بعد أن استعاد الجيش السوري الأربعاء مدينة معرة النعمان الإستراتيجية في شمال غرب سوريا، التي كان تسيطر عليها فصائل مقاتلة وجهادية، يسعى إلى التوجه نحو بلدة سراقب، التي أصبحت شبه مهجورة في الأيام الأخيرة إثر القصف العنيف. ووضعت قوات النظام، وفق المرصد ومراقبين، مدينة سراقب نُصب أعينها. ولا تكمن أهمية سراقب بأنها تقع على الطريق "إم 5" فقط، بل بإنها نقطة التقاء لهذا الطريق مع الطريق الدولي الأخر "إم 4" والذي يربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غرباً. وتدور حالياً اشتباكات عنيفة جنوب سراقب، وقد باتت قوات النظام على بعد خمسة كيلومترات منها، وفق المرصد، الذي أشار أيضاً إلى استمرار المعارك غرب حلب، حيث حققت قوات النظام أيضاً تقدماً ملحوظاً. ولا يزال هناك 50 كيلومتراً من الطريق الدولي خارج سيطرة دمشق، تعبر غالبيتها ريف حلب الغربي. وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، منذ ديسمبر تصعيداً عسكرياً للجيش السوري وروسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق والذي تعول عليه الحكومة لإحياء النشاط الإقتصادي المتدهور جراء تسع سنوات من النزاع. وتعتبر سيطرة الجيش السوري على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية، تهديدا مباشر للنفوذ التركي شمال البلاد. ويأتي التقدم السوري في الجبهة شمال البلاد بدعم من قوات الجيش الروسي الذي كان له دور مفصلي في استعادة النظام السوري سيطرته على أغلب مناطق البلاد وفي طريقه إلى القضاء على آخر جيوب المعارضة السورية. ويتواصل التصعيد العسكري في المنطقة، مما خلّف مقتل عشرة مدنيين جراء ضربات شنتها طائرات روسية على مدينة أريحا في جنوب محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس. وأوضح المرصد أن إحدى الغارات استهدفت عند منتصف الليل محيط فرن في مدينة أريحا ما أدى إلى مقتل 7 مدنيين بينهم 5 نساء وطفل، فيما قتل الآخرون في غارات على مشفى جراحي. وترتفع بذلك حصيلة قتلى الضربات الجوي التي تنفذها روسيا، حليفة دمشق، إلى 21 مدنيا خلال الـ 24 ساعة الماضية، بحسب المرصد. وعقب الهجوم، خرج طبيب يكسوه الغبار وهو يصرخ من مشفى الشامي الجراحي الذي تضررت جدرانه، وبالقرب منه انهارت ثلاثة أبنية بالكامل. وسمع المراسل صراخ نساء وأطفال فيما كان رجال الإنقاذ يبحثون عن جثث تحت الأنقاض. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وتنشط فيها فصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً. ودفع تصعيد قوات النظام السوري منذ ديسمبر بـ358 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، وخصوصاً معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً، وفق الأمم المتحدة. وبين هؤلاء النازحين 38 ألفاً فروا بين 15 و19 يناير، غالبيتهم من غرب حلب.
مشاركة :