أردوغان يهدد بشن عملية عسكرية في إدلب السورية

  • 2/1/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتنفيذ عملية عسكرية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا بذريعة عدم إيفاء الجانب الروسي بتعهداته، وسعيا لإيقاف تدفق اللاجئين على الحدود التركية وحماية البلاد من أي تهديدات جديدة قد تستهدف أمنها، في وقت يطالب فيه المجتمع الدولي أنقرة بإيقاف تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الجوار. وقال أردوغان في كلمة خلال اجتماع لرؤساء فروع حزب "العدالة والتنمية" في الولايات التركية بالعاصمة أنقرة إن أي تطور في سوريا أمر بالغ الأهمية كأي تطور داخل تركيا على الأقل مضيفا "لن نبقى ولا يمكننا البقاء متفرجين حيال الوضع لا بإدلب ولا بمناطق أخرى في سوريا". ويرى مراقبون أن الرئيس التركي لم يبقى أمامه إلا الحل العسكري لإيقاف تقدم القوات السورية المدعومة من روسيا والتي تمكنت من دحر الفصائل والميليشيات المدعومة من أنقرة في محافظة إدلب مما يهدد النفوذ التركي في المنطقة. ولم يستبعد مراقبون أن تكون انتقادات أردوغان لموسكو وحديثه عن موت عمليتي أستانة وسوتشي مجرد توزيع أدوار يتشارك في لعبها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأن لهجة الحزم في الإشارة إلى روسيا مباشرة بعد أن كانت الانتقادات توجه إلى دمشق والميليشيات التابعة لإيران، تهدف إلى تهدئة الفصائل السورية القريبة من أنقرة والتي يعمل بعضها على إرسال الآلاف من مقاتليها نحو ليبيا لدعم الجهد التركي العسكري في دعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في طرابلس. ويعتقد كثيرون أن الموقف التركي المتوتر يعود لقلق أنقرة من أن تتجاوز عملية إدلب السيطرة على الطريق الدولي، وأن تفقد أنقرة خزانا جهاديا تراهن عليه في عملياتها التوسعية بالمنطقة العربية وعلى رأسها ليبيا. وسيطر الجيش السوري الأربعاء على معرّة النعمان، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، الواقعة على طريق دولي استراتيجي وذلك بعد أكثر من سبع سنوات من سيطرة الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا عليها. ويسعى أردوغان الذي اتهم روسيا بعدم إيفائها بالتزاماتها في إدلب، إلى إيقاف زحف قوات الأسد التي ترغب في تحرير المنطقة من قبضة الميليشيات الإرهابية وبسط السيطرة على كامل البلاد تقريبا، مما يحشر ميليشيات أنقرة في الزاوية ويقضي على أحلام أردوغان التوسعية. ومنذ الأسبوع الماضي تتقدم قوات حكومة الرئيس بشار الأسد بدعم من سلاح الجو الروسي بسرعة في إدلب. وسيطرت على عشرات البلدات ومن بينها مدينة معرة النعمان المهمة في المعقل الرئيسي الأخير للمعارضة في الحرب الأهلية الدائرة منذ تسع سنوات. ويزعم الرئيس التركي بأن تدخله العسكري في إدلب مرده إيقاف تدفق اللاجئين وعدم السماح بتهديدات جديدة قرب حدود أنقرة، قائلا " إن بلاده لن تسمح لتنظيم "ي ب ك/بي كا كا"، بـ"إشعال نار الفتنة والخيانة في أي مكان بسوريا". وأضاف أردوغان "سنفعل ما يلزم عندما يهدد أحد ما أراضينا. لن يكون أمامنا خيار إلا اللجوء لنفس المسار مرة أخرى إذا لم يرجع الوضع في إدلب إلى طبيعته بسرعة". وبدا أنه يتمسك بخيار تنفيذ عملية أخرى في شمال شرق سوريا حيث استهدفت تركيا في أكتوبر تشرين الأول وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصفها أنقرة بأنها جماعة إرهابية. وقال أردوغان "لن نحجم عن القيام بما هو ضروري بما في ذلك استخدام القوة العسكرية" مضيفا أن تركيا تريد الاستقرار والأمن في سوريا. وفي وقت لاحق الجمعة قال الكرملين إن روسيا تفي تماما بالتزاماتها في إدلب، لكنها تشعر بقلق عميق إزاء ما وصفته بهجمات مكثفة يشنها مسلحون على قوات الحكومة السورية وقاعدة حميميم الجوية الروسية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد شدد في تصريحات الأسبوع الجاري على أن بلاده لن تتهاون مع الإرهابيين في إدلب، وقال لافروف إن “المقاتلين من الجماعات المسلحة في حاجة إلى التوقف عن الاتصال بالإرهابيين بأي شكل من الأشكال، ويجب أن يستسلم الإرهابيون، لأنه لا يمكن أن يكون هناك رحمة معهم”. وباتت تركيا في موقف ضعيف أمام روسيا بسبب ما يربط البلدين من علاقات اقتصادية متقدّمة وحيوية بالنسبة إلى أنقرة، خاصة أن مرور أنبوب الغاز الروسي عبر الأراضي التركية كطريق لوصوله إلى أوروبا جعل من تركيا بلدا مرتهنا لهذا التحول الجيواستراتيجي. ويعتقد متخصصون في الشؤون التركية أن أردوغان، الذي سبق له أن قبل بالضغط على المعارضة للانسحاب من مناطق استراتيجية وتسليمها للقوات الروسية، لاسيما حلب، لن يتردد في تسليم مناطق جديدة مقابل صفقة ما قد تطال سيطرة تركيا على مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا

مشاركة :