إدلب - وكالات: بسط جيش الفتح سيطرته على بلدة أورم الجوز القريبة من مدينة أريحا، وذلك بعد ساعات من إعلانه السيطرة الكاملة على المدينة التي تعدّ آخر معاقل النظام في ريف إدلب شمالي غربي سوريا. وكانت بلدة أورم الجوز وجهة قوات النظام المدعومة بمسلحي حزب الله اللبناني الذين فروا من أريحا بعد سيطرة المعارضة السورية عليها. وجاءت سيطرة جيش الفتح على أريحا بعد ساعات من بدء عمليات اقتحام المدينة ضمن ما أطلقها جيش الفتح في وقت سابق بمعركة "بدء الزحف". وقد أظهرت صور بثت على الإنترنت مشاهد من عمليات اقتحام مقاتلي حركة أحرار الشام وجبهة النصرة التابعين لجيش الفتح لعدد من نقاط ومواقع كانت تتمركز فيها قوات النظام السوري وميليشيات موالية له على أطراف مدينة أريحا قبل اقتحام المدينة بالكامل والسيطرة عليها. وتظهر الصور مشاهد في فترات زمنية مختلفة لعمليات الاقتحام وبينها الحارة الشرقية لمدينة أريحا، وكذلك لاشتباكات ليلية بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام داخل مدينة أريحا. وكان جيش الفتح أعلن ظهر الأربعاء بدء معركته للسيطرة على أريحا وجبل الأربعين وبلدتي معترم وكفرنجد في ريف إدلب، وقد أكّد مراسل الجزيرة نت أن جيش الفتح سيطر على تلة أرشايا قرب معترم وعلى جبل الأربعين بشكل كامل. وأفاد ناشطون بأن "جيش الفتح" سيطر أيضًا على بلدة كفرنجد غربي أريحا، تزامنًا مع اشتباكات عنيفة في محيطها وسط قصف جوي على جبل الأربعين. وقال حسام أبو بكر القائد الميداني في حركة أحرار الشام المشاركة في جيش الفتح إن السيطرة على أريحا تجعل المعارضة المسلحة على أبواب الساحل السوري. وأضاف إنه لا يستبعد انهيار النظام وسقوطه بشكل كامل قريبًا. من جانبه، أعرب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن استغرابه لهذا السقوط المفاجئ للمدينة رغم الوجود الكثيف لقوات النظام وحزب الله فيها. وبسيطرة المعارضة على أريحا، لم يبق للنظام في ريف إدلب سوى مطار أبو الضهور العسكري الواقع على بعد أكثر من عشرين كيلومترًا جنوب غرب المدينة، وقريتي الفوعة وكفرية، بالإضافة إلى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية. من جانبه، أوضح مصدر أمني سوري أن انسحاب الجيش من أريحا كبرى مدن محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، مرتبط بـ"تقلص هامش المناورة" المتاح أمام وحداته، بعد هجوم جيش الفتح. وقال المصدر "أخلت وحداتنا مواقعها الخميس من مدينة أريحا بعدما باتت مناطق مناورة الجيش محدودة"، مضيفًا إنه "نتيجة لتقديرات عسكرية اتخذت قواتنا القرار بالانتقال إلى مواقع جديدة في محيط المدينة والتحضير للمرحلة المقبلة". وتحدث المصدر الأمني عن "اعتبارات" عدة أملت اتخاذ قرار الانسحاب أبرزها "تجنيب المدنيين المعركة أو تعريض المدينة للدمار، ونقل القوات إلى وضعية تكون فيها قادرة بشكل أكبر على إتمام عملها". وتأتي خسارة قوات النظام لأريحا بعد سيطرة مقاتلي جيش الفتح خلال الأسابيع الأخيرة على مناطق عدة في محافظة إدلب، أبرزها مدينة إدلب، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة. لكن المصدر الأمني قال إن "إخلاء الجيش لهذه المواقع يرتبط بالخطط العسكرية، وما فيها من أولويات وحسابات تفرض نفسها على متخذ القرار وتشكل مرتكزًا لما سيأتي لاحقًا". وأضاف "لقواتنا تواجد في مناطق معينة في محافظة إدلب ودخول المسلحين إلى منطقة ما لا يعني فقدان السيطرة عليها أو أنها باتت آمنة للمسلحين فهم تحت ضربات مختلف الوسائط النارية، كسلاح الطيران والمدفعية وسلاح المشاة". وغالبًا ما يعمد الطيران الحربي التابع للنظام بعد انسحاب قواته من منطقة ما إلى قصفها جوًا. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تعرض مناطق في أريحا لقصف جوي من قبل الطيران الحربي".
مشاركة :