسر أريحا، ثم نقلوا الاشتباكات إلى داخل أريحا، وتمكنوا من قتل عدد من الجنود وتدمير ثلاث دبابات، ما دفع قوات النظام للهروب إلى حاجز القياسات بالقرب من بلدة بسنقول. ويضيف عبداللطيف: إن أريحا تعتبر خط الدفاع الأول عن القرى الموالية للنظام في سهل الغاب بمحافظة حماة، وان السيطرة عليها ستمكن قوات المعارضة من نقل المعركة لمعاقل النظام في سهل الغاب والساحل السوري. ويعد جبل الأربعين أحد جبال سلسلة الزاوية التي تقع في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا بالقرب من أريحا، ويعد من أهم النقاط التي سيطرت عليها المعارضة في ريف إدلب، كونها تطل على طريق إدلب اللاذقية الذي يعد من أهم خطوط الإمداد باتجاه الساحل وإدلب. ونقلت الجزيرة عن أبي مصطفى قائد كتيبة سعد بن معاذ قوله: إن جبل الأربعين كان بمثابة الحصن الذي يستعمله النظام لحماية أريحا، مضيفا: لذلك فقدنا عشرات المقاتلين أثناء الهجوم على جبل الأربعين، بينما تمكنا بعد السيطرة عليه من انتزاع أريحا خلال ساعة واحدة. وتمكن جيش الفتح خلال الأسابيع الأخيرة من السيطرة على مناطق عدة في محافظة إدلب، أبرزها المدينة، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة. وبانسحاب النظام من أريحا، فلن يبقى له، وفق عبدالرحمن، في محافظة إدلب، إلا مطار أبو الضهور العسكري، وبعض الحواجز بين أريحا وجسر الشغور، بالإضافة إلى بلدتي الفوعة وكفريا. وتستند أريحا من الغرب إلى منطقة جبلية تملك امتداداً مع محافظة حماه، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات الأسد. إخلاء مطار «السين» وأخلت قوات نظام بشار الأسد خلال اليومين الماضيين مطار السين (السقال) الحربي الواقع على طريق دمشق - تدمر الصحراوي من بعض المعدات عبر الشاحنات الكبيرة التي تم رصدها ليلاً وهي تخرج من مطار السين إلى مطار الضمير الحربي المجاور عبر الطريق الواصل بين المطارين. وأكد هشام، الضابط المنشق من مطار السين قبل نحو عام، لـالسورية نت أن نظام الأسد يمتلك سلاحاً كيماوياً في المطار، ونقل عن مصادره داخل المطار أن قوات النظام نقلت هذا السلاح في اليومين الماضيين إلى مطار الضمير البعيد 45 كيلو مترا. وأوضح العقيد المنشق زياد أن المطار يأتي في مقدمة المطارات التي يعتمد عليها سلاح الطيران التابع للنظام في طلعاته الجوية التي تستهدف نقاط تمركز قوات المعارضة، والأحياء السكنية في المدن الخارجة عن سيطرته. وأضاف العقيد زياد: إن المطار إحدى المحطات المهمة التي يتم من خلالها جلب شحنات الأسلحة والتموين بالإضافة إلى مئات المرتزقة الشيعة من العراق وإيران، ومن ثم نقلها للداخل السوري، عبر طائرات اليوشن التي لا تفارق مدرجات المطار. الانسحاب وأشار الناشط الإعلامي أبو حذيفة إلى أن فصائل المعارضة السورية في القلمون الشرقي سبق لها أن حاصرت المطار المذكور في معركة عواصف الصحراء العام الماضي، وقال: إن قوات النظام استماتت حينها بالدفاع عنه مستخدمة السلاح الكيماوي وطائرات ميغ 29 الحديثة ضد المعارضة السورية، كما أنها خسرت ما يزيد على 300 جندي. واوضح أبو حذيفة: لأسباب غير معروفة تعمل قوات النظام على الانسحاب وتفريغ المطار، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول التمهيد لتسليم المطار لما يسمى تنظيم داعش، على غرار ما حدث في مدينة تدمر شرق حمص، التي انتهت معاركها بانسحاب قوات النظام ودخول مقاتلي التنظيم إليها. يشار إلى أن مطار السين يبعد نحو 80 كيلو متراً عن شمال شرق دمشق، ويحوي 36 حظيرة إسمنتية ومدرجين أحدهما بطول ثلاثة كيلو مترات والآخر بطول كيلو مترين ونصف، ويضم طائرات نوع ميغ 21 وميغ 23 وميغ 25، وسرباً من طائرات سوخوي 24 القاذفة، وطائرات تدريبية ومروحيات متنوعة. ويمتلك دفاعات جزئية نوع يام 6 وسام 3 بالإضافة إلى رادارات محمولة قصيرة التردد. دعوة لإنهاء النزاع من جهتها، وجهت مساعدة الامين العام للامم المتحدة لتنسيق المساعدة الانسانية ومنسقة المساعدات العاجلة للمنظمة الدولية المنتهية ولايتها فاليري اموس نداء للقوى الكبرى من اجل وضع حد للنزاع المستمر منذ اربع سنوات في سوريا. وقدمت اموس في تقريرها الاخير امام مجلس الامن الدولي قائمة بالأعمال الوحشية المستخدمة لترويع السكان من قصف اسواق وهجمات على منشآت طبية وعرقلة وصول المساعدات واستخدام الكلور. وقالت اموس: منذ اكثر من اربع سنوات نرى سوريا تغرق في اليأس اكثر فأكثر وبشكل فاق اسوأ توقعات المراقبين. وأضافت امام الاعضاء الـ15 لمجلس الامن: اعلم أن لا اجابات او حلول سريعة. لكن لا يمكننا التخلي عن السوريين ليواجهوا مزيدا من المآسي. وتنتهي مهام اموس بعد اكثر من اربع سنوات في احد اكثر المناصب تطلبا في المؤسسة الاممية مع تضاعف طلبات المساعدات الانسانية بسبب النزاعات في مختلف انحاء العالم. وقالت اموس: من اجل سوريا وأجيالها المقبلة، على هذا المجلس ان يتجاوز خلافاته السياسية لإيجاد حل لما يبدو انها مشاكل مستعصية. واشارت اموس الى ان 422 الف شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا وفي ظروف صعبة جدا، وان وكالات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المتعاونة معها عاجزة عن الوصول الى قسم كبير منهم. ووجهت اموس انتقادا للمجلس قائلة: ان مثل هذا الرقم لو تم طرحه في بدء النزاع فإن اعضاء مجلس الامن لما كانوا اعتبروه ممكنا. لكنه بات امرا مسلما به اليوم. ويحل محل اموس النائب البريطاني السابق ستيفن اوبراين، الذي كان موفد الحكومة البريطانية الى دول الساحل في افريقيا. إجلاء روس وأفادت تقارير اخبارية بأن طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية وصلت امس الجمعة إلى العاصمة الروسية موسكو قادمة من سوريا، وعلى متنها 80 مواطنا أغلبهم من روسيا، أبدوا رغبتهم بمغادرة البلاد. ونقلت شبكة روسيا اليوم الإخبارية الروسية عن المكتب الصحفي لوزارة الطوارئ أن الطائرة طراز إيل76- القادمة من مدينة اللاذقية هبطت في مطار دوموديدوفو بموسكو، وكان على متنها 80 راكبا، منهم 66 مواطنا روسيا و7 من بيلاروس و4 أوكرانيين و3 أوزبكستانيين، مشيرا إلى أن من بين الركاب 34 طفلا بينهم أطفال رضع.

مشاركة :