تراجعت بشكل لافت في العراق نبرةُ مطالبة الولايات المتّحدة الأميركية بسحب قوّاتها من البلاد استجابة لقرار البرلمان العراقي بإخراج القوات الأجنبية. ويبدو أنّ حكومة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي قد وصلت إلى قناعة تامّة باستحالة تنفيذ القرار وعدم واقعيّته، باعتبار أن تنفيذه سيعني قطيعة بين واشنطن وبغداد لا تقدر الأخيرة على تحمّل تبعاتها. وتحدّثت مصادر سياسية عراقية عن اتصالات مكثّفة جرت خلال الأيام الماضية بين مسؤولين سياسيين وعسكريين أميركيين وعراقيين، “لتدارس كيفية إخراج حكومة عبدالمهدي من الورطة التي وضعت فيها بفعل القرار البرلماني” الذي اقتصر إصداره في أوائل الشهر الماضي على النواب الشيعة الموالين لإيران، دون مشاركة غالبية النواب السنّة والأكراد. ولم تبد الولايات المتّحدة أي لين تجاه الطلب العراقي بسحب قواتها، نظرا لكون الإبقاء على قوات لها على الأراضي العراقية يمثّل في الوقت الحالي مسألة استراتيجية تتصل بصراع النفوذ الذي تخوضه واشنطن، ليس فقط ضد إيران، ولكن أيضا ضدّ روسيا المتموقعة بقوّة على أراضي سوريا المجاورة. وفي رسالة شديدة الوضوح إلى المطالبين بإخراج القوات الأميركية من العراق، قال وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر إن واشنطن تنتظر موافقة الحكومة العراقية لنشر نظام باتريوت المضاد للصواريخ في قواعد يستخدمها الجيش الأميركي بالعراق واستهدفتها في يناير الماضي صواريخ إيرانية. ويعني تركيز منظومة الباتريوت في العراق حصول نتيجة معاكسة تماما لمسعى إخراج القوات الأميركية من البلاد، حيث سيعني زيادة عدد القوات بدل تخفيضها أو سحبها. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :