محمد سليم شاب يتحدى إعاقته ويفرض نفسه في ساحة التحرير

  • 1/30/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقف المتظاهر محمد سليم وسط شارع الجمهورية في بغداد، مستنداً إلى عكازته، في المنطقة ما بين ساحة التحرير وساحة الخلاني، التي تراصفت فيها عجلات التكتك، إثر انسحاب قوات الشغب، وتراجعها، باتجاه ساحة الوثبة، بعد اشتباكات ليلية عنيفة، خلّفت الكثير من الأحجار والآثار الأخرى في الشارع، فيما يرفع سليم العلم لعراقي، وهو السلاح الأهم في صد كل محاولات الاعتداء على ساحات التظاهر والاعتصام. وفيما انتقلت «المنازلة» إلى الطرف الآخر من ساحة الخلاني، وصولاً إلى ساحة الوثبة، بقي الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن درع التحرير، واعتلى عدد من زملائه المبنى القديم لاتحاد الصناعات العراقي، ضمن مهام الحراسة. العكازة للمشي والتصدي المتظاهر محمد سليم أحد الملتحقين الأوائل في ساحة التحرير، منذ انطلاق الانتفاضة في الأول من أكتوبر الماضي، وعلى الرغم من إعاقته، وقطع إحدى رجليه، بقي مواظباً على المشاركة في التظاهر، والتقدم في الخطوط الأمامية، مستخدماً عكازته في المشي، وفي التصدي عندما يقتضي الأمر. ويقول سليم، الذي كان يعمل بائعاً للصحف، إن الأحزاب الحاكمة، والمحكومة بالأمية السياسية، لم يدركوا، ومازالوا، أن الشباب والفتية أكثر وعياً وفهماً منهم في مجريات السياسة، وأكثر شجاعة في مواجهة المصاعب، التي ينشغل عنها الساسة بصفقات الفساد والتآمر والترف، ولم يتعبوا أنفسهم بالتعلم، أو بالثقافة. إعادة توجيه ويراهن محمد سليم على رجله الأخرى، لو جاءه عشرة من السياسيين وقالوا إنهم قرؤوا كتاباً أو كتابين رصينين طوال السنوات الأخيرة، أو تابعوا ما تنشره الصحافة، باستثناء تصريحاتهم السمجة، مشيراً إلى أن جيل الشباب المتظاهر نجح في تلقين كهول السياسة درساً في الوطنية، حيث أعادت التظاهرات القداسة للوطن، وهذا ما لم يستطيعوا استيعابه طوال فترة حكم أحزابهم، التي تميزت بالولاء للفرد وللكسب الحرام فوق الولاء للوطن. ويضيف، إن «شباب الثورة استطاعوا بأجسادهم النحيلة إعادة توجيه بوصلة الشعب نحو الوطن وفضحوا زيف الأحزاب ورموزها الممسوخة».  ويواصل محمد سليم عمله في ساحة التحرير، ضمن اللجان الثقافية، إضافة إلى التظاهر، ويقوم بحثّ المعتصمين على الاهتمام بالقراءة، وفي صبيحة كل يوم يتوجّه إلى المخيمات كافة، يوزع عليها ما يتيسر من صحف ومنشورات، وما تصدره الساحة من مطبوعات، في المجالات كافة. الثورة فاجأت العالم  ويختم روايته بالقول، إن ثورة أكتوبر العراقية فاجأت العالم وأذهلته، بما لم يكن يتوقعه، في عفويتها وجماهيريتها الهائلة ونضج أفكارها، وتصديها لحكومة الميليشيات الشرسة، ولعل الأكثر من ذلك تضاعف جماهيرها ومقاومتها، كلما ازدادت شراسة المقابل، وكأن الشباب كلهم نذروا أنفسهم للموت من أجل الوطن.. إنه شعب يستحق بجدارة أن يكون له وطن.  طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :