لم يتكلّم ويسمع ... ولم يرَ شيئاً | رياضة محلية

  • 5/31/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يعتبر فوز السويسري جوزيف بلاتر بولاية خامسة على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم مفاجئاً بالنسبة الى أحد على الرغم من العاصفة التي لفّت «فيفا» خلال الايام القليلة الماضية. لقد تسلم «أخطبوط العلاقات والاتصالات» بلاتر من «معلمه» البرازيلي جواو هافيلانج (99 عاما) تركة ثقيلة في 1998 عندما تربّع على عرش «جمهورية كرة القدم». وبعد سنوات عدة، افتضح امر هافيلانج، رئيس الاتحاد الدولي بين 1974 و1998 وتبيّن أنه متورط في اعمال مشبوهة ذي صلة بـ«فيفا»، فيما جرى المرور على بلاتر مرور الكرام على الرغم من انه عمل لسنوات طويلة الى جانب وفي ظل وكنف «العود» هافيلانج نفسه. ويبدو ان هافيلانج السبّاح الاولمبي السابق والذي عمل محامياً في حياته المهنية عرف كيف يخفي أعماله المشبوهة الى حين افتضح أمره، ولكن أين كان بلاتر خلال كل تلك الفترة؟ السويسري لم يُدَن طيلة هذه السنوات لكن قيل في أحد التقارير إنه كان على علم بما حصل خلف الكواليس إبّان عهد هافيلانج، لكن يبدو أنه آثر السكوت. واليوم وبعد الفضيحة التي عصفت بـ «فيفا» قبل أيام، بدا بلاتر مجدداً مثل «الغائب الحاضر» على الرغم من كونه متربعاً على رأس الهرم، إذ كيف له ألا يكتشف كل هذه المخالفات والأعمال المشبوهة التي حصلت في عقر داره ومِن قبل من وثق بهم طوال هذه السنوات؟ لقد احتفل بالفوز بولاية خامسة على رأس الاتحاد الدولي بطريقة تشبه الى حد بعيد طريقة احتفال الالماني ماريو غوتزه بتسجيل الهدف القاتل في مرمى الارجنتين في نهائي مونديال البرازيل مع فارق القدرة على الركض ومستوى صرخة الانتصار. وبينما ارتمى غوتزه في احضان زملائه بعد الهدف التاريخي تحت انظار كل من حضر الى استاد «ماراكانا» الشهير في ريو دي جانيرو، ضرب بلاتر كفاً بكف مع الأمين العام لـ «فيفا» الفرنسي جيروم فالكه الذي علت الابتسامة محيّاه ايضاً. هو انتصار شخصي لبلاتر، لا أكثر ولا اقل، وليس انتصاراً لكرة القدم التي يبدو انها كانت تُدار بالشكل من قبل السويسري، وذلك دون رقابة من قبله على ما كان يجري من اقرب المقربين اليه. حتى الساعة لم يتمكن احد من اتهام بلاتر بشيء سوى أن ما حصل من تجاوزات في «فيفا» إنما حصل في عهده، وأنه كان من الاجدى ان يستقيل من منصبه او يتراجع عن ترشحه لولاية خامسة، لهذا السبب بالذات. سيرحل بلاتر يوماً ما عن رئاسة «فيفا» بعد ان سبق له أن وعد الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة بذلك وأخلّ بالوعد، وهو سيبقى تاريخياً الرئيس الثامن الذي حكم اللعبة الاكثر شعبية، لكن الراسخ سيكون انه الرئيس الذي «لم يتكلم، لم يسمع ولم يرَ» شيئاً. * قبل ايام على انتخابات رئاسة «فيفا»، قام بلاتيني بتوجيه اتهام بالكذب الى بلاتر الذي وعد بأن تكون الولاية الرابعة الاخيرة له قبل ان يعود عن وعده ويترشح للخامسة. ويبدو ان بلاتيني كان طامعاً بالمنصب لكنه لم يرد «حرباً» مع بلاتر، بل اراد انتقالاً سلمياً للسلطة. واللافت ان الفرنسي حضن بلاتر بحرارة بعد فوز الأخير في الانتخابات ... من باب «الروح الرياضية»!

مشاركة :