مدينة ووهان.. نقطة التقاء استراتيجية للشرق والغرب

  • 2/2/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر مدينة ووهان الصينية، التي تسلط عليها الأضواء حالياً لكونها بؤرة فيروس كورونا الجديد، مدينة صناعية كبيرة تتمتع بموقع استراتيجي في وسط الصين وتقيم علاقات وثيقة مع فرنسا. ووهان، التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة وظهر فيها الفيروس الجديد في ديسمبر الماضي، هي عاصمة منطقة هوباي. لكنها باتت مقطوعة عن العالم منذ أن فرض عليها حجر صحّي يوم الخميس الماضي. ووهان هي نقطة التقاء محورين كبيرين هما «يانغتسي» أطول نهر في آسيا، الذي يعبرها من الغرب إلى الشرق، والمحور الشمالي الجنوبي بكين-هونغ كونغ. وكانت عاصمة إقليم هوباي شهدت تدشين أول جسر على نهر يانغتسي في 1957. وفي مؤشر على موقعها الاستراتيجي، تضم المدينة قنصليات عدد من الدول، لاسيما فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. وهي محطة ملاحية مهمة إذ تربطها رحلات مباشرة مع أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة. وعرف عن سكان المنطقة أنهم أشداء. وتعرف ووهان بمناخها الصيفي الحار، وهي تشكل، مع نانكين وشونغكينغ، واحدة من «ثلاث مناطق حارّة» مطلة على نهر يانغتسي. وبفضل موقعها في وسط الصين، استفادت المدينة في عهد ماو من استراتيجية نقل الصناعات إلى المناطق الداخلية، التي تعتبر أكثر حصانة. وهي اليوم بين مراكز الصناعات المعدنية، إذ تصمم فيها ستون في المئة من سكك الحديد للقطارات السريعة في البلاد. وتجذب مصانعها عدداً هائلاً من العمال. وقدر رئيس بلدية المدينة عددهم بنحو خمسة ملايين عامل. ووهان رائدة في التقنيات الحديثة أيضاً. وصنفها مركز «ميلكن انستيتيوت» في 2019 في المرتبة التاسعة على لائحة المدن الصينية «الأفضل أداء»، بقطاعات تتراوح بين صناعة الكمبيوترات والطب الحيوي. وتضم المدينة نحو 160 شركة يابانية تعمل في كثير من القطاعات. ووهان مركز كبير لصناعة السيارات أيضاً. ففيها تأسست شركة دونغ فينغ (رياح الشرق) ثاني شركة لصناعة السيارات في البلاد وشريكة المجموعات اليابانيتين نيسان وهوندا، والفرنسيتين بيجو ورينو. وتفيد أرقام نشرتها صحيفة «شانغليانغ ديلي» بأنها تضم أكثر من عشرة مصانع لإنتاج السيارات، وحوالى 500 شركة لتجهيزات السيارات، في قطاع تقدر قيمته بحوالي 400 مليار يوان (52,3 مليار يورو). وبلغ إنتاج المدينة نحو 1.7 مليون سيارة في 2018. ولدى بيجو ثلاثة مصانع في ووهان يعمل فيها نحو ألفي شخص. أما منافستها رينو ففتحت أول مصنع لها في الصين في هذه المدينة في بداية 2016. وتتمركز فيها شركتا «فوريسيا» و«فاليو» لقطع السيارات. وإضافة إلى وجود الشركات الفرنسية، تربط علاقات تاريخية وثقافية بين المدينة وفرنسا. وكان شطر من المدينة يحمل اسم هانكو استقبل في نهاية القرن التاسع عشر وتحت ضغط القوى الغربية، أول امتياز فرنسي شكل بداية التصنيع. وتضم اللائحة القنصلية أسماء نحو 500 فرنسي، بينما يقدم معهد «أليانس فرانسيز» دورات في اللغة ونشاطات ثقافية فيها منذ العام 2000. وتقيم جامعة ووهان المعروفة بقسم اللغة الفرنسية فيها، تعاوناً مع جامعات باريس منذ ثمانينات القرن الماضي، وكذلك مع جامعتي ليون وليل.

مشاركة :