اكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني أن "الحفاظ على أمن دول المجلس مسؤولية أبنائه بالدرجة الأولى، وأن الدفاع حاضر بقوة في أذهان قادة ومسؤولي دول المجلس"، مشيرا الى أن "الظروف التي شهدتها المنطقة في السنوات الثلاثين الأخيرة زادت من عزيمة وإصرار دول المجلس لتحقيق أهدافها". وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون في حوار أجرته مجلة "آراء حول الخليج" الصادرة عن مركز الخليج للأبحاث وتنشره يوم الاثنين المقبل ان "إنجازات الشعوب لا تقارن بالسنوات وإنما بما تحقق منها على أرض الواقع". وأضاف "الظروف والتحديات التي واجهت مسيرة مجلس التعاون، وبخاصة الظروف السياسية والاقتصادية والحروب والصراعات التي شهدتها المنطقة خلال الثلاثين عاما الماضية أثرت على مسيرة المجلس ولكنها لم توقفها أو تعطلها، بل زادت من عزيمة دول المجلس وإصرارها على المضي قدما لتحقيق أهداف المجلس". وعن التكامل الاقتصادي والاستثماري الخليجي، أكد الزياني أن "التكامل الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بين دول المجلس ركيزة أساسية لتحقيق المواطنة الاقتصادية الخليجية وزيادة معدلات النمو الاقتصادي"، معلنا إن "حجم التجارة البينية بين دول المجلس قفز من حوالي 6 مليارات دولار في عام 1984 ، إلى ما يزيد على 140 مليارا في عام 2014 ". وعلى الصعيد الإقليمي، شدد الزياني على أن "أمن اليمن جزء أساسي من أمن دول مجلس التعاون"، مؤكدا أن "من يعتدي على اليمن وشرعية حكومته، فهو يعرض أمن اليمن واستقراره والأمن الإقليمي للخطر"، موضحا أن ""عاصفة الحزم" جاءت استجابة لطلب الرئيس اليمني لحماية شعب اليمن، وأن القرار رقم 2216 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، جاء بمبادرة من دول مجلس التعاون". وحول الأوضاع في سورية، قال الزياني إن "دول الخليج تؤمن بأن حل الأزمة في سورية يكمن بالتوصل إلى حل سياسي وفق "جنيف 1"، وتدين استمرار مشاركة قوات أجنبية في مقدمتها ميلشيات حزب الله مع قوات النظام السوري في قتل الشعب السوري وتدمير ممتلكاته". وفيما يتعلق بالعراق، أفاد الزياني إن "دول المجلس تدعو دائما إلى مصالحة وطنية حقيقية، من خلال معالجة تظلمات جميع مكونات المجتمع العراقي، إلى جانب الدعوة بتعاون إقليمي ودولي واسع النطاق لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي". وعبر الأمين العام عن "تطلع دول المجلس إلى إقامة علاقات جوار بناءة ومستدامة مع إيران، وإلى مواقف ايجابية وخطوات سياسية جديدة من إيران تجاه دول المجلس". وقال إن "دول المجلس تدعو دائما الجارة المسلمة إيران إلى بناء علاقات تعاون مثمر مع دول المجلس قائمة على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات بالطرق السلمية وضرورة تسوية المشكلات القائمة، ومن بينها الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية (طنب الكبرى) و(طنب الصغرى) و(أبو موسى)". ووصف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية العلاقات الخليجية- الأميركية بأنها "علاقات تاريخية قديمة، والمصالح المشتركة بين الجانبين عديدة وتشمل مختلف المجالات"، وقال: "ان هناك حرصا واهتماما مشتركا بتطوير تلك العلاقات وتعزيزها"، موضحا أن "نتائج القمة الخليجية الأميركية التي عقدت في كامب ديفيد في 14 ايار/مايو 2015 تؤكد أن الولايات المتحدة باقية في المنطقة وتعزز من وجودها حماية لمصالحها وللحفاظ على الأمن والاستقرار فيها". وحول الشراكة الاستراتيجية مع كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية، أكد الأمين العام لمجلس التعاون أن "العمل قائم ومستمر لتعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية التي تم تأسيسها مع البلدين الشقيقين في مختلف المجالات".
مشاركة :