في 14 يناير 2020، شهد الشارع السوداني، حالة توترات؛ إذ أقدم مجموعة من منتسبي جهاز المخابرات، على إطلاق النار بشكل عشوائي، وإشعال حالة التمرد، بمناطق عدة، في العاصمة الخرطوم.وبدأت التوترات في عدد من مقرات هيئة العمليات، وعلى رأسها، مقر حي كافوري، في مدينة بحري شمالي الخرطوم، ومقر حي الرياض وسط الخرطوم، إضافةً إلى مقرات الهيئة، في سوبا جنوب شرقي العاصمة، ومدينة الأبيض غرب السودان؛ ما أدى إلى إغلاق المجال الجوي، أمام حركة الطيران الداخلي والدولي.وحمَّل وجدي صالح، القيادي في قوى الحرية والتغيير، إدارة جهاز الأمن والمخابرات، مسئولية الأحداث، التى أدت إلى هلع، في أوساط سكان العاصمة، ومناطق أخرى.وقال «صالح»: إن الهدف الأساسي من تمرد قوات هيئة العمليات، هو ضرب الثورة، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تصدت بقوة للتمرد الذي قام به بعض منسوبي الهيئة.وألقت السلطات السودانية القبض على مجموعة من المتمردين، من هيئة العمليات التابعة لجهاز الاستخبارات.وسلط تقرير لموقع «قطريليكس»، المتخصص في كشف فضائح نظام الحمدين، الضوء على زيارة قام بها رئيس الأركان القطري، «غانم بن شاهين الغانم »، إلى الخرطوم، في 4 يناير 2020، قائلًا: إن هدفها الأساسي جمع ومعرفة المعلومات التي وصلت النظام السوداني عن التدخل القطري، إضافةً إلى محاولة التغطية على تلك التدخلات.والتقى رئيس الأركان القطري، مجموعات من عناصر الإخوان، ووضع خطة سريعة؛ للتحرك ضد الحكومة وبث الخلافات في الشارع؛ بهدف إسقاطها.وترغب قطر في إسقاط حكومة «عبدالله حمدوك»؛ نظرًا لكشفه الدور الذي تلعبه قطر في السودان، من زعزعة الأمن، ومحاولة الإساءة للدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في الخرطوم، وفقًا لموقع «قطريليكس».بدورها، شددت قوى الحرية والتغيير على ضرورة الإسراع في إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، مشيرةً إلى أن هيئة العمليات، التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، كانت تتبع عقيدة لا تعطي الاهتمام لمصلحة الوطن.ومن ناحيته، قال محمد ثابت حسنين، الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية: إن الدور الذي تلعبه قطر حاليًّا في السودان، بمثابة الدعم حتى الرمق الأخير لإخوان السودان.وتابع حسنين أن قطر تدعم الإخوان في السودان؛ نظرًا لدعمها نظام البشير، الذي كان يعتبر حليفًا إستراتيجيًّا للدوحة، وحاولت جاهدة الوقوف جانبه؛ لمنع سقوط نظامه.وأشار إلى أن الدوحة تحاول تقديم الدعم على الأصعدة كافة؛ لاستعادة المفقود من الإخوان.وأكد أنه فيما يتعلق بإخوان السودان «الكيزان»، فإنهم يخوضون معركتهم الأخيرة، التي تمثل لهم طوق النجاة من الموت السياسي لجماعتهم في البلاد، وبالتالي، فإنه لا مناص لهم سوى إحداث الفوضى؛ لضمان الحصول على جزء ولو قليل من الوجود في المشهد السياسي.ويرى الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن الجماعة حاولت العودة من جديد إلى سجال العمل السياسي، والانخراط في الحياة مرة أخرى، من خلال تشكيل حزب سياسي، يمكنهم من تحقيق غايتهم؛ لعلهم يجدوا ضالتهم، لكن تلك الخطوة كان مصيرها الفشل؛ حيث نفرهم الشعب السوداني، وصدرت أحكام بحل الحزب الوليد.وبحسب «حسنين»، فإن الكيزان لجئوا لاستخدام سلاح الفوضى، ووضع السودان في حالة انفلات أمني؛ لتعقيد المشهد، وراهن الكثيرون على وعي الشعب السوداني وتكاتفه مستقبليًّا؛ لعبور تلك المحنة؛ ما يعد خلاصًا من تلك الأزمة والتطلع نحو سودان مستقر.
مشاركة :