تركيا "تتوعد" الأسد بعد سيطرة الجيش السوري على معرة النعمان

  • 1/29/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

هدّدت تركيا الجيش السوري، الثلاثاء، بالرد على أي هجوم ضد نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب، على وقع تقدمه في جنوب المحافظة وسيطرته على مدينة معرة النعمان أبرز معقل للجماعات الجهادية والمقاتلة في تلك الجهة، ومحاصرته لنقطة مراقبة تركية جنوب شرقي المدينة. وكان الجيش السوري نجح الثلاثاء، في بسط نفوذه على معرة النعمان الاستراتيجية التي تعد ثاني أكبر مدن جنوب إدلب والتي يمر عبرها الطريق الدولي حلب دمشق المعروف بـ”أم 5”. ويأتي هذا التطور بعد السيطرة على قرية كفروما، ليطبق بذلك على معرة النعمان، التي تعد معقلا رئيسيا لمسلحي “هيئة تحرير الشام” التي تقودها جبهة فتح الشام (النصرة سابقا). وخلال الأيام الماضية، استعاد الجيش السوري، في إطار هجوم واسع، أكثر من 15 قرية وبلدة في المنطقة، وقطع الطريق الدولي بين معرة النعمان وسراقب، وسط أنباء على أن تركيا سارعت الثلاثاء، بإنشاء نقطة مراقبة جديدة بالقرب من الأخيرة. ويقول نشطاء من المعارضة السورية إن التهديد التركي ليس سوى محاولة لذر الرماد على العيون، حيث من الواضح أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان تخلى بالواضح عن إدلب في إطار اتفاق مقايضة جديد مع الجانب الروسي. ويقول أحد النشطاء إن النظام السوري ليس في وارد استهداف نقاط المراقبة التركية حيث أن لا مصلحة له في ذلك، وهو يدرك أن أنقرة ستضطر بمفردها لإخلاء تلك النقاط مع سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد على كامل المحافظة ومحيطها حيث لن يكون هناك داع لبقائها. وحذرت وزارة الدفاع التركية في بيان “سنردّ دون تردد في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس على أي محاولة تهديد لنقاط المراقبة التركية في المنطقة”. واتهمت الوزارة الجيش السوري بخرق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في إدلب في 12 يناير “عبر مواصلته قتل المدنيين الأبرياء” والتسبب بـ”مأساة إنسانية كبرى”. وأعلنت تركيا أواخر ديسمبر الماضي أنها لن تنسحب من نقاط المراقبة في منطقة إدلب شمال غرب سوريا حيث كثفت القوات السورية بدعم من الطيران الروسي غاراتها منذ 16 ديسمبر. وينتشر الجيش التركي في نقاط مراقبة في منطقة إدلب بموجب اتفاق تم التوصل إليه في سبتمبر 2018 بين موسكو حليفة النظام السوري وأنقرة الداعمة للمجموعات الجهادية والمقاتلة. وكان الاتفاق يهدف إلى تفادي عملية للجيش السوري في المنطقة التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، حيث يعيش 3 ملايين شخص. وحاصرت القوات السورية في 23 ديسمبر إحدى نقاط المراقبة التركية بعد زيادة توسعها في إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويقول محللون إن تركيا تفقد تدريجيا نفوذها في سوريا في ظل عجزها عن مجاراة الجانب الروسي، وتوتر علاقتها مع الولايات المتحدة. ويشير خبراء عسكريون إلى أن العملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري بدعم روسي شبيهة إلى حد بعيد بتلك العمليات التي جرت في الغوطة الشرقية وقبلها حلب، والهدف منها استعادة كامل المحافظة ومحيطها، على خلاف تكهنات البعض الذين ربطوا التصعيد الجاري منذ ديسمبر برغبة الحكومة السورية في بسط نفوذها فقط على الطريق الدولي “أم 5”. وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الثلاثاء، أن بلاده لن تتهاون مع الإرهابيين في محافظة إدلب. وقال الوزير الروسي خلال لقائه بنظيرته في دولة جنوب السودان، “يحتاج المقاتلون من الجماعات المسلحة إلى التوقف عن الاتصال بالإرهابيين بأي شكل من الأشكال، ويجب أن يستسلم الإرهابيون، لأنه لا يمكن أن يكون هناك رحمة معهم”. ولفت لافروف إلى أنه “في جميع اتفاقات وقف إطلاق النار، تم إنشاء ممرات إنسانية خصيصا للمدنيين، لمغادرة هذه المنطقة، لكن الإرهابيين يواصلون ضرب هذه الممرات الإنسانية، ويمنعون المدنيين من الخروج، ويحاولون الاحتفاظ بهم كدروع بشرية”. وأعلن لافروف، أن روسيا وتركيا اتفقتا على وضع إجراءات عمل واضحة لفصل المعارضة المسلحة عن الإرهابيين في سوريا. وتجدر الإشارة إلى أن هيئة تحرير الشام المصنفة دوليا إرهابية تسيطر على أكثر من نصف مساحة إدلب فيما يتوزع باقي المساحة على جماعات أخرى أكثر راديكالية، وفصائل معتدلة.

مشاركة :