عدد من الأئمة والدعاة يستنكرون الأحداث الإجرامية ببلدة القديح وجامع العنود بالدمام

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

صراحة - واس : استنكر عدد من الأئمة والدعاة ، الحادث الإجرامي الذي وقع في مسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بلدة القديح بمحافظة القطيف، والعمل الإرهابي الجبان الذي استهدف جامع العنود في مدينة الدمام وما نتج عنهما من إزهاق أرواح بريئة في بيت من بيوت الله، وإصابة آخرين . فقد عد إمام وخطيب جامع التوحيد بحي الملك فهد بمكة المكرمة الدكتور عادل بصفر الجريمة التي وقعت في بلدة القديح بمحافظة القطيف وجامع العنود جريمة بشعة وحادثٌ غريب على نسيج المجتمع في المملكة مشيرا إلى أن القتل العشوائي والتفجير والتدمير فضلاً عن حرمته، يعد من كبائر الذنوب . وقال : إن المرء ليتعجب وتتملكه الحيرة من هذه الجرائم ويتساءل في أي دين يدفع بإنسان أن يفجر نفسه في مسجد يؤمه مصلون لصلاة الجمعة ؟ , داعياً من يقومون بهذه الجرائم إلى أن يتقوا اللهَ فِي أَنَفُسِهمْ ، وأَلَا يكُونُوا فَرِيسَةً لِلشَّيْطَانِ، فَيَجْلِبَ عَلَيهمْ خِزْيَ الدُّنْيا، وَعَذَابَ الْآخِرَة . من جهته عد إمام وخطيب مسجد علي بن أبي طالب بجدة الدكتور رمزي بن هنيدي الوقدان قتل النفس المعصومة إثماً وجرماً غاشماً ، وذنباً هو عند الله أعظم بعد الشرك بالله لما في ذلك من إيلام المقتول وإثكال أهله وترميل نسائه وتيتيم أطفاله وإضاعة حقوقه وقطع أعماله بقطع حياته، مع ما فيه من عدوان صارخ على الحرمات وتطاول فاضح على أمن الأفراد والمجتمعات. وقال : إن ما حصل من تفجير بمسجد علي بن أبي طالب ببلدة القديح في محافظة القطيف والعدوان الآثم على جامع العنود بمدينة الدمام هو فعل آثم ،تعدوا فيه على الأبرياء وقتل الأنفس بغير الحق ، والأكبر جرماً في بيت من بيوت الله , والاعتداء على دماء وأعراض المسلمين ليس من خلق المؤمن الصالح؛ لأن الإيمان حاجزٌ قويٌ دون الشر والفساد، يأمر بالعدل وينهى عن الظلم في الدماء والأموال والأعراض والحقوق كلها، فالمؤمن حقا لا يغدر ولا يفجر ولا يغش ولا يخدع ولا يطغى . ودعا إلى زرع وجوب الانقياد لأمر الله وتعظيم ما عَظَّمَ الله والوقوف عند حدود الله في قلوبنا وقلوب الأبناء ، حيث نعظم النفس التي حرم الله، التي هي أشد حرمة من حرمة بيت الله الحرام، ونقف عند أمر الله ونهيه، فلا نزهق نفسًا حرمها الله، ولا نتعدى حدا حده الله . أما إمام جامع مبارك الغنامي بالحوية بمحافظة الطائف محمد مصلح النفيعي فقال : إِنَّنَا نَعِيشُ فِي بِلادِنَا نِعْمَةَ الأَمْنِ فِي الْأَوْطَانِ وَالصِّحَّةِ فِي الْأَبْدَانِ وَالرَّغَدِ فِي الْعَيْشِ ، وَالسَّلَامَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا ، وَلَكِنَّنَا ابْتُلِينَا مُؤَخَّرَاً بِفِرْقَةٍ ضَالَّةٍ وَجَمَاعَةٍ مُنْحَرِفَةٍ تَزْعُمُ الْحَقَّ وَتُطَالِبُ بِاسْتِقَامَةِ الدِّينِ وَلَكِنَّهَا بَعِيدَةٌ كُلَّ الْبُعْدِ عَنِ الطَّرِيقِ الْقَوِيمِ ، ترفع رَايَةَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَلَكِنَّ حَقِيقَتَها أَنَّها تقاتل أَهْلَ الإِسْلامِ . من جهته قال أمام جامع العمودية لقطاع قنونا في القنفذة أحمد بن حسن أحمد الفقيه : إن الِاجْتِمَاعُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ.. فَبِالِاجْتِمَاعِ تَأْتَلِفُ الْقُلُوبُ، وَتَزْدَادُ الْقُوَّةُ، وَتُهَابُ الْأُمَّةُ، وَيَتَحَقَّقُ الْأَمْنُ , وَبِالْفُرْقَةِ تَسْتَوْحِشُ الْقُلُوبُ، وَتَتَنَافَرُ النُّفُوسُ، وَتَذْهَبُ الرِّيحُ، وَيَتَحَقَّقُ الْفَشَلُ، وَتُسْتَبَاحُ الْأُمَّةُ، وَيَنْتَشِرُ الْخَوْفُ , وَمَا نَالَ الْأَعْدَاءُ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ، وَلَا عَلَوْا عَلَيْهِمْ إِلَّا بِأَيْدِيهِمْ، حِينَ أَوْقَعُوا الْفُرْقَةَ بَيْنَهُمْ، وَنَشَرُوا الضَّغَائِنَ فِيهِمْ، وَجَعَلُوا بَعْضَهُمْ يَضْرِبُ بَعْضًا. وشدد على أنَّ أَمْنَ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ ضَرُورَةٌ لِإِقَامَةِ الشَّعَائِرِ، وَضَرُورَةٌ لِلْعَيْشِ الْكَرِيمِ، وَضَرُورَةٌ لِقَطْعِ الطَّرِيقِ عَلَى الْأَعْدَاءِ المُتَرَبِّصِينَ، وَمَنْ حَوَّلَهُ إِلَى سِلْعَةٍ يُتَاجِرُ بِهَا فَبِئْسَ مَا قَالوا و بئس مَا فَعَلَوا وَمَنْ نَظَرَ إِلَى أَحْوَالِ الْبِلَادِ المُضْطَرِبَةِ وَمَا يُعَانِيهِ أَهْلُهَا مِنْ كَبَدِ الْعَيْشِ، وَكُلْفَةِ الْبَقَاءِ، وَهُوَ مُخْلِصٌ لِبَلَدِهِ وَأَهْلِهِ جَمَعَ الْكَلِمَةَ وَلَمْ يُفَرِّقْهَا، وَدَحَرَ الْفِتْنَةَ وَلَمْ يُوقِدْهَا، وَاسْتَعْلَى عَلَى مَصَالِحِهِ الشَّخْصِيَّةِ لِأَجْلِ أُمَّتِهِ وَمَصَالِحهَا، فَهَذَا هُوَ النَّاصِحُ الصَّادِقُ. وأكد إمام وخطيب جامع دف خزاعة بمحافظة الجموم مهنا بن محمد غيث الجحدلي أن القلب ليحزن وأن العقل ليذهل حين يرقب المسلم هذه الأحداث التي ابتليت بها هذه البلاد من أقوام ضلوا الطريق وتلوثت عقولهم بأفكار خاطئة , وأعمال مهما كان فاعلها فهي تتضمن مفاسد كبيرة وشروراً عظيمة فيها قتل الأنفس المسلمة ظلماً وعدواناً , مستشهداً بقوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) , ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً . وقال : إن الفرد جزء من أمن مجتمعه ,وتوطيد الأمن يستلزم أن يؤدي كل فرد مسؤوليته في حفظ الأمن .. قال صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فبالأمن والإيمان تتوحد النفوس , وتزدهر الحياة ,وتتوحد الكلمة . من جهته لفت إمام وخطيب جامع بلال بن رباح رضي الله عنه بجدة الشيخ صالح بن راجح بن رابح الجدعاني النظر إلى أن بلاد الحرمين الشريفين بلد المسلمين ، وهي بحمد الله ومنَّته منبَع الدعوة إلى الله وأمانُ الخائفين وعونُ المستضعفين، يدٌ حانية تداوي جراحَ المسلمين، تنطلق منها أعمالُ الإحسان وأنواع البرّ، وهي بفضل الله مصدَر الخير بأنواعه. ووصف ما حدَث في أحد المساجد ببلدة القديح بالقطيف وجامع العنود في مدينة الدمام من تفجير على المصلين الآمنين في مصلاهم بالاعتداء الأثم والفعل الطائش والإجرام الصريح الذي يصُبُّ في زعزعة استقرار الوطن وأمانه وتفكيك وحدته وتمزيق لحمته وإشاعَة للفوضى من أجل التدمير والتخريبِ ، وهو إزهاقٌ لنفوس محرّمةٍ وسفكٌ لدماء معصومة ومسلكٌ رخيص فاضح، وشذوذ وعدوان وإجرام يخدم أجندة خارجية ، هدفها ضرب أبناء الوطن بعضهم ببعض و زعزعة استقرار الوطن و أمنه وأمانه ووحدته وتفريق شمله . وقال لقد جمع هؤلاء المتآمرون على الوطن بين قتل النفوس المحرّمة وقتل أنفسِهم، وقد قال الله عز وجل في محكم تنزيله وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا وقال عزّ شأنه وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا وفي الحديث الصحيح عنه لا يزال المرءُ في فسحةٍ من دينه ما لم يُصِب دمًا حرامًا ويقول عليه الصّلاة والسّلام لزوالُ الدّنيا أهونُ عند الله من قتلِ رجلٍ مسلم . وأكد أن أعمال هؤلاء الخوارج مفاسدُ عظيمة، وشرور كثيرة، وإفسادٌ في الأرض، وترويع للمؤمنين والآمنين، ونقضٌ للعهود، وجرائمُ نكراء، وأعمالٌ سيّئة شِرّيرة، تثير الفتنَ ، وتشتت الجهود , وأعمالٌ تهدِّد المكتسَبات .

مشاركة :