أعلن الجيش السوري، أمس الأربعاء، تطهير مدينة معرة النعمان الاستراتيجية شمال غربي سوريا، التي كانت تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام»؛ (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مسلحة متحالفة معها؛ بعد أسابيع من العمليات العسكرية، ليقترب أكثر من تحقيق هدفه، باستعادة طريق دولي استراتيجي، وسط أنباء عن أن وجهته القادمة هي بلدة سراقب بريف إدلب، في وقت اتهمت وزارة الدفاع الروسية، واشنطن بعرقلة استعادة الحياة الطبيعية في سوريا؛ عبر العقوبات؛ ومنع المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن واشنطن تعرب عن قلقها على حياة المدنيين فقط عند هزيمة المسلحين والإرهابيين.وذكر الجيش في بيان بثه التلفزيون السوري «تمكنت قواتنا الباسلة في الأيام الماضية من القضاء على المسلحين في العديد من القرى والبلدات». وعدد الضابط الذي قرأ البيان أسماء نحو عشرين مدينة وبلدة؛ بينها مدينة معرة النعمان، التي دخلها الجيش الثلاثاء. وانضمت معرة النعمان في عام 2011 إلى حركة الاحتجاجات ضد الحكومة في سوريا. وتحولت تدريجياً بتظاهراتها الضخمة إلى أحد رموز الاحتجاج في محافظة إدلب. وأكد بيان الجيش «ملاحقة ما تبقى من التنظيمات المسلحة إلى أن يتم تطهير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب بمختلف مسمياته». وأسفرت المعارك الدائرة، منذ يوم الجمعة، عن استعادة المدينة والقرى المحيطة بها، كما أسفرت عن مقتل 147 جندياً من القوات الموالية لدمشق، و168 مقاتلاً من الفصائل المسلحة، وفق المرصد السوري. واستمرت المعارك، أمس، جنوبي محافظة حلب، القريبة من الطريق السريع، حسبما ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن. وتتمركز القوات الحكومية في محافظة إدلب، الآن على بعد نحو 10 كلم إلى الجنوب من مدينة سراقب، التي تقع بدورها على هذا الطريق السريع، وفقاً لنفس المصدر. من جهة أخرى، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في بيان أمس، «طوال فترة المواجهة التي تخوضها روسيا في مكافحة الإرهاب الدولي في سوريا لم يصدر بيان علني واحد من وزارة الخارجية الأمريكية؛ لدعم هذه المعركة». وعلّق كوناشينكوف على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حول قلق واشنطن العميق من الوضع في ريف إدلب والعمليات الجارية هناك، قائلاً: «جميع تصريحات الخارجية الأمريكية حيال سوريا، وقلقها المزعوم حيال حياة المدنيين ومعاناتهم، تتزامن مع إلحاق الهزيمة بالإرهابيين، وتحرير المدنيين بعد طول انتظار». وأكد المتحدث أن واشنطن تعرقل استعادة الحياة الطبيعية في سوريا؛ عبر العقوبات؛ ومنع المساعدات الإنسانية. في غضون ذلك، جددت فصائل رديفة للجيش السوري، أمس، استهداف نقاط عسكرية تركية في منطقة الراشدين بضواحي مدينة حلب؛ وذلك للمرة الثانية خلال 24 ساعة. وأكد المرصد السوري، استهداف الفصائل الرديفة لرتل عسكري تركي في منطقة الراشدين بقذائف صاروخية؛ تسببت باندلاع النيران في آلية عسكرية تركية، دون معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية. ويأتي هذا الاستهداف؛ بعد استهداف آخر من القوات الحكومية والفصائل الموالية لها، الثلاثاء، للنقطة التركية في منطقة الراشدين.
مشاركة :