كتب - أشرف مصطفى: أكد عدد من الفنانين المشاركين في معرض "إبداعات شبابية" أنه يُشكل حالة تحاور بين جيلين، حيث تقف العديد من الأعمال الفنية لتعكس إبداعًا شبابيًا، ولكن ربما أكثر ما يجذب الزائرين أن تلك الأعمال الشبابية تجاورها أعمال أخرى لجيل من روّاد الفن التشكيلي في قطر، وهو ما يعكس مزجًا بين جيلين، وتحاورًا فنيًا، حيث يضمّ المعرض أعمالاً لـ 23 فنانًا و3 من جيل روّاد الفن التشكيلي، وهم الذين يحلون بالمعرض كضيوف شرف، قدموا جميعًا قرابة 40 عملاً فنيًا. الفنانة جميلة آل شريم، تقول إنها تشارك في المعرض بعملين عن الخيل العربي، "والذي أحرص أن يكون حاضرًا دائمًا في أعمال الفنية، كونه رمزًا للشموخ والإباء، علاوة على ما أحرص عليه من مزج الخط في أعمالي الفنية، ما جعل لي العديد من التجارب الفنية في عالم الحرف ورسم الطير والحيوانات ذات الدلالات التراثية". لافتةً إلى أنها تتناول لوحاتها بأسلوب تجريدي فني معاصر كنوع من الرؤية الخاصة بها في الحياة لثيمة الخيل العربية والذي يجتاز كل الصعوبات ويتفوّق عليها بفخر ونجاح، وهي تلك الشخوص التي تسكن هذه اللوحات وتحيط بهذا المعنى، وأكدت جميلة أن إشراك فنانين كبار في المعرض مع الشباب يعدّ بادرة طيبة ومحفزًا للمشاركين، لافتة إلى أن هناك حوارًا بين أعمال الشباب والرواد ميّز المعرض وجذب إليه الجمهور. خبرات فنية من جانبها، تؤكد الفنانة أمل الجابر، أنها تحرص على مثل هذه الملتقيات الفنية لما لها من أثر كبير على خبرات الفنانين، وقالت إنها تشارك في المعرض بعمل تجريدي، يبرز تركيبة الأزياء الخليجية، وأن هذا العمل يحمل العديد من الدلالات المتنوّعة التي تعكس جميعها معاني الأخوة والصداقة، "وهو العمل الذي استخدمت فيه خامات مختلفة بالشكل الذي يحقق فكرته، وتأكيد هدفه الذي يرمز إليه". أما الفنانة حصة كلا، فتؤكد مشاركتها بعملين يتناولان الحروفية العربية، "وهما مصبوغان بالألوان الزيتية، ويحكي كل عمل منهما جماليات الحرف العربي، "واستوحيت فيهما الجانب التراثي للأرض والوطن في إطار من التناغم والشفافية". لافتة إلى تمكنها من إنجاز العملين خلال أسبوعين، وأكدت أن إقامة فعاليات مشتركة بين الفنانين الكبار والشباب يزيد فرص الاحتكاك الفني الذي يولد خبرات فنية جيّدة، ويكسب المعرض تنوعًا يرضي كافة أذواق الجمهور. جماليات الخيل وبدورها، قالت الفنانة جميلة الأنصاري إن المعارض المشتركة فرصة للحوار بين أجيال فنية مختلفة وكذلك للاطلاع على مدارس فنية أخرى بحيث نستفيد في عملية تبادل فنية راقية، وقالت إنها حرصت على المشاركة بعملين بالمعرض، وتمكنت من إنجاز العملين خلال أربعة أيام، وحرصت فيهما على إبراز جماليات وأصالة الخيل العربي ممزوجًا بالخط العربي من أبيات شعرية". لافتةً إلى أن رمزية العمل تكمن تارة في الغزل والأنثى، وتارة أخرى في التعبير عن المشاعر"، وعبرت جميلة عن سعادتها بأن تتجاور أعمال الفنانين الشباب مع كبار التشكيليين، وتمنت أن تتكرّر التجربة من خلال العديد من المعارض. حوار فني الفنان أحمد الأسدي، قال المعرض يُشكل فرصة للاطلاع المباشر على تجارب الروّاد والاستفادة من خبراتهم وكذلك يُشكل حالة حوار فني بين جيلين، مضيفًا: أشارك في المعرض بعملين أردت من خلالهما مخاطبة الجمهور مباشرة، وإشراك الجمهور فيما استهدفه من إبراز أيدي الإنسان، "ومفاجأتي في العمل أنني أنجزت سواعدي، وليست سواعد غيري، بحثًا عن الأمل، الذي يرمز إليه العمل". ولفت الأسدي إلى أن "كثيرين كانوا يتصورون أن عملي سيكون عن الجساسية، غير أنني أردت هذه المرة مفاجأة الجميع بعمل جديد، وفريد من نوعه، استنفد مني جهدًا مضنيًا، إدراكًا مني بأن المُشاركين بالمعرض لهم حضورهم الفني البارز، وأن عملي ينبغي ألا يقلّ عن تميّز إنتاجهم". أما الفنان مسعود البلوشي، فيؤكد أن مشاركته بالمعرض تتمثل في عملين، وقال: "أردت أن أجعلهما خارج إطار ما هو مألوف فنيًا، ويحملان رمزية تجاه ما يعانيه أطفال سوريا، وأنهم رغم كل المعاناة التي يواجهونها، فإن هناك أملاً في غد مشرق، وهو ما عبّرت عنه باللون الأزرق"،لافتًا إلى أن أهمية المعرض تكمن في جمعه عدّة تجارب فنيّة بمكان واحد.
مشاركة :