يوم تاريخي ـ بريطانيا تودع الاتحاد الأوروبي بعد نحو نصف قرن

  • 2/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يوم تاريخي بالنسبة لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، حيث ستكون بريطانيا بعد منتصف الليلة خارج التكتل الأوروبي بعد 47 عاما من العمل في صفوفه. مؤيدو البريكست يحتفلون بالانتصار وأنصار أوروبا يتجرعون الهزيمة بصمت. بعد 47 عاما من عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي تغادر بريطانيا منتصف الليلة التكتل الأوروبي قبل ساعات من منتصف الليل، حيث موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد صراع دام ثلاث سنوات متتالية، تجمع مناصرو بريكست أمام مقر البرلمان الجمعة(31 كانون ثاني/يناير 2020) للاحتفال بخروج بلادهم من الاتحاد الاوروبي، لكن بالنسبة لمعارضي الخروج من التكتل فلم يكن هناك سوى الدموع. بريطانيا تنهي هذه الليلة عضويتها في الاتحاد الأوروبي استمرت زهاء 47 عاما. وفيما عبر ساسة عدة دول أوروبية عن أسفهم لخروج بريطانيا، إلا أنهم يأملون في الحفاظ على علاقات ودية وحميمية مع بريطانيا في المستقبل. من جانبها، ذكرت اليوم الجمعة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) "ضربة قوية لنا جميعا"، وذلك قبيل ساعات من خروج المملكة المتحدة الرسمي من التكتل. وجاء ذلك في بيان لميركل عبر البريد الإلكتروني حصلت وكالة أنباء بلومبرغ على نسخة منه، في تعقيب من جانبها على خروج بريطانيا من التكتل. وأكدت ميركل بهذه المناسبة عبر رسالتها الأسبوعية المسجلة بالفيديو على الرغبة في الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع البريطانيين، مشيرة إلى أن ألمانيا ترغب في أن تظل شريكا وصديقا قويا لبريطانيا "حيث إن هناك قيما مشتركة تجمعنا"، على حد قولها. وأضافت ميركل أنه حتى بعد خروج بريطانيا، فإن فكرة أوروبا يجب أن تمضى قدما، "فالدول السبع والعشرون في الاتحاد الأوروبي ستراهن على مواصلة تطوير أوروبا بصورة ناجحة". وقالت ميركل أيضا إن المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا سوف تكون هي القضية المهيمنة خلال العام الجاري. وقالت ميركل إن من الضروري إجراء مفاوضات مكثفة، "فالاتحاد الأوروبي يدخل إلى هذه المفاوضات بروح طيبة، إلا أنه أيضا يمثل مصالح الدول الأعضاء فيه"، وهناك الكثير يتوقف على البريطانيين في هذا الشأن. لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يكن لطيفا في وداع البريطانيين، فقد حذر بريطانيا من أنها لا يمكن أن تنتظر معاملتها بنفس الطريقة التي كانت تُعامل بها عندما كانت جزءا من الاتحاد الأوروبي على الرغم من أن فرنسا تريد إقامة علاقة وثيقة معها بعد الخروج. وقال ماكرون في كلمة متلفزة مخاطبا البريطانيين "لا يمكن أن تكونوا بالداخل والخارج" في وقت واحد. وأضاف "اختار الشعب البريطاني أن يترك الاتحاد ألأوروبي. لن تقع عليه نفس الالتزامات وبالتالي لم تعد له نفس الحقوق". ورغم فرحة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مهندس البريكست في مراحله الأخيرة بانتهاء أزمة بالخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا هموم ما بعد البريكست تعكر سعادته، حيث قال جونسون في بيان "مهمتنا كحكومة، أي وظيفتي، هي توحيد هذا البلد والمضي قدما". "والشيء الأهم الذي ينبغي أن نقوله الليلة هو أن هذه ليست النهاية بل هي البداية. هذه هي اللحظة التي يطلع فيها الفجر ويرفع الستار عن عمل جديد. إنها لحظة تجديد وتغيير وطني حقيقي". من جانبه، قال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال في بيان "ستتغير مكانة بريطانيا في العالم. والسؤال هو ما هو المسار الذي نمضي فيه الآن". "يمكننا أن نبني بريطانيا عالمية حقيقية ومتنوعة ومنفتحة أو أن ننكفئ على شؤوننا الداخلية، ونبادل مبادئنا وحقوقنا ومعاييرنا بتأمين صفقات تجارية سريعة، متحيزة، وفي ظل بيئة عمل متراجعة مع دونالد ترامب وآخرين". لكن البريطانيين سيقفون أمام وضع صعب وخطير يهدد وحدة البلاد بعد البريكست، فإسكتلندا ترغب مثلا في إجراء استفتاء بشأن الاستقلال من المملكة المتحدة وذلك رغبة منها في البقاء. فقد طالبت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستورغن اليوم الجمعة بإجراء استفتاء على استقلال اسكتلندا، وذلك في خضم "لحظة حزن". وتعهدت ستورغن، التي تترأس أيضا منصب الوزير الأول في إسكتلندا، في كلمة لها أمام حشد من أنصارها، ببناء "أمل في مستقبل أفضل، وأفضل لإسكتلندا". نفس الشيء يقال عن منطقة إيرلندا الشمالية، حيث اذكى البريكست فكرة الوحدة الايرلندية وذلك أيضا للبقاء في صفوف الاتحاد الأوروبي. بريطانيا اعتبارا من اليوم الأول من شهر شباط/ فبراير ستكون خارج الاتحاد الأوروبي وأمام تحديات مصيرية. ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.أ/ا.ف.ب/رويترز)

مشاركة :