استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51، ندوة بعنوان الموروث الثقافي اليمن بين الحضارة العريقة والتهميش في ظل الظروف الحالية" وذلك بحضور مجموعة كبيرة من الباحثين والكتاب اليمنيين، ومنهم الدكتور قاسم المحبشي أستاذ بقسم التاريخ جامعة عدن، والباحث حسام أبو النجا، والباحث أحمد العرامي الباحث في التراث الشعبي، والروائي وليد دماج، والباحثة دعاء إبراهيم.وتطرقت الندوة إلى أهم الإشكاليات التي يتعرض لها التراث، والموروث الثقافي اليمني لاسيما في الظروف الراهنة، التي تتعرض لها اليمن، إذ تنوعت الندوة ما بين إلقاء الأشعار وحفلات التوقيع، والتكريمات. وفي البداية ألقى الدكتور قاسم المحبشي قصيدة في حب مصر، والتي فتحت أبوابها لليمنيين في الفترة الأخيرة، واعتبرتهم جزءًا من شعبها. وتحدث الباحث الدكتور حسام أبو النجا عن العلاقات الثقافية اليمنية المصرية، والبُعد التاريخي التي يربط الحضارتين المصرية القديمة واليمنية القديمة، كما تطرق إلى العلاقات المصرية اليمنية لاسيما خلال الحقبة الإسلامية، إذا أوضح قائلًا: "أن أغلب جيش الفتح الإسلامي في مصر من اليمن، وقد نجحوا في نقل الكثير من العناصر الثقافية إلى مصر، والذي نشهده في العمارة الإسلامية، التي تشبه إلى العمارة اليمنية، وكذلك الأمر بالنسبة للهجات اليمنية، والتي نشهد تقارب كبير بينهما وبين اللهجة في صعيد مصر، إذا ينحدر أغلب عرب الصعيد من قبائل يمنية. فيما قدم الباحث في التراث الشعبي أحمد العرامي نبذه عن الصلات بين الثقافة الشعبية اليمنية والثقافة العالمية من خلال عدة ظواهر منها، الحكايات الشعبية اليمنية، وظاهرة الحكماء الفلاحين في اليمن، وظاهرة الفلاحة النمطية، وحكمائها، كذلك ظاهرة الحكيم الشاعر اليوناني القديم "هزيود" والحكيم الفلاح على ولد زايد، مشيرًا إلى أهمية عملية توثيق التراث الثقافي اليمني.أما الروائي وليد دماج فقد تحدث عن عملية استلهام التراث الشعبي في الرواية اليمنية. ومن ناحيتها، دقت الباحثة ولاء عبدالله ناقوس الخطر حول دور التعليم في الحفاظ عن التراث والهوية الثقافية، مؤكدًا أن التراث هو حجر الأساس الذي تقوم عليه ثقافة الأمم في تاريخها وحاضرها، والذي يمنحها قيمتها الاجتماعية والفنية والعلمية والرتبوية، وأنه هو المكون الأساسي للثقافة. وأشار إلى أن منظمة اليونيسكو وضعت 3 مواقع أثرية فقط ضمن قائمة الصون العاجل، والتي قد تتعرض للخطر، مؤكدًا أنه يجب الاهتمام بتوصيل قيمة التراث في المناهج التعليمية، منوةً إلى أن المناهج التعليمية اليمنية في الوقت الحالي تعاني الكثير من التحديات والتي تتمثل في قدرتها على توصيل أهمية التراث والموروث الثقافي لطلبة المدارس، وبالرغم من وجود بعض منها في المناهج إلا أنها بشكل عام تعاني قصورًا في بعض جوانبها سواء في المحتوى أو في طريقة العرض بما يتلاءم مع متطلبات العصر، كما أن المُعلمين أنفسهم في حاجة إلى دليل يساعدهم في دمج التراث بالتعليم، بالإضافة إلى قلة المعدات الحديثة بالمدارس سواء الحكومية أو الخاصة كتوافر الإنترنت نت، أو أجهزة الكمبيوتر، هذا بالإضافة إلى ندرة وجود المكتبات في المدارس.
مشاركة :