لم يصدق الآسيوي «م » نفسه عندما تلقى مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص يبلغه إنه فاز معهم في السحب على مشتريات أحد المراكز التجارية في الدولة، ورغم أنه لم يتذكر ذهابه لهذا المركز من الأساس، إلا أن فرحته بالجائزة وطمعه بالفوز بقيمتها المالية جعلاه يتمادى مع صاحب المكالمة الذي طلب منه بعض البيانات الخاصة بالحساب المصرفي الخاص به لكي يودع قيمة الجائزة البالغة 100 ألف درهم في حسابه، وذلك دون أي رسوم، أو مقابل مادي. ورغم التحذيرات المستمرة من الجهات الأمنية والمصرفية المعنية بضرورة عدم الإفصاح عن أي بيانات حسابية تخص الأشخاص لأي جهات أو أفراد غير معلومة ومؤكدة لديهم، تجنباً للوقوع في أعمال النصب والاحتيال، إلا أن العامل الآسيوي لم يتردد لحظة في تقديم كامل البيانات الخاصة بالحساب التي طلبها صاحب المكالمة، سيما وأن حسابه البنكي لا يوجد به سوى دراهم معدودات لا يخشى ضياعها. لكن انتظار العامل للجائزة طال كثيراً، ليكتشف أن المكالمة لم تكن سوى محاولة للنصب والاحتيال، حيث لم يدع المتصل تلك الفرصة تضيع من يده، إذ وبالرغم من فقر صاحب الحساب، وعدم وجود رصيد وفير في حسابه، استخدم المحتال هذا الحساب في عمليات نصب أخرى، ليجد العامل نفسه متورطاً في عملية نصب لتقتاده الشرطة إلى المحكمة، بعد تقدم أشخاص ببلاغ يتهمون فيه مجهولاً بالاحتيال عليهم لإيداع مبلغ 13 ألف درهم في حساب بعينه، يعود للشخص الآسيوي، بعد أن استخدمه المحتال في الإيقاع بضحايا آخرين، وقد قضت محكمة أول درجة بحبس الآسيوي المتهم مدة ستة أشهر، والإبعاد عن الدولة بعد قضاء العقوبة. وأمام محكمة الاستئناف، برئاسة المستشار حسن إسماعيلي، أنكر المتهم علاقته بالمبالغ المودعة في حسابه، خاصة أن المبلغ المودع تم سحبه على هيئة أرصدة للهواتف المتحركة وليس بشكل مباشر، مؤكداً أنه فوجئ بتورطه في القضية، طالباً من المحكمة فرصة لتقديم ما يفيد عدم علاقته بالمبالغ المنصرفة من الحساب، لترجئ المحكمة القضية لجلسة الأربعاء المقبل.
مشاركة :