المتابع لساحتنا الإعلامية يرصد بأنّ طائفة من الإعلاميين قد هجروا أدوارهم المِهَنِيّة في محاولة خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم من خلال الرّكض الجَاد وراء التحقيقات والتقارير الاستقصائية والحوارات والأخبار الحَصرية التي تُعَزّز الإيجابيات، وتكشف السلبيات لمحاولة التغلب عليها!!. لقد ترك أولئك تلك المهام العظيمة التي جعلت من الصحافة (سلطة رابعة)، وبحثوا في ظلّ الثورة الإلكترونية عن مناصب وهمية بإنشاء مواقع أو صحف إلكترونية يكون فيها الإعلامي هو رئيس التحرير (على نفسه)؛ لأنه في الحقيقة هو المحرر والمصور والمخرج و...، و...!! والمؤسف هنا أن العديد من تلك المواقع أو الصّحف (كما يسمّونها) التي لا جهد فيها، فاعتمادها فقط على النّقل والقَصّ واللصق من هنا وهناك، أصبحت مصدرا لنشر الشائعات؛ إذ تلتقط ما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس من أخبار، وتسارع في بثّها سعيا وراء الأسبقية وكثرة المتابعين لها دون التحقّق من مصداقيتها، وما يترتب عليها من تَبِعَات قد تمَسّ استقرار الوطن وأمنه!! كما أنها غَدت مرتعا خصبا لزرع الفتن، والتّعَصّب بشتى صوره (القبلية والطائفية والمناطقية والرياضية) بما تحتضنه من أخبار ومقالات وتعليقات لافتقاد القائمين عليها للخبرة والرقابة الذاتية!! ومع الإيمان والتأكيد على (حرية الرأي)؛ لكن بشرط أن يكون منضبطا، وأن لا يتعارض مع ثوابت الدّين والأخلاق واللحمة الوطنية؛ فهذه دعوة لوزارة الثقافة والإعلام لمتابعة تلك الصحف والمواقع ومراقبة ما تنشره!!. وهذا نداء للإعلاميين الذين لهم الاحترام والتقدير للعودة للعمل الإعلامي المهني الذي يغرس قواعد العدل والحق والمساواة في المجتمع، ويساهم في تنمية الوطن، والحفاظ على أمنه في ظل ما يحيط به من مؤامرات تستهدفه. هَمْسَة: مَن يقف وراء حادثتي (مسجد العنود في الدمام، والقديح بمحافظة القطيف وقبلهما الدّالوة في الأحساء) يحاول تكرار مأساة العراق الطائفية في السعودية، وواجب أبناء هذه البلاد الطاهرة على اختلاف أطيافهم الوقوف صفا واحدا مع قيادتهم في وجه تلك المحاولات، فأَمْن وطننا مسؤولية الجميع. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :