نفى الشيخ الدكتور سعد الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء سابقًا رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجود أي دليل على جواز جمع الصلوات بسبب شدة البرد؛ مشددًا على أن النصوص الصريحة تدلّ على أداء الصلاة في وقتها؛ فلا يجوز تأخيرها عن وقتها من غير عذر؛ فهو معدود من الكبائر. ولفت الخثلان، خلال تعليقه أمس على حديث "ألَا صلوا في رحالكم" في برنامج "يستفتونك"، إلى أن مجرد البرد ليس سببًا للجمع بين الصلاتين ولا لترك صلاة الجماعة؛ مستشهدًا بأن المدينة النبوية كان يأتيها برد مثل الذي يأتينا الآن أو أشد، ولم يكن لدى الكثير من الصحابة سوى ثوب واحد، ومع ذلك لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع لأجل شدة البرد فقط، ولم يُنقل ذلك عن الصحابة والتابعين. وأضاف أن شدة البرد يمكن التغلب عليها بالملابس الثقيلة والتدفئة ونحو ذلك؛ ولذلك نجد أن شدة البرد لا تُعيق الناس عن مزاولة أعمالهم الدنيوية؛ فلم نجد أن الأعمال والمدارس عُطلت لأجل البرد. وأوضح الخثلان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن في الليلة المطيرة أو الباردة؛ مشيرًا إلى أن حديث "ألَا صلوا في رحالكم" يكون في السفر، وليس في الحضر، ولا تقوم به الحجة. وأردف: رأيت مَن استدل بهذا الحديث، وهو استدلال غير صحيح؛ لأن هذا ورد في السفر كما ورد في البخاري؛ مستدركًا: لكن لو صَحِب البرد عواصف باردة، ولَحِقَ الناس حرج غير معتاد ومشقة كبيرة؛ فيمكن أن يُقال في هذه الحالة بالجمع. وفنّد الاستدلال بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم "جمَع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر"؛ مشيرًا إلى أنه قيل بأنه منسوخ، وقيل إن الجمع صوري، وقيل إنه كان وباء في المدينة وجمع لأجله صلى الله عليه وسلم، وقيل إنه كان هناك مطر وعذر خَفِيَ على ابن عباس رضى الله عنه لأنه كان صغيرًا.
مشاركة :