على خلفية استمرار انتشار فيروس كورونا، وإيقاف العديد من شركات الطيران لرحلاتها من وإلى الصين، وتعليق العديد من الشركات الكبرى لأعمالها في مناطق متعددة فيها، أنهت الأسهم الأميركية تعاملات الجمعة على انخفاض كبير، ليكون شهر يناير المنتهي هو أسوأ بداية عام للأسهم الأميركية منذ يناير 2016. وخلال تعاملات الجمعة الذي مثل نهاية الأسبوع ونهاية الشهر، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 600 نقطة، وبنسبة تراجع تجاوزت 2%، في أكبر خسارة يومية لمؤشر الأسهم الأميركية الأشهر منذ شهر أغسطس من العام الماضي، كما تراجع مؤشر اس آند بي 500 بنسبة 1.77%، ليمحي كل ما حقق من مكاسب منذ بداية العام، وتراجع مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا، بنسبة 1.59%، بعد أن تسبب انتشار الفيروس القاتل في تزايد المخاوف من تأثيرات سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي، رغم الجهود الحثيثة الهادفة لإيقاف انتشاره. وبعد بداية العام على توقعات متفائلة، بتوقف الحرب التجارية بين الاقتصادين الأكبر في العالم، واستعادة النمو الاقتصادي العالمي لمعدلاته القوية، الأمر الذي تسبب في حدوث ارتفاعات كبيرة في أسعار الأسهم، ووصولها إلى مستويات قياسية أكثر من مرة، خلال أول أسبوعين من العام، تسببت الأخبار الواردة من الصين في موجات بيعية كبيرة من مستثمري الأسهم الذين سعوا إلى الاختباء في الملاذات الآمنة، كالذهب وسندات الخزانة الأميركية. وتسبب الاندفاع نحو شراء الذهب يوم الجمعة في ارتفاع سعره من جديد، ووصوله إلى 1590 دولاراً للأونصة، مقترباً من أعلى مستوى له في ما يقرب من سبع سنوات، والذي تم تسجيله خلال الأيام العشرة الأولى من العام، وقبل التوقيع على الاتفاق التجاري الأَوَّلي بين الولايات المتحدة والصين، وفي الاتجاه نفسه، ومع زيادة الإقبال على سندات الخزانة، عاود معدل العائد عليها انخفاضه، ليصل في آخر أيام الشهر المنتهي إلى 1.51% لسندات السنوات العشر، على بعد سبع نقاط أساس فقط من أدنى مستوياته على الإطلاق الذي سجله منتصف عام 2012، رغم ارتفاعه فوق 2% في آخر أيام العام المنتهي. وعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، رصد الاقتصادي المصري الأميركي الشهير محمد العريان، تراجع مؤشرات الأسهم وعوائد السندات، مؤكداً أنه سيتسبب في حيرة المستثمرين بين «اعتبار تلك النقطة فرصة جيدة لشراء الأسهم، قبل معاودتها الارتفاع»، أو اعتبارها «الصدمة الاقتصادية التي تؤدي إلى تخليهم عن الخوف من ضياع الفرصة Fear of Missing Out، أو ما يطلق عليه اختصاراً فومو FOMO». وعلى نحو متصل، لم ترحم التطورات الاقتصادية العالمية أسعار النفط الخام، حيث واصلت أسعاره انخفاضها في تعاملات يوم الجمعة، ليصل سعر خام غرب تكساس الأميركي تسليم شهر مارس القادم إلى 51.56 دولار للبرميل، وهو أقل سعر له في ما يقرب من ستة أشهر، ولتتجاوز خسائر الذهب الأسود نسبة 16% في أول شهور العام الجديد.
مشاركة :