كعاداتنا - نحن العرب - الفكرية السيئة الكثيرة، أخذنا مصطلح (النسوية) وجعلناه في قالب القُبح المطلق، حتى أقنعنا معظم مجتمعاتنا العربية على اختلافها بأن النسوية هي نظرية اجتماعية فقط، تسعى لخرابه! تماماً مثلما فعلنا مع مصطلح الليبرالية بمفهومه الأول، الذي حرَف مبادئه بعض المثقفين العرب ووسخوه بفهمهم وممارساتهم الخاطئة، حتى جعلوا مجتمعاتنا العربية تنفر فكرياً واجتماعياً من مصطلح الليبرالية! ومن الجانب الآخر، فإن ممارسة وتعاطي بعض نساء المجتمع العربي من الناحية الفكرية والإعلامية لمصطلح النسوية شوهه وأوجد ضده أعداء مختلفين في المشارب، اتحدوا في صناعة خطاب فكري واعلامي ضد مصطلح النسوية، وهذا بسبب تلك العقليات النسائية التي حصرت احتياجاتها ومتطلباتها في زاوية الحرية المطلقة فقط، دونما الاهتمام بالجوانب الأخرى، وهذا دليل قطعي بأن معظم من يتسيّد النسوية ويقودها في المجتمع العربي نقطتهن الأولى اللاتي ينطلقن منها هي مناهضة ومعارضة الرجل في كل المسائل بصفة عامة، من دون التركيز على أهداف محصورة ومحددة تخدمهن في السير على خريطة طريق واضحة، وهذا الأمر يعكس الضعف العلمي والضيق الفكري عند تلك النساء المتسيدات لمنبر النسوية. الملاحظ للحركة النسوية في الوطن العربي يجد أن الإخوة الليبراليين يساندونها بشكل غير منهجي البتة، حيث اعتاد الليبراليون العرب في هذا الوقت أن يرددوا ما يصدر من الحركة النسوية ويكتفوا بذلك! كما يردد الببغاء الكلام الذي يسمعه، أي أن مناصرة الليبراليين للحركة النسوية هي مناصرة معنوية فقط لا فكرية يتم تناولها بالبحث والدراسة الاجتماعية والفلسفية والسياسية والايدلوجية، وهذه المناصرة الليبرالية جعلت الحركة النسوية في زيادة من الشبهات المنهجية وشيء واضح من الرفض المجتمعي.
مشاركة :